في مقال سابق تم نشره الأسبوع الماضي بتاريخ 6 أكتوبر تحت عنوان "السكر بطعم الملح في العقود الآجلة" والذي بينت فيه كيف كانت ارتفاعات أسعار السكر في أسواق العقود الآجلة قبل أن تصل إلينا، وانه لم يكن مستغربا أن تتخطى الحواجز وترتفع بغض النظر عن حدوث ذلك في شهر رمضان المبارك أو بعده وذلك لان السلع التي نشتريها ونستوردها بالطبع تتأثر بالأسعار المتداولة عالميا.
ولقد نوهت إلى سلعتين أخريين هما الذرة وفول الصويا على سبيل المثال لا الحصر، والمنتظر ارتفاع أسعارهما مع بقيه السلع وذلك تأثرا بعوامل عده تنحصر في الآتي : -الدعم المأخوذ من قائد أسعار السلع وهو الذهب بالطبع، والذي يعتبر تحركه لمستويات قياسيه ملهماً لبقية الأتباع بالتحرك لأعلى. انخفاض قيمه الدولار أمام معظم العملات والتحرك القوى لعملات السلع مثل الدولار الاسترالي والدولار الكندي وكذلك الدولار النيوزيلندي.
استشراف بدايات التضخم، وربما كان قرار البنك المركزي الاسترالي برفع سعر الفائدة إلى مستويات 3.25% وتلميح بن برنانكى – حاكم البنك الفيدرالي الأمريكي – عن أهميه مكافحه التضخم وإيقاف الخطط التحفيزية حال تعافي الأسواق تعافيا كاملا، والذي دفع البعض بالتكهن بانصراف التركيز على مكافحه التضخم لا النمو في المرحلة القادمة بعد ضخ ما يربو على 787 مليار دولار كسيوله داخل الأسواق.
ظهور البيانات المتواترة عن بدايات الانتعاش مما يعني زيادة الطلب على كافه السلع. الظروف المناخية والأعاصير القوية التي ضربت نواحي متفرقة من العالم خصوصا أسيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي لها تأثير مباشر على المنتجات السلعية الزراعية تحديدا.
كل هذه العوامل بالطبع لها تأثيرات واضحة على أسعار السلع. وأنا حقيقة أتابع تحرك السلع عن كثب ولى تقارير عنها لم أتشرف بنشرها هنا، كان آخرها يتوقع وصول عقود فول الصويا إلى مستويات 1000 دولار كمحطة أولى في طريق صعوده لأعلى، وكذلك عقود الذرة ففي تداولات اليوم الأول من الأسبوع الحالي للعقود الآجلة – الاثنين 12اكتوبر- حققت عقود فول الصويا سعر 1000 دولار كـأعلى سعر ليغلق عند مستوى 999 دولار، وذلك بعد فجوه سعريه واضحة تجاوزت 12 دولار عن أعلى سعر محقق في تداولات الجمعة الماضية.
وفى رأيي فان فول الصويا سيجد مقاومه قبل مستويات 1050 دولار في أثناء تقدمه لأعلى والتي ربما ترغمه على التصحيح السعري، رغم كونه لا يعرف المشي بل القفز السعري والذي يرشحه بين المدى القريب والمتوسط إلى مستويات 1250 دولار وان كانت هناك محطات سعريه سابقه عليها.
والأمر لا يختلف بالنسبة لعقود الذرة والتي تحركت من مستويات 300 دولار في أواخر سبتمبر الماضي إلى أن أغلقت يوم الاثنين 12 أكتوبر عند مستوى 380 دولار، وهى تقترب رويدا من مقاومتها عند 420 دولارا قبل أن تواصل تقدمها. والأمر لا يختلف في بقيه السلع والتي ارتفعت جميعها بلا استثناء، والذي أريد توضيحه هنا كما ذكرت سابقا أن علينا أن نستعد لأسعار مرتفعه قادمة تماما كما حدث مع السكر، فأسعار الزيوت على سبيل المثال والتي تصنع من الذرة أو فول الصويا مرشحه للارتفاع ناهيك عن باقي المنتجات التي تدخل فيها مثل هذه السلع، والتى لا غنى عنها لحياتنا.
وربما كان توجه المملكة العربية السعودية أو بعض الدول الأخرى مثل الإمارات العربية المتحدة أو حتى مصر للاستثمار في الزراعة وذلك ضمانا لتوافر سله غذائية في المتناول، وذلك تجنبا للارتفاعات المجنونة التي تصيب السلع أمرا محمودا، ورغم كون هذه الخطط الإستراتيجية تأخذ وقتا حتى يأتي مردودها إلا أن التحرك والبدء فيها مطلوب بلا شك، فحتى يحين ذلك الوقت علينا أن ننتظر ارتفاعات الأسعار وألا نقف مشدوهين أمامها لأننا ننتظر رد الفعل دائما. ودمتم بخير