الحاجة للجمعيات التعاونية في السعودية

13/08/2012 5
ريان ابراهيم البواردي

منظمة الأغذية والزراعة للإمم المتحدة "الفاو" :: (( العالم قد يواجه ازمة غذاء تشبه الازمة التي حدثت في 2008/2007 ))

*مؤشر اسعار الغذاء – الفاو

هذا التحذير من موجة جديدة قادمة مصدره المتوقع الجفاف في امريكا والعديد من البلدان الزراعية الاساسية وحظر الصادرات التي تمارسه ايضا بعض الدول الزراعية, ماينذر بموجة إرتفاع للأسعار تؤثر بشكل أكبر على الدول المستوردة للغذاء.

المتابع للتضخم في المملكة الذي بدأ موجة التضخم الشبه سلبي منذ العام 2006 بسبب زيادة الإنفاق الحكومي المدعوم بإرتفاع أسعار البترول والفوائض السنوية وتقليص حجم الدين العام والعديد من الاسباب الداخلية والخارجية

التي تخرج عن السيطرة احياناً كثيرة لاسباب إقتصادية منها محدودية الصلاحية لمؤسسة النقد العربي السعودي والحكومة بالنسبة للسياسة النقدية وكذلك غياب الاداة الثانية من السياسة المالية "ضرائب". اي اننا نعمل نصف يد واحدة.

لذلك يكمن العمل الحكومي في السيطرة على تأثيرات التضخم ,

يتركز التضخم بشكل كبير في مجموعة "السكن" " ترميم-إيجار-بناء" حيث تحتل هذه المجموعة المركز الأول في نسبة التأثير بزيادة التضخم, في المرتبة الثانية تأتي مجموعة "الأطعمة والمشروبات" وتتبادل المواقع احياناً مع مجموعة " السلع الاخرى " التي تشمل النفقات والسلع الخاصة ومواد النظافة والعناية الشخصية.

ومن خلال الملاحظة اليومية تشاهد مقدر التذمر الشعبي من ارتفاع اسعار الغذاء والإتهامات المتبادلة بين المورد والمستهلك والبائع.

الوضع العالمي من كوارث واحداث طبيعية وكمية الغذاء المستورد الكبيرة لاشك انها مصدر تذبذات كبيرة وغير مستقرة تأثر على دخل المواطن ولاسيما انها مشتريات يومية وإعتيادية. حيث إحصائيات وأرقام مؤسسة النقد العربي السعودي على ذلك.

ولإننا سوق حرة في المملكة ونتبع سياسة عالمية غالبة , فتدخل الحكومة من خلال الدعم وتثبيت الأسعار لا يحل المشكلة بشكل كامل لضعف التطبيق وآليات الرقابة بشكل اساسي ولعل المتابع لاسعار حليب الاطفال وغيره يلاحظ عدم جدوى الدعم على المستهلك النهائي.

مثل هذه التدخلات تحد من قوة الإقتصاد والإستقلالية والتنافس وتخلق الاسواق السوداء والتلاعب في الارقام وخلافه. حيث يعد مبدأ " تثبيت الأسعار " مثلاً الحل " الأخير " عندما تعجز الحلول.

حاجة المملكة حسب رأي شخصي ليس بجديد ولا مبتكر هو بـ إنشاء وتفعيل " الجمعيات التعاونية الإستهلاكية " مثل ماهو معمول في العديد من الدول الخليجية, الجمعيات ليست الحل النهائي ولا من سيقينا شر الارتفاعات

ولكن على الأقل هي تحافظ على توازن الارتفاع والانخفاض مع السعر العالمي.

كثير من المنتجات ضلت مرتفعة حتى مع إنخفاض سعرها عالمياً !

أتذكر تصريح لاحد المسؤولين في الغرف التجارية عندما سأل عن ارتفاع اسعار احد السلع الغذائية قال

اننا نتأثر عالمياً بإرتفاع الاسعار بينما هي بالواقع كانت إنخفاض وتستغرب اننا لا نتأثر إلا بالإرتفاعات !

إقرار نظام للجمعيات التعاونية الإستهلاكية وإعفاء إستيرادها من الرسوم ودعم رأس المال عند التأسيس

من شأنه ان يحقق الاستقرار في مصروفات بعض الاسر الغذائية وكذلك زيادة في وظائف قطاع التجزئة وتقليص حصة " البقالات " التي هي بالمجمل مملوكة للأجانب حيث آخر الدراسات تشير إلى سيطرة حوالي 80% للاجانب في قطاع التجزئة.

بخلاف العائد المادي للمساهم في الجمعيات. وتوفير فرص عمل للمواطن.

خطة العمل :: الشراء بالجملة ثم الاستيراد المجاني ثم البيع بسعر التكلفة ... والاستفادة من مرافق الجمعية بالدعاية والاعلان وتحقيق عائد ربحي بسيط يستثمر خارج الجمعية او يتم توزيعه على المساهمين. مع سن القوانين والانظمة والرقابة المالية بالشكل الذي يحقق الإستدامة للجمعية.

بالتأكيد ان الواقع يستطدم بالعديد من العواقب الجوهرية والخاصة بطبيعة البلاد وترامي اطرافه , ولكن قد تكون البداية ببعض المدن المتوسطة والصغيرة وثم العمل على المدن الكبيرة.

لا يعد الامر إلا عبارة عن حلم صغيرة ثد يتحقق يوماً ما والتجارب المجاورة تؤكد ان الجمعيات لن تكون منافس ولا بديل عن المؤسسات التجارية الصغيرة او الكبيرة ولكن الفوائد المجتمعية فيها كثيرة جداً.

التقرير الاخير " 24رمضان " من قبل مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات يشير إلى أعلى تغيير في مجموعة الترميم والإيجار والوقود والمياه بـ + 8.3 % وفي المرتبة الثانية مجموعة الأطعمة والمشروبات بـ+ 4.0 %