تقوم شركة ''تداول'' منذ عام 2008 بنشر جدول إحصائي شهري بعنوان ''إحصائية التداول حسب تصنيف الجنسية ونوع المستثمر'' يبين فئات المستثمرين وكميات الأسهم التي قامت كل فئة ببيعها وشرائها خلال الشهر، إلى جانب عدد الصفقات بيعاً وشراء والقيمة الإجمالية لذلك. وفئات المستثمرين هم أفراد سعوديون وشركات سعودية وصناديق استثمار سعودية، وخليجيون وعرب وأجانب. يقال: إن المعلومة في سوق الأسهم تشترى بالذهب، فهل يمكن الاستفادة من هذا التقرير في قرار الدخول في سوق الأسهم والخروج منه؟ أولاً دعونا نتعرف على طبيعة هذا التقرير وما يحتويه من معلومات ومن ثم نقوم بإجراء بعض الطرق الإحصائية على بياناته لنكتشف مدى الفائدة منه.
لا يزال الأفراد السعوديون يسيطرون على أكثر من 90 في المائة من التداولات الشهرية، حيث نجد أن في المتوسط 90 في المائة من عمليات الشراء و93 في المائة من عمليات البيع هي من قبل الأفراد، وهذا يختلف عن الأسواق الكبرى التي يشكل فيها التداول المؤسسي النسبة الكبرى من التداول. أما بقية فئات المتداولين لدينا فنسبة تداولها مقارنة بالأفراد ضعيفة جداً، تتراوح بين 1 في المائة إلى 3 في المائة في المتوسط. أول شيء يلحظه من يطلع على هذا التقرير أن عمليات البيع بالنسبة للأفراد السعوديين دائماً أكبر من عمليات الشراء، عدا فقط في شهرين من مجموع 55 شهراً منذ بدأت ''تداول'' نشر التقرير، وهذا الأمر يحتاج إلى تفسير، فما سبب زيادة البيع عن الشراء؟ هناك سببان، الأول أن إجمالي كميات البيع لأي فئة لا تساوي بالضرورة إجمالي كميات الشراء للفئة نفسها، وذلك لأن الفئات الأخرى تكون قد اشترت أو باعت هذه الفروقات. فقد تجد أن الأفراد السعوديين في أحد الأشهر قاموا ببيع 100 مليون سهم أكثر مما اشتروا، وتجد أن هذه الـ 100 مليون سهم قد تم شراؤها من قبل الفئات الأخرى. السبب الآخر الذي يفسر سبب استمرار كميات البيع بالنسبة للأفراد السعوديين دائماً أعلى من كميات الشراء هو الاكتتابات الأولية، حيث إن الأفراد السعوديون هم الوحيدون المسموح لهم بالاكتتابات وهم غالباً يقومون ببيع أسهمهم حالما تنزل في محافظهم، فتظهر كميات البيع أعلى من الشراء.
أما بالنسبة لتداولات فئة الصناديق الاستثمارية فهي تميل للشراء أكثر من البيع (65 في المائة من التداولات طيلة الـ 55 شهراً الماضية كانت كميات الشراء فيها أكبر من كميات البيع)، والسبب في الغالب هو أن الصناديق الاستثمارية على وجه العموم تستثمر على المدى الطويل ولا تميل للمضاربة مثل الأفراد، فطبيعي أن تكون كميات الشراء أكبر من كميات البيع. أما الفئة الغريبة نوعاً ما فهي فئة الشركات السعودية المستثمرة في السوق، وهي ثاني أكبر فئة تتعامل بالسوق بعد الأفراد، حيث نجد أنه ولأول مرة منذ 55 شهراً قامت الشركات السعودية في تموز (يوليو) 2012 ببيع كميات أكثر من كميات الشراء، بفارق نحو 25 مليون سهم أكثر مما تم شراؤه، على الرغم من أن قيمة الشراء كانت أعلى بكثير من قيمة البيع! وأحد الأسباب أن هذه الشركات تستثمر على المدى الطويل بشكل ربما أطول حتى من الصناديق الاستثمارية التي تضطر أحياناً للبيع تلبية لرغبات المشتركين فيها.
مشكور ،،، بإنتظار الجزء الثاني من المقال لتكتمل الصورة
للأسف لم أقم بتقـسـيم المقال إلى جزئين، ولكن ظروف الصحيفة على ما يبدو.
د. فهد شكرا على المقال الجميل بالنسبة لبيع الأفراد اعتقد ان الاكتتابات سبب من ضمن الأسباب لكن السبب الرئيسي باعتقادي أن الأفراد يميلون للمضاربة والبحث عن تخفيض التكلفة من خلال الفروقات السعرية البسيطة ... والله أعلى وأعلم ايضا لا ننسى أن الكثير من الأفراد لا يزالون يبيعون اسهمهم التي تملكوها في عام 2006 قبل الانهيار
أخ أفلاطون الأسهم، صحيح إن الأفراد يميلون للمضاربة لكن كيف تفسر ارتفاع كميات البيع عن الشراء؟ المضاربة تعني بيع وشراء، ومقابل كل عملية بيع هناك عملية شراء لنفس العدد من الأسهم...فما سبب زيادة عمليات البيع عن الشراء من قبل الأفراد السعوديين بشكل شبه مستمر، غير بيع الاكتتابات؟
د. فهد اتفق معك بأن الاكتتابات سبب من ضمن الأسباب ... لكن خلال العامين الماضيين كان اعداد الاكتتابات قليلة ولذلك لا يمكن ان يكون محصلة البيع بشكل شهري ناتج عن الاكتتابات!!! هناك عدة اسباب منها قيام البعض ببيع اسهمه التي جمدت من فترة طويلة بسبب الخسائر ... ايضا تخفيف الكميات المقتناه مع الارتفاع ... عمليات المضاربة لاصحاب المحافظ الكبير خلال فترات التجميع ... وغيرها تحيتي لك
دكتور فهد، من المفترض ان كانت هيئة السوق المالية زيادة الشفافية ان تعلن شهريا نسب التملك في كامل السوق، هذا التقرير افضل من التقرير اللذي يضهر التداولات الشهرية فقط.
د. فهد تحية لك هل تعريف عملية الشراء والبيع دقيق ومتفق عليه علميا؟ بمعنى آخر لو ان المتداولين الراغبين في بيع سهم ما في يوم ما لم يعرضوا جميعهم اسهمهم بسعر السوق فسوف تعتبر جميع العمليات المنفذة على السهم في ذلك اليوم عمليات شراء فهل هذا صحيح ومنطقي
هلا بالحلم الحريملاوي، عندما تقوم بإدخال أي عملية فلازم تحدد هل هي بيع أم شراء، حتى لو أدخلت أمر بسعر السوق...هنا يقوم التقرير بحسابها على أنها عملية بيع، ومن اشتراها سواء بأمر بسعر سوق أو محدد فتحسب على أنها عملية شراء. فلو أنت أدخلت أمر بيع 1000 سهم لسابك بسعر السوق، وكان عندي أمر شراء محدد لألف سهم من سابك وكان طلبي أعلى طلب في السوق، فيتم شراء أسهمك لصالحي. في التقرير، يظهر إن أفراد سعوديون باعوا 1000 سهم وأفراد سعوديون اشتروا 1000 سهم.
مرحبا د.فهد مرة اخرى كلامك واضح تماما ولكن ماسبب لي بعض اللخبطة هو مايعرض في مباشر بلس من حيث السيولة الداخلة (باللون الاخضر) او الخارجة (باللون الاحمر) فقد ترى احيانا سهم معين نسبة السيولة فيه 90% باللون الاخضر،وهذا الذي ينطبق عليه سؤالي السابق من ناحية كون ذلك دقيقا علميا ام لا، ولكن الواضح ان هذا شئ مختلف عن حساب تفاصيل عمليات الشراء والبيع والتي تكون مختلفة حسب نوع المتداول ولكن محصلتها النهائية دوما هي 50% اجمالي الشراء و50% اجمالي البيع
ما ذكرته أخ الحلم الحريملاوي موضوع مهم ولدي موضوع أعمل عليه بعنوان "مفهوم السيولة في أسواق الأسهم" يتطرق لمثل هذه الأمور. وباختصار ما يخص سؤالك هو دائماً في مؤشرات السيولة إذا كان التنفيذ على سعر الطلب فهو بيع (سيولة خارجة)، وإذا كان التنفيذ على سعر العرض فهو شراء (سيولة داخلة)، حتى لو كان الأمر بسعر السوق.