الكهرباء والصيف.. مفاجأة متكررة

01/08/2012 6
ثامر السعيد

خدمة الكهرباء في المملكة العربية السعودية تمر بأسوأ موسم صيفي لها منذ زمن طويل لم تمر فيه الكهرباء منذ أن تولى غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ دفة وزارة الكهرباء في المملكة، أيضا يلاحظ متابع الصحف والشبكات الاجتماعية أن التذمر من أداء شركة الكهرباء السعودية هذا الصيف كان في ذروته كما هي الأحمال القياسية التي سجلتها الكهرباء السعودية هذا الموسم وقد طالت الانقطاعات عددا كبيرا من المناطق والأحياء الرياض، جدة، الدمام، الخبر، حائل والطائف ومن المؤكد أن لهذه القائمة بقية، وإن عددنا الأحياء التي تعرضت لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وبعضها أيام كما حدث في الطائف بشهادة أهلها لانتهت مساحة هذا المقال دون أن أصل إلى ما دفعني للكتابة.

رغم الدعم والتنازلات التي تحصل عليها شركة الكهرباء السعودية إلا أن الأداء في جنباتها مازال أقل من المأمول.

وحصول الكهرباء على ما يزيد عن 20 بالمائة من الانتاج النفطي اليومي للمملكة والاستمرار في استهلاكه وبقياس النمو السكاني المتوقع سيوصلنا ذلك إلى مراحل تهدد المورد الطبيعي الأكبر لنا في السعودية والتقارير في هذا كثيرة والتي أشارت بقلق إلى الخوف من الوصول إلى مرحلة تكون فيها الحاجة الداخلية للطاقة متساوية والطاقة الانتاجية للمملكة حتى وإن كان هذا سيسجل بعد عديد من السنوات إلا أن الاجيال القادمة تبقى لها الحق بحفظ مواردها وتأمين حقها وبما أن شركة الكهرباء السعودية تفاجأت بحرارة الصيف هذا العام في إشارتها لأكثر من مرة لهذا وتقاعسها في السعي لرفع الضرر ومماطلتها عن دفع الضرر لمن تعطلت أجهزتهم الكهربائية بسبب الانقطاعات والجهد الكهربائي الزائد خصوصا أن موظفي الشركة لا يعرفون حتى من المسؤول عن التعويضات أو آليتها فإن من حقنا الطلب إلى الهيئة التنظيمية وإلى الشركة نفسها بذل الجهد وإسراع عجلة البحث لإيجاد مصادر بديلة لتوليد الطاقة، فصيفنا الذي فاجأهم كفيل بإيجاد قدرة لتوليد الطاقة عبر الخلايا الشمسية واستغلال الرياح التي تأتي في أطراف المملكة ووسطها أيضا سيكون له دور في إيجاد الطاقة وحتى وإن كانت دروسا وجدت في كتب العلوم فكل الأماني أن تطبق هذه الدروس على أرض الواقع بدلا من الاستهلاك النفطي أو حتى الاتجاه إلى المفاعلات النووية السلمية لتوليد الطاقة كما في اليابان التي تدمرت مفاعلاتها بفعل التسونامي وأعيد بناؤها وعادت لتوليد الطاقة بعد الدمار مثلا حتى نصل في يوم لما وصلت إليه المانيا باحتفالها بمرور 30 سنة دون انقطاع الكهرباء.

هذه الصورة جمعت كل السلبيات انقطاعات كهربائية متعددة ومتكررة، استهلاك نفطي كبير، البطء في خطوط التطوير وكفاءة الأداء إذا كان موسم متكرر عامل مفاجأة للشركة، فكيف نثق بما سيحصل في ظروف غير اعتيادية - لا سمح الله.