هل استحواذ «النقل البحري» على «فيلا» سيكون ناجحاً؟

11/07/2012 10
محمد العمران

بعد طول انتظار، أعلن أخيراً كل من شركة النقل البحري وشركة أرامكو السعودية توقيع مذكرة تفاهم لدمج أسطولي وعمليات شركة النقل البحري مع شركة فيلا البحرية العالمية المملوكة لـ "أرامكو"، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 1.3 مليار دولار (نحو 4.9 مليار ريال) سيتم تمويلها بالسداد النقدي وبإصدار أسهم جديدة، ومن المنتظر أن ينتج عن هذا الدمج (الذي هو في حقيقة الأمر عملية استحواذ) أن تصبح شركة النقل البحري رابع أكبر شركة في العالم من حيث ملكية ناقلات النفط العملاقة في خطوة أقل ما يُقال عنها إنها جريئة ومفصلية لكلا الطرفين.

لفهم عملية الاستحواذ بشكل أفضل، يجب أن ندرك أن استراتيجية الإدارة الجديدة لـ "أرامكو" تركز حالياً على تحويل بعض النشاطات غير الرئيسة إلى مصادر خارجية متخصصة ما يُعرف بـ outsourcing، وكان من الطبيعي أن تقوم "أرامكو" بمثل هذه الخطوة تجاه عمليات النقل البحري الخاصة بها، وفي المقابل نجد أن وزارة المالية ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة تملك نحو 28 في المائة من شركة النقل البحري، بينما تتوزع بقية 72 في المائة بين عدد كبير من المساهمين الصغار، مما يدل على أن مباركة مسؤولي الدولة هذه العملية سترفع من حظوظ إتمامها مهما كانت المعوقات إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستنعكس إيجاباً على شركة النقل البحري!

فعندما ندقق في القوائم المالية لشركة النقل البحري، سنجد أن رصيد المديونية يبلغ 5.2 مليار ريال يعادل تقريباً قيمة حقوق المساهمين، كما أن رصيد النقدية وشبه النقدية لا يتعدى 420 مليون ريال فقط، بينما قدرة الشركة على توليد الأرباح والتدفقات النقدية الموجبة من نشاطاتها التشغيلية فهي في مستويات متواضعة نسبياً خلال السنوات الأخيرة، مما يدل على أن تمويل عملية الاستحواذ لن يتم إلا بدعم قوي من الدولة وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الرفع المالي (نسبة القروض إلى حقوق المساهمين) لمستويات أعلى قد تشكل عبئاً على الشركة مستقبلاً إذا لم يقابل ذلك ارتفاع في الإيرادات.

أيضاً، يجب ألا ننسى أن عملية الاستحواذ ستشمل إصدار أسهم جديدة وهذا سيشكل عبئاً على ربحية السهم إذا لم يقابل ذلك ارتفاع في صافي الربح بنفس نسبة إصدار الأسهم الجديدة، إلا أن أهم التحديات التي ستواجه الشركة مستقبلاً في رأيي فتتمثل في اتجاهات السوق العالمية لنقل النفط والتي شهدت في السنوات الأخيرة انخفاضا كبيراً في الأسعار، ومن المتوقع أن يستمر هذا الانخفاض مع دخول 127 ناقلة جديدة للسوق وخروج 12 ناقلة قديمة منها خلال العامين المقبلين في سوق شديدة التنافس تتكون حالياً من 575 ناقلة نفط!!

وبالتالي أستطيع القول إن نجاح عملية الاستحواذ ستعتمد على عامليْن رئيسْين هما القيمة المضافة التي ستقدمها شركة فيلا (من حيث الإيرادات والأرباح) لشركة النقل البحري والصورة التي ستكون عليها السوق العالمية لنقل النفط في السنوات المقبلة والتي تميل حالياً للضبابية والغموض، وهي بالتأكيد أمور ستجعل من مسألة التنبؤ بنجاح عملية الاستحواذ مسألة صعبة ومعقدة للغاية!