بعد طول انتظار، أعلن أخيراً كل من شركة النقل البحري وشركة أرامكو السعودية توقيع مذكرة تفاهم لدمج أسطولي وعمليات شركة النقل البحري مع شركة فيلا البحرية العالمية المملوكة لـ "أرامكو"، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 1.3 مليار دولار (نحو 4.9 مليار ريال) سيتم تمويلها بالسداد النقدي وبإصدار أسهم جديدة، ومن المنتظر أن ينتج عن هذا الدمج (الذي هو في حقيقة الأمر عملية استحواذ) أن تصبح شركة النقل البحري رابع أكبر شركة في العالم من حيث ملكية ناقلات النفط العملاقة في خطوة أقل ما يُقال عنها إنها جريئة ومفصلية لكلا الطرفين.
لفهم عملية الاستحواذ بشكل أفضل، يجب أن ندرك أن استراتيجية الإدارة الجديدة لـ "أرامكو" تركز حالياً على تحويل بعض النشاطات غير الرئيسة إلى مصادر خارجية متخصصة ما يُعرف بـ outsourcing، وكان من الطبيعي أن تقوم "أرامكو" بمثل هذه الخطوة تجاه عمليات النقل البحري الخاصة بها، وفي المقابل نجد أن وزارة المالية ممثلة في صندوق الاستثمارات العامة تملك نحو 28 في المائة من شركة النقل البحري، بينما تتوزع بقية 72 في المائة بين عدد كبير من المساهمين الصغار، مما يدل على أن مباركة مسؤولي الدولة هذه العملية سترفع من حظوظ إتمامها مهما كانت المعوقات إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ستنعكس إيجاباً على شركة النقل البحري!
فعندما ندقق في القوائم المالية لشركة النقل البحري، سنجد أن رصيد المديونية يبلغ 5.2 مليار ريال يعادل تقريباً قيمة حقوق المساهمين، كما أن رصيد النقدية وشبه النقدية لا يتعدى 420 مليون ريال فقط، بينما قدرة الشركة على توليد الأرباح والتدفقات النقدية الموجبة من نشاطاتها التشغيلية فهي في مستويات متواضعة نسبياً خلال السنوات الأخيرة، مما يدل على أن تمويل عملية الاستحواذ لن يتم إلا بدعم قوي من الدولة وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع نسبة الرفع المالي (نسبة القروض إلى حقوق المساهمين) لمستويات أعلى قد تشكل عبئاً على الشركة مستقبلاً إذا لم يقابل ذلك ارتفاع في الإيرادات.
أيضاً، يجب ألا ننسى أن عملية الاستحواذ ستشمل إصدار أسهم جديدة وهذا سيشكل عبئاً على ربحية السهم إذا لم يقابل ذلك ارتفاع في صافي الربح بنفس نسبة إصدار الأسهم الجديدة، إلا أن أهم التحديات التي ستواجه الشركة مستقبلاً في رأيي فتتمثل في اتجاهات السوق العالمية لنقل النفط والتي شهدت في السنوات الأخيرة انخفاضا كبيراً في الأسعار، ومن المتوقع أن يستمر هذا الانخفاض مع دخول 127 ناقلة جديدة للسوق وخروج 12 ناقلة قديمة منها خلال العامين المقبلين في سوق شديدة التنافس تتكون حالياً من 575 ناقلة نفط!!
وبالتالي أستطيع القول إن نجاح عملية الاستحواذ ستعتمد على عامليْن رئيسْين هما القيمة المضافة التي ستقدمها شركة فيلا (من حيث الإيرادات والأرباح) لشركة النقل البحري والصورة التي ستكون عليها السوق العالمية لنقل النفط في السنوات المقبلة والتي تميل حالياً للضبابية والغموض، وهي بالتأكيد أمور ستجعل من مسألة التنبؤ بنجاح عملية الاستحواذ مسألة صعبة ومعقدة للغاية!
أخي الكريم محمد العمران شكراً على هذا المقال الرائع .... كرأي شخصي .... وحتى هذه اللحظة ووفقاً لما هو معلن من أخبار وقوائم مالية وبناء على تصور مستقلبي لما بعد الاستحواذ .... اعتقد أن عملية الاستحواذ ستكون ناجحة بكل المقاييس كما أنها ستعزز من اقتصاديات الحجم لدى البحري وهذا ما سينعكس على اتساع الحصة السوقية لها هذا من ناحية أما من الناحية الآخرى .... نعم ربما في أول سنة بعد الأستحواذ سيكون هناك ضغوط على صافي الربح .... لكنها سرعان ما تتلاشى بعد تكامل العمليات التشغيلية ومن ثم فإن صافي التدفقات النقدية التشغيلية للبحري ستكون أكثر من رائعة وهذا ما يعطيها هامش ملائة مالية عالي في تدفقاتها النقدية الحرة التي ستنعكس على التوزيعات النقدية وسداد أي مديونية ... ومرة أخرى شكراً على هذا المقال الرائع
حقوق اولية ..وتعود للنوم في احلام الفشل من جديد
شكرا استاذ محمد . انا لا اعتقد ان ادارة البحري بقدر وحجم هذا العمل . فهم غير مؤهلين لا فنيا ولا عمليا ولا حتى ماليا لإدارة مثل هذا الاندماج . ان كان هناك اندماج او استحواذ سمها ما شئت . ان تستحوذ شركة فيلا على البحري . بمجلس ادارة من ارمكو ويتم استبعاد جلس ادارة البحري الحالي . نظرا لإخفاقاتهم سابقا . ولك تحياتي
من المبكر الحكم ننتظر معادلة التحويل وتقرير المستشارين الماليين لمعرفة ان كان ذلك فى صالح مساهمى البحري ، اما النجاح فادارة البحري غير مؤهله ،،،،
من السابق لأوانه الحكم على الصفقه,, دون الاطلاع على القوائم الماليه لفيلا!!!!!!!!!!!!!!! حاليا لا بد ان نعطي المسؤولين عن الصفقه الثقه في ما يقولون(( ليس أمامنا شيء غير ذلك))وعند ظهور القوائم يمكن اعطاء أراء عن التوقع, وهي لا بد ان تعرض على مساهمي البحري لأخذ موافقتهم عليها, قد يكون من ميزة هذا الاندماج ان ليس مصالح شخصيه في الامر(( فكلاهما مملوكتان بملكيه عامه ولآلاف المساهمين))
من المهم قبل الحكم على نجاح العملية من عدمه معرفة القوائم المالية لشركة فيلا ... ومن حق المساهمين الاطلاع عليها للقدرة على التنبؤ بالمستقبل بعد الاستحواذ الا تتفق معي استاذ محمد
مقال جدير بالإهتمام ...
نحن في عصر يكاد الاستحواذ والاندماج ان ينطق ويقول للشركات ارجوكم اندمجو فانظر الى التأمين، المقاولات، الاتصالات، البتروكيماويات، الاسمنت. يكاد الاندماج يكون هو الحل الأمثل دون اي شك لكي يتم المحافظة على الاقتصاد والانتقال به الى مستويات فنية عالمية جديدة. في ظل هذه المقدمة هل نقوم بكل برود بالتقليل من شان هذا الاندماج الرائع الذي مهما واجه من صعوبات فانه سوف يبني كيانا كبيرا وقويا مع وجوب عمل بعض التعديلات على المجلس الى اخره. لا اعتقد ان ذلك صوابا. الاجدر ان نبارك هذا التحرك ونعلق على اهمية اعادة هيكلة ادارة لشركة الجديدة الخ لضمان نجاحها. والله الموفق
ياليت يكون الوضع احسن من المتوقع
افضل وقت للاستحواذ - ما دامت النية معقودة - هو الان في ظل هبوط اسعار النقل والربحية والمستفيد هو البحري على المدى الطويل فالعميل جاهز لتشغيل المستحوذ عليه