اقتصادنا بين التحدي والاستجابة

14/06/2012 9
عبدالله الجعيثن

المملكة عملاق اقتصادي ليس على المستوى الإقليمي فقط بل والعالمي، فهي أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، وأرضها تختزن أكبر احتياطي منه، والنفط هو الدورة الدموية في جسد الاقتصاد العالمي كله.. فوق هذا استطاعت المملكة بناء صناعات متقدمة متفوقة تعتمد على النفط والغاز مانحة لها قيمة مضافة وتوطيناً للتقنية وتوفيراً لفرص العمل.. غير أن الأهم من هذا كله هو ما تعيشه من استقرار سياسي متين في عالم مضطرب، وما تتميز به من تلاحم عميق بين القيادة والقاعدة يندر مثيله فعلاً.. الحديث عن قوة اقتصاد المملكة وفوائضها المالية والتغطية ومتانة مصارفها ودور صناديق التنمية في تحفيز القطاع الخاص فيها يحتاج إلى مجلدات..

 * غير أنه بقدر ما تكون الإمكانات يكون الطموح أكبر وتكثر التحديات التي تتطلب الاستجابة والتي تسبق استحقاق التحدي بالتفكير المبكر الذي يولد التخطيط السليم للمستقبل.

 * وأول التحديات أن مجتمعنا مجتمع شاب ٧٥٪ من مواطنيه تحت الأربعين، وهذا يتطلب توفير فرص عمل حقيقية نامية بمقدار نمو السكان والذي هو عندنا من أعلى المعدلات في العالم، وتوفير فرص العمل الملائمة للمواطنين يقتضي مراجعة شاملة لمناهج التعليم بحيث تتوافق مخرجاتها مع متطلبات سوق العمل، وتقديم الأهم على المهم، وتعميق (ثقافة العمل الجاد) في شبابنا، وتقليص أعداد الوافدين المهولة بشكل كبير، وتبني حملة شاملة لنبذ الكسل والترف والخمول وتفضيل العمل الحكومي على العمل الخاص، وتحديث الأنظمة والتوعية بها، والقيام بحملات - على كل الأصعدة - لنبذ الإسراف والهدر سواء في المصاريف الذاتية أو هدر الموارد كالماء والكهرباء والوقود.. فرغم كل إمكانات المملكة يجب أن نعرف أننا لازلنا - ولن نزال - نعيش في صحراء العرب المجدبة التي قطرة الماء فيها أغلى من الذهب والتي أجواؤها ذات تطرف حاد لا ينجح فيها المترفون ولا الكسالى والاتكاليون..

 * تشجيع الشباب على تبني أعمالهم الخاصة ودعمهم بالتدريب والمشورة والقروض عبر تشجيع المؤسسات الصغيرة بكل الطرق الممكنة، وطرد المؤسسات الطفيلية التي يكون فيها بعض المواطنين مجرد أسماء لوافدين يقومون بالعمل ويجنون الربح والخبرة ويشكلون نزيفاً خطيراً في اقتصادنا وفي قدرة شبابنا على المنافسة والعمل وذلك بمحاربة (التستر) بكل السبل..

 * تمتين السوق المالية بطرح الدولة لجزء كبير من أسهم الشركات التي تملكها بالتدريج، وحض الشركات الصغيرة (وخاصة في قطاع التأمين) على الاندماج لتكوين شركات كبيرة تتناسب مع اقتصاد المملكة العملاق..

 * والحديث هنا يطول.. ويتواصل عبر عدة موضوعات إن شاء الله.