قبل سنوات وبمجرد أن ينتهي الشخص من بناء منزله ويسكن كان أول سؤال يسمعه من الأقارب والأصدقاء هو متى النزاله ! , والنزاله هي وليمه يقوم بها صاحب المسكن الجديد ويدعوا الأقارب والأصدقاء والجيران وهي إعلان منه بالسكن الجديد وفرحة بتملكه بيت العمر
وفي المقابل كان الأقرباء والزملاء والجيران يقومون بواجب المساعدة سواء بالجهد أو المال وتسمى "عانيًه" وهي إعانة يقدمونها لمن يريد بناء منزل العمر تخفف عنه وطأة الديون والجهد حسب القدرة .
وبمجرد أن يسكن ويعلن ذلك بتقديمه مايسمى " النزاله" سيحصل هو بالمقابل أيضا من الكثير من المدعوين سواء حضروا أو لم يحضروا على هدايا تسمى هدية " النزاله " .
في الوقت الحاضر وربما في السنوات العشر اختفت هذه العادة الطيبة خصوصا في المدن الكبيرة ربما بسبب انشغال الجميع بتوفير المال سواء للبناء أو للإيجار فاختلفت كفة الميزان بحيث أصبح غالب المواطنين يبحثون ليل نهار عن أسهل وأوفر الطرق لتوفير السكن بمقابل قلة ممن وفقوا في امتلاك بيت العمر فالجميع بحاجة إلى "العانيًه" ولم يعد احد يجرؤ على السؤال " متى النزاله " لأنه ربما يخشى السوال : أين " العانيًه" .
مشاريع الإسكان القادمة والمتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى بتوزيع 100 ألف منزل ربما تعيد لنا هذه العادة المندثرة منذ سنوات ولو تدريجيا لنرى الكثير من المواطنين يستبشرون بالسكن المقدم من الحكومة ليبدأ المواطنين بالاحتفال بالسكن عن طيب خاطر بدل من تحمل الديون وبذل الجهد وتجنب تلاعب وغش العمالة وتراكم الديون .
المواطن عليه حق المواطنة من الولاء والإخلاص والامانه والإنتاج وله حق السكن والأمن والصحة والتعليم فمتى توفرت للمواطن هذه الأساسيات فبكل تأكيد سوف يساهم بالدور المطلوب منه من انجاز وإنتاج لأنه سيصرف جل وقته وتفكيره على العمل الأساسي المناط به وتربية جيل سيقود البلد مستقبلا بدل من الركض واللهث وراء العمالة وسماسرة الأراضي بحثا عن بيت العمر قبل أن يفنى العمر..
بكل تأكيد الكثير يعد حفلة " النزاله " عن طيب خاطر وليس طلبا لهدايا لأنه بالسابق كان يحس بطعم السكن دون تكبد الديون التي ربما تجعل الكثير حاليا يسكن قبل أن يكمل تأثيث المنزل ولن تعود هذه العادة إلا بتوفير السكن كما وعد خادم الحرمين حفظه الله للمواطنين والكل ينتظر هذه اللحظات عسى أن تكون قريبا .