سوق الأسهم.. وعثاء سفر لا ولم تنته! (1-2)

15/05/2012 12
عبد الحميد العمري

قبل 1567 يوم عمل؛ تسلّم رئيس هيئة السوق المالية مهام إدارتها بعد خسارتها لنحو 51.3% من قيمتها (1.5 تريليون ريال)، بعد أن تراجع المؤشر إلى 10046.83 نقطة، وصرّح حينها: (إن التراجع بأسعار الأسهم أصبح مدعاة للقلق بسبب تأثيره المباشر على الملايين من السعوديين، خاصةً وأنه لا يتلاءم مع الاقتصاد السعودي والميزانية السعودية التي ينظر لها نظرة شديدة التفاؤل بسبب الإصلاحات الاقتصادية للملك عبدالله أولاً، والارتفاع الكبير لأسعار النفط ثانياً). وشدد قائلاً: (إن إعادة الثقة في السوق سيكون شاغلاً رئيسياً له بعد الهبوط الذي عصف بصغار المستثمرين الأفراد).

لنقرأ الآن فحوى هذا التصريح المسؤول بلغة الأرقام الفعلية، منذ ذلك التاريخ حتى اليوم؛ ارتفعت الإيرادات الحكومية بأكثر من 96.4 % لتتخطّى 1.1 تريليون ريال، وارتفع الإنفاق الحكومي بأكثر من 132.1%، وارتفع متوسط سعر النفط للفترة بأكثر من 115.5%! هذه الاعتبارات الأساسية التي قام عليها التصريح، فماذا حدث للسوق بنفس الفترة؟! لقد استمرّت في التراجع حتى وصلتْ في 2009م إلى 4,068.08 نقطة، أي أنها خسرتْ 59.5% مقارنةً مع قيمة المؤشر لحظة صدور التصريح أعلاه، فيما تقلّصتْ الخسارة في وقتنا الراهن لنحو 29%، ولكنها وصلتْ إلى 66% مقارنةً مع قمّة فبراير 2006م. إنّه من اللافت جداً أننا لو افترضنا دقّة تلك الاعتبارات أعلاه التي استند إليها التصريح؛ وأخذنا فقط نسبة الزيادة في الإنفاق الحكومي وارتفع المؤشر العام بنفس قدْرها، لكنّا اليوم أمام مؤشر قيمته فوق 13261 نقطة!!

لكن، ما هكذا تورد الإبل! ودليل ذلك أن الاعتبار الأهم ممثلاً في (الثقة) التي أشار إليها التصريح في جزئه الثاني لم يُهيأ لها أن تعود! بل كما يبدو أنها استمرّت في الهروب. وكما يبدو من مجريات السوق الراهنة أن مسألة عودتها لاتزال بعيدة المنال! فماذا حدث إذاً؟! هذا ما سأبيّن أهمّه في الغد إن شاء الله..