خطط النقل العام دخلت حيز التنفيذ عمليًا والبداية في مدينة الرياض، حيث سينتهي العمل على تجهيز كافة البنى التحتية خلال أربعة أعوام فيما سيتم إنهاء الدراسات للمدن الكبرى التي تشهد ازدحامًا كبيرًا قريبًا.
وستتكلف الدولة بكافة التكاليف لمشاريع النقل العام وبذلك تستطيع الشركات المتخصصة أن تبدأ تشغيل المشروع بكافة تفاصيله دون أي أعباء تتعلق بالمشاريع الأساسية من تخطيط خطوط سير الحافلات والقطارات والمحطات الرئيسة فيما سيكون أي دور محتمل للشركات هو توفير وسائل النقل وتشغيلها وكذلك أعمال الصيانة للمشاريع الأساسية مما يعني أن فرص النجاح وتحقيق أرباح مجزية مضمونة بنسبة كبيرة جدًا.
ولكن هل لدينا شركات نقل جماعي مؤهلة ومستعدة لتحمل مسئولياتها في هذا القطاع الحيوي الذي يشهد نقلة نوعية كبيرة بعد إقرار خطة النقل العام من مقام مجلس الوزراء، فمن المعروف أن النقل هو من أبرز وأهم القطاعات الاقتصادية لكنه في المملكة يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، فعدد الشركات المدرجة بالسوق المالي محدود جدًا، رغم ضخامة نشاط القطاع، بينما تتوزع حصة النشاط إجمالاً على عدد كبير من الشركات الصغيرة، فيما تبرز الشركات الكبيرة في قطاع نقل السلع أي الشاحنات وكذلك نقل المشتقات النفطية. وهذا الأخير يخضع لاشتراطات أرامكو التي لا تستطيع تنفيذها إلا شركات قوية
لكن قطاع نقل الركاب والخدمات المكملة له يبدو الضعف واضحًا وقد يكون للامتياز الذي أعطي لشركة النقل الجماعي سابتكو دور سلبي على تأسيس شركات قوية وحتى على سابتكو نفسها، حيث ينعكس الامتياز أحيانًا كثيرة سلبًا على تطوير الشركات المحتكرة لنشاطها لأنه يفقدها التنافسية وتصبح روتينية ومترهلة وهذا ينطبق على أي نشاط وأي شركة تعمل تحت نفس الظروف الاحتكارية
وإذا كانت الشركة قد حاولت في السنوات الأخيرة تطوير نفسها وإدخال نشاطات جديدة وتطوير القائم منها إلا أن ذلك لم ينعكس على ربحية الشركة وعائدها وقد تكون فرصة الدخول لخطة النقل العام أهم فرصة أمامها لتتحول إلى عملاق نقل جماعي لأنها تملك أصولاً وخبرات تؤهلها لذلك وتستطيع الحصول على تمويل بطرق مختلفة تساعدها على توسيع نشاطها إلا أن أهم ما يجب أن تقوم به سابتكو وغيرها من الشركات التي يمكن لها أن تصبح كبيرة بحجمها هو الاندماجات والاستحواذات لتسريع التوسع والمساهمة في هيكلة القطاع ليكون للشركات الكبرى حصة أكبر بالسوق الذي سينعكس إيجابًا على كافة الأطراف وعلى رأسها المستهلك الذي ستتوفر له وسائل نقل حديثة وبكافة الأوقات وبكل المناطق أو الأحياء داخل المدن.
كما ستصبح هذه الشركات قادرة على تمويل نفسها بسهولة أكبر وبتكاليف منخفضة
كما يفترض أن تنوع شركات النقل العام أنشطتها لتشمل كافة وسائل النقل البري والبحري والجوي والخدمات المكملة له من شحن ونقل للبضائع
وكذلك محطات الطرق وهو النشاط الذي يعاني من نقص شديد في التنظيم نتيجة غياب شركات كبرى متخصصة فبإمكان شركات النقل أن تدخل هذا النشاط وأن تلعب دورًا بارزًا في تنظيمه وفق معايير متقدمة وتحقق لنفسها عوائد مجزية تسهم في تطوير أدائها ودعم قوة أصولها.
ان الفرصة سانحة في قطاع النقل العام أكثر من أي وقت مضى لبناء شركات تتحول تدريجيًا لقابضة مع تمدد وتوسع وتنوع نشاطها حان وقته، فقطاع النقل البري والجوي وخدمات الطرق حسب ما هو معلوم لم يفتح للمنافسة الخارجية ومستثنى من شروط انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وتدخل خمس دول فقط لهذا السوق بموجب اتفاقيات ثنائية مع المملكة فيما تتوفر السوق المحلية على فرص كبرى لنجاح القطاع فإن ضخامة السيولة بالاقتصاد الوطني تسمح بتوفير متطلبات تنشيط القطاع بفترة قياسية إذا توفرت الرغبة والإرادة من الشركات أو المستثمرين لذلك.
الاخ محمد مقال رائع جدا وفي وقته اشكرك وهذا مقالي كتبته قبل 4 اشهربعنوان "حل اقتصادي للزحام المروري" http://alphabeta.argaam.com/?p=37399
شكراً لمرورك اخ صالح وفعلا كما ذكرت بمقالك العديد من النقاط المهمة ولعل فتح المنافسة للقطاع الخاص سيسهم بتطوير الخدمات بوقت قياسي
يعطيك العافية أخ محمد المشكلة لدينا في الروتين الحكومي ورأس المال جبان ولن يضع استثماراته إلا إذا وجدت التنظيمات التي تضمن له استثماراته
فى اعتى الدول الرأسمالية النقل العام داخل المدن من مسؤلية الدولة لأنه نشاط خدمى غير مربح قد تكون هناك شركات للادارة والصيانة والتشغيل ولكنه يظل مسؤلية الدولة ولا دخل للقطاع الخاص بربحه او خسارته
الاخ FAWAZ_S كلامك صحيح ,, لكن هناك في الدول الاوربيه على سبيل المثال خدمات لايمكن مقارنتها بما لدينا من النقل العام فاما فتح المنافسة او تقديم خدمات تليق ,,, اشكرك
اخ فواز الدول عموما تنظر لهذه المشاريع المهمة بمبدا تحقيق الربحية غير المباشرة ما نعنيه بان تتولى الشركات الادارة والتشغيل والصيانة وهذا لا يتحقق الا برفع كفاءة الشركات
مشاريع النقل العام سواء مداره من القطاع الخاص بامتياز من الدولة او مدارة من الدول بشكل مباشر لن تنجح اذا لم تعطي مزايا تنافسية لترغيب المواطنين والافراد على اختيارها كخيار مناسب واستراتيجي لهم في المعيشة . مثل يجب رفع اسعار البنزين و تخفيض تكاليف وقيمة التذاكر حتى تكون اكثر تنافسية من قيمة امتلاك السيارة بخلاف مصاريف الصيانة والاستهلاكات من وقود و زيوت ومحروقات . بالاضافة لذلك تبي الجودة العالية والدقة في المواعيد واعطاء مسااار خاص ومستقل للحافلات على الطرق والشوراع في كافة انحاء المدينة. في هذا السياق الجميع يتذكر كيف كانت خدمات النقل الجماعي قبل سنوات من قطع الاعانة الحكومية والتي كانت تتحمل فرق رسوم التذاكر المخفضة مقابل اسعارها المفترضة بناء على هوامش وتكاليف الشركة المعقولة.