أسواق المال كالبحار؛ ترى مهابتها وأنت تقفُ على شطآنها، يخيفك أحياناً موجها الهادر، وأحياناً أخرى يستدرجك هدوء موجاتها لتتقدّم خطواتٍ معدودة تتلاعب بها بقدميك! قديماً؛ كان الإنسان يخشى «بحر الظلمات»، حتى جاء من عبره ليكتشف العالم الجديد «القارتين الأمريكيتين».
تلك هي سوق الأسهم؛ بحرٌ كما أن اللؤلؤ يستقر في أعماقه، فالموت أيضاً يحوم كالشهاب الخاطف لمن أمن غدره! لجّةٌ من الأسرار والألغاز وما أكثرها، كلما حللتها امتلكت مفاتيح السباحة والغوص إلى أن تضع على رأسك قبعة القبطان! ورغم كل ذلك؛ فلا عقدٌ مضمون بينك وبين هذا البحر قد يُنجيك من غدره، إنْ ابتلعتك إحدى موجاته العاتية على حين غرة، وما أكثر مقابر القباطنة في أحشائه.
لا جدال على إغراءات سوق الأسهم التي تتلاعبُ بخيالاتنا من فترة إلى فترة، تتسلّطُ على أحلام يقظة أيّ منا؛ أبواباً ذهبية نراها مشرعة إلى أرض الثراء، تتطاير في أجوائها ملايين الريالات، تطمحُ، أو تطمعُ النفس إلى جمعها ريالاً ريالاً! نسقط في تخديرها دون أن نشعر، فتتهادى خطواتنا نحوها، تتسارع لاحقاً حتى ترانا نركضُ ركضاً في سباقٍ لاختراق الضاحية، يتشتت التركيز، تتلاشى الأصوات، فلا تسمع إلا رياحاً عاتية تتصارع داخل أُذنيك، وتضجُّ في كل أنحاء جمجمتك طبول حرب داحس والغبراء! أحياناً قليلة قد تدفع شريط خط النهاية بصدرك؛ فأنتَ إذاً أوّل الفائزين، وأحياناً أخرى وما أكثرها، قد تتعثر في إحدى حواجز السباق، وأخرى قد تسقط –أجارك الله- فلا تستطيع أن تقوم بعدها!كثيرٌ من القول والحديث حول ما جرى ويجري في الوقت الراهن بسوق الأسهم؛ يجب أن يتم تناوله وطرحه، وهو ما سأفرد له حيزاً من الاهتمام طوال هذا الأسبوع، فكما يبدو أن حالةً خاصة من «الزهايمر» تصيب المتعاملين، ينبغي أخذ الحيطة والحذر منها.. وقانا الله وإياكم غدر هذا البحر المتلاطم..
أخي / عبد الحميد ... "المتداولون الأفراد" ماهم إلا طرفا من أطراف المعادلة في السوق "وقد" تكون هي الطرف " الأضعف" !؟ ، فهناك " المسؤولون " كالهيئة ومؤسسة النقد ووزارة التجارة ، كما أن هناك " الصناديق " ... وهم في نظري بأنهم " الأطراف الأقوى " ... وهم التي يجب أن تكون عليهم مسؤولية " النجاح أو الإخفاق " للسوق. ..... والله أعلـــم ....