كسْر ذراع السعودة عياناً بياناً

22/03/2012 15
عبد الحميد العمري

أقومُ الآن بقراءة التقارير السنوية للشركات المساهمة في السوق المالية 2011م، قطعتُ شوطاً منها ومازال الكثير، غير أنه لفتَ انتباهي أمرٌ بالغ الخطورة حول وضع السعوديين! كنتُ قد لفتُّ انتباه وزارة العمل إليه سابقاً حينما دشّنتْ برنامجها نطاقات، وهو المفارقة الكبيرة بين معدلات السعودة من جانب، ونسب أجور السعوديين إلى إجمالي فاتورة الأجور في شركات القطاع الخاص، من حُسن الحظ أنها التفتت له مؤخراً، فأطلقتْ (نطاقات 2) ولعله ينجح في إنقاذ العمالة المواطنة من طاحونة الإدارات المتسلطة في تلك الشركات؛ يغلب عليها جنسيات بعينها، حتى لكأنك حينما تدخل إلى مكاتبهم، دخلتَ غابة من تكتلات جنسية بعينها، فهنا تجد جنسية، وهناك جنسية أخرى، وأخرى وأخرى، ولن تنتهي من مشاهد هذا المسلسل السرطاني الخطير.

أظهرتْ القراءة الأولية إلى الآن التباين الكبير بين معدلات السعودة ونسب أجور المواطنين إلى إجمالي الأجور، كأن تجد معدل السعودة %50 فيما نسبة أجورهم أقل من %15!! كارثةٌ أخرى؛ أظهرتْ أيضاً القراءة أن مكافآت كبار التنفيذيين فقط (أغلبهم غير سعوديين) في بعض الشركات تتجاوز أكثر من %50 من إجمالي الرواتب السنوية لجميع السعوديين بالشركة!! أيضاً وفقاً لما تسرّب من بعض الشركات أن المكافآت السنوية مُنحت لغير السعوديين فقط، فيما لم يتسلّم السعوديون سوى السراب! بل إن بعضهم تسلّم خطاب فصله من العمل حينما اعترض! وهناك الكثير الكثير سأعرضه إعلامياً بعد انتهائي إن شاء الله من قراءة تلك التقارير، وسأعرضها صراحةً شركةً شركة.

يا وزارة العمل، يا وزارة التجارة، يا هيئة السوق المالية، ها أنا أبلّغكم بأمرٍ جللٍ وخطيرٍ جداً يحدث في شركاتنا، رغم أنه عملكم الرسمي! الآن نناشدكم لإنقاذ أبنائنا وبناتنا من تلك العصابات، ولكن في الغد إن لم تستدركوا الأمر فانتظروا الحساب والمساءلة. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.