عندما أصدرت لجنة المخالفات في وزارة الثقافة والإعلام مؤخراً حكماً في قضية سطو الداعية عايض القرني على كتاب السيدة سلوى العضيدان، ونسخ ما يعادل 90% من كتابها في كتابه (لا تحزن)، وتضمّن الحكم تغريم الداعية مبلغ (330) ألف ريال، وسحب الكتاب من الأسواق. وبالرغم من أن أحداً قد يمتدح قرار الحكم ، ويقول إن الحكم كان بمثابة مفاجأة، لأن السياق العام كان يتوقع أن يصدر مثل ذلك الحكم لصالح الداعية لمجرد أنه داعية، وبسبب المشاعر الشعبية الطاغية لصالح نجم تلفزيوني، وصحافي يمتلك حضوراً شعبياً طاغياً، مقابل سيدة من عامة الناس، تتجرأ وتقارعه، وتتهمه بالسطو!! وقد يقول البعض بأن مبلغ الغرامة ليس هو الأساس، ولكن أن الضرر المعنوي الذي حصل للداعية هو أهم من الغرامة المالية، وهذا صحيح، ولكن هناك قصور في نظام وزارة الثقافة والإعلام المتعلق بمثل هذه القضايا، ودعوني أوضح:-
في كل الأنظمة العالمية التي تحمي حقوق الملكية، ومنها الحقوق المتعلقة بالإختراعات والبراءات، فهي ذات أهمية اقتصادية كبيرة، ومن ثم فهناك ضرر مادي يجب أن يحسب حسابه، ولو أخذنا هذه الحالة وحدها، فسنجد أن كتاب (لا تحزن) قد بيع منه أكثر من واحد مليون نسخة، وبقيمة خمسين ريال للكتاب، مما يعني أن صافي المبيعات هو أكثر من مبلغ (50) مليون ريال، ولو افترضنا جدلاً أن تكاليف الطباعة، والنشر، والتسويق، والدعاية تستهلك 50% من مجموع الدخل، فإن صافي الدخل للمؤلف، المدعى عليه، لا يقل عن (25) مليون ريال. وللمعلومية فإن هذه العملية الحسابية سهلة التوثيق، والتثبت منها من خلال المعلومات الموجودة لدى الناشر، والطابع... إلخ، فكيف يسمح نظام وزارة الثقافة والإعلام، لمن يثبت سطوه، أن يحتفظ بملايين الريالات، ويغرّم مبلغاً هزيلاً؟ وكيف نمنع عمليات السطو، وحماية الحقوق الفكرية، إذا سُمح للمذنب أن يحتفظ بالملايين، والتي هي من حق الطرف المظلوم؟؟
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي سألت مسؤولا في الحكومة الأمريكية، وقلت له اليوم وقد أنتهت الحرب الباردة، من هو عدوكم القادم؟؟ وكانت إجابته، (وكان ذلك قبل ما يسمى "الحرب على الإرهاب")، بأنها ستكون حماية حقوقنا الفكرية من سرقة الآخرين لها، ومكافحة غسيل الأموال.
عندنا نحن هنا، وإذا لم نوجد عقاباً صارماً، يحرم الساطي، والسارق، من أي أرباح يحققها من عمله، فإننا نعرض أنفسنا، أولاً لحرماننا من التقنيات التي يملكها الآخرون، ونحتاجها، وربما نجد أنفسنا متورطين في دعاوي قضائية عالمية، نحن لسنا بحاجة لها، وبالتأكيد أن السيدة العضيدان، إذا ثبت حقها بشكل نهائي، فهي تستحق تعويضاً أكبر بكثير مما حكم لها به!!
http://www.info.gov.sa/Details.aspx?id=1693 المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام :أراق قضية العضيدان ضد القرني موجودة لدى إدارة حقوق المؤلف أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبد الرحمن بن عبد العزيز الهزاع أن جميع الأوراق والمستندات الثبوتية ذات الصلة بالاتهامات الموجهة من سلوى العضيدان لوزارة الثقافة والإعلام بإخفاء أوراق قضيتها المرفوعة في حق الدكتور عايض القرني بخصوص ادعائها نقله لفقرات كثيرة في كتابه ( لا تيأس ) من كتابها ( هكذا هزموا اليأس) دون إسناد ما تم نقله إلى مصدره ، موجودة لدى الإدارة العامة لحقوق المؤلف مؤكدا أنه لا يوجد أي تأخير متعمد من الوزارة للنظر في هذه القضية . وردا على ما أوردته في رسالتها الالكترونية لمعالي وزير الثقافة والإعلام من أن القضية لا تحتاج كل هذا الوقت للفصل فيها وإصدار حكم بشأنها بين المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام أن سلوى العضيدان تقدمت في 1/4/1432هـ بخطابها الأول لمعالي وزير الثقافة والإعلام مرفقا به ما لديها من مستندات ، وقد قام رئيس لجنة النظر في انتهاكات حقوق المؤلف بمحاولات عدة للتوفيق بين الجانبين والتوصل إلى صلح بينهما لإنهاء الشكوى قبل أن تنظر رسميا من اللجنة ، وعندما تعذر التوصل إلى شئ من ذلك أحيلت الشكوى إلى اللجنة التي قامت بتحليل الأدلة ثم طلبت في 28/5/1432هـ من المدعى عليه الحضور وفي يوم 6/6/1432هـ حضر الوكيل الشرعي للمدعى عليه واطلع على فحوى الشكوى وقام بتقديم الرد عليها بشكل مفصل في 12/6/1432هـ 0 وفي 20/6/1432هـ قدم الوكيل الشرعي للمدعية رده على مذكرة الدفاع المقدمة من وكيل المدعى عليه ، وفي 5/7/1432هـ حضر الوكيل الشرعي للمدعية للاطلاع على رد وكيل المدعى عليه وطلبت منه الإدارة العامة لحقوق المؤلف تزويدهم بالرد على ما قدمه وكيل المدعية ، وفي 26/8/1432هـ قدم وكيل المدعى عليه قائمة رد تبين الفقرات محل الادعاء وحدد فيها المصدر الذي حصل منه على هذه الفقرات ، وفي 1/9/1432هـ حضر الوكيل الشرعي للمدعية واطلع على رد الوكيل الشرعي للمدعى عليه ووعد بالرد ولكن هذا الرد لم يصل إلى تاريخه 0 وأكد الهزاع أن مثل هذه القضايا في الغالب لا يتم الحكم فيها إلا بعد الاطلاع على جميع الإثباتات والطعون من قبل لجنة النظر في انتهاكات حقوق المؤلف التي يشارك فيها مستشار شرعي من وزارة العدل إضافة إلى مستشار قانوني، مفيدا أنه عند صدور حكم اللجنة واعتماده من قبل معالي الوزير فإن لطرفي القضية حق الاعتراض لدى ديوان المظالم خلال ستين يوما من تاريخ صدور الحكم0 وأكد الهزاع في ختام تصريحه ردا على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أنه ليست من مصلحة الوزارة ولا اللجنة تأخير البت في مثل هذه القضايا التي يستغرق النظر فيها غالبا وقتا طويلا يتاح خلاله المجال لأطراف القضية لتقديم ما لديهم من إثباتات والنظر فيها من قبل اللجنة 0
للتوضيح فقط كتاب سلوى العضيدان اسمه (هكذا هزموا اليأس) وكتاب الشيخ عائض اسمه (لا تيأس) وليس لا تحزن وبكل تأكيد مبيعات كتاب لا تيأس لم تصل أبدا لأرقام مبيعات لا تحزن. ربما اقول ربما هذا هو سبب ان التعويض قليل.
لم تصدر وزارة الثقافة والإعلام بياناً بالحكم. الموضوع ناله الكثير من الانتحال لشخصية السيدة الموقرة سلوى العضيدان والشيخ د. عائض القرني. أولى بشخص محترم ومسؤول ورجل دولة ورجل اقتصاد مثل الاستاذ سليمان المنديل أن يدقق في الكلام الذي يكتبه. القضية عن اعتداء عائض القرني على كتاب سلوى العضيدان وتضمين أجزاء منه في كتاب "لا تيأس" ولا علاقة لكتاب لا "تحزن" بالقضية.
استاذ سليمان ,, كيف ترجو خير من وزارة الثقافه والاعلام في حفظ حقوق المواطنيين,,وهي اول من فرط في حقوقنا كبلد,, فقط انظر الى حقوق نقل لقطات من دوري زين السعودي لكرة القدم ,, فهاهي قنوات العربيه والام بي سي وروتانا خليجيه , يأخذون لقطات الدوري بدون مقابل, والاغرب من ذلك ان التلفزيون السعودي له وجه تسويق تلك اللقطات لقناتي دبي وابو ظبي الرياضيتين!!!!!!!!!!! فهل باب النجار مخلوع.؟؟؟؟ تابع قناة العربيه او الام بي سي وستشاهد انها يأخذون لقطات من تلفزيون السعوديه, دون ذكر مصدرهما, عكس قناة الجزيره عندما تنقل عن القنوات السعوديه, تجد ترويسه للمصدر. اليس هذا دليل آخر عن وزارة الثقافه والاعلام ابعد ما تكون عن حفظ حقوقنا كمواطنيين,, أليس اللي مافيه خير لنفسه ليس فيه خير للآخرين
بالمناسبه اول من نبه لهذا الخلل هي قناة دبي الرياضيه, والتي تساءلت كيف ادفع مقابل لقطات المنافسين يعرضونها مجاني!!!!!!!!!!!!والمقصود بالآخرين برامج في المرمي على العربيه واكشن يادوري وحصاد الملاعب على قنوات الام بي سي, وبرنامج كوره على روتانا خليجيه!!!!!!!!!1
اخي الباحث، يبدو لي ان اللقطات ليست من ملك الوزارة، وعلى المتضرر أن يشتكي. أكثر من قناة تنقل دوري زين (لست متابعا ولكن أتصور ذلك)، الذي يملك حق النقل ويبيعه أو يؤجره هو المسؤول أتوقع زين أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب. والله أعلم.
من الذاكره::: خادم الحرمين وجه وزارة الماليه بأن تصرف 300 مليون ريال مقابل اتاحتها للجمهور بالمجان
قلبتوها كوره وكلام فاضي !!
الأستاذ سليمان منديل، شكراً جزيلاً لك على هذا المقال، ولكني أود التنبيه على مغالطتين غاية في الأهمية: الأولى: تتعلق بحقوق المؤلف من عمليات طباعة وتوزيع وبيع الكتاب، فكما هو معلوم لكل الكتاب والمؤلفين على اختلاف مستوياتهم، أن العائد الذي يحصلون عليه لا يتجاوز 10% من عائدات بيع الكتاب، والباقي يعود على دار النشر، هذا في أحسن الأحوال، وأما المغالطة الثانية، فتتعلق بكتاب (لا تحزن)، والذي كما ذكرت حقق مبيعات تتجاوز المليون نسخة، وربما المليونين، الا أن ما يجهله الكثيرون، هو أن الدكتور عائض القرني لم يحصل على شيء من عائدات هذا الكتاب، فكما هو معلوم بأن الشيخ قد باع الحقوق الفكرية لهذا الكتاب لدار النشر منذ البداية، وقد ندم على ذلك لاحقا بعد تحقيق الكتاب لتلك الشهرة الواسعة لا أدافع عن الدكتور عائض، فالقاضي حكم للكاتبة سلوى، والضرر المعنوي الذي تعرض له الدكتور عائض لا يقدر بثمن، كما أن المكاسب المعنوية التي حققتها الكاتبة سلوى لا تقدر بثمن أيضاً، الا أن المبلغ المادي للغرامة يتناسب مع الحقائق والمعطيات في هذه القضية
الاخ أواب الشويخ: اتوقع 10% في حالة الكاتب غير مشهور لكن مثل عائض القرني اتوقع اقل شي 50% و يتشرط بعد. عموما الحكم ضعيف جدا و لا يرتقي لمستوى الدعوى خصوصا النقل حرفي و كثير! لكن نقول ان شاء الله اول الغيث قطرة.