وجاء الرئيس التنفيذى...!!!

22/02/2012 7
د . جمال شحات

لا ادرى ما سر المشكلة التى تقع بين الرؤساء التنفيذيين وبين المراجعين الداخليين وهذه الوقائع حدثت فى احدى اكبر الشركات الكبرى العاملة فى قطاع من اهم القطاعات الصناعية ..!!

انتظرنا تعيين هذا الرئيس التنفيذى العديد من الاوقات وكأنما هو المنقذ من الغرق وهو شاب يافع ذكى متألق اقنع مجلس الادارة بكافة توجهاته واتجاهاته بأنه هو الوحيد الذى يستطيع ان ينقذ الشركة مما فيها من تخبط ويستطيع ان يعيد هيكلتها ماليا واداريا ..!!

يستطيع الرئيس التنفيذى ان يقوم كل اعوجاج ويصلح كل خلل ويحلق بالشركة الى آفاق جديدة من النجاح والتطور ..!!

يستطيع الرئيس التنفيذى ان ينتشلها من الازمات ويحرسها من براثن الطامعين ويرد عنها كيد الحاقدين والمنافسين الذين يتربصون بها ويريدون ان يقفزوا على مكانتها ويتولوا قيادتها للسوق والقطاع ..!!

انتظرنا المعجزة ومتى سيأتى ..؟!! وكيف سيقود السفينة الى بر الامان .؟!!

لا بل كيف سيقود السفينة الى عالم ملىء بالنجاح والتفوق والريادة ..؟!!

وكما ييقولون عندنا فى الامثال ( الغربال الجديد له شدة..!!)

كان لابد الا يأتى الرئيس التنفيذى الجديد كأى موظف ..!!

بل يحتاج الى وقت طويل حتى تتم الموافقة على اخلاء طرفه من الشركة التى كان يعمل بها ويوافقوا على التخلى عن هذا الشاب المعجزة ..!!

وجاء الرئيس التفيذى الجديد لزيارة الشركة ولمدة 24 ساعة فقط يتفقد بها الاحوال والظروف المحيطة ليضع اسلوب العلاج وكيفية وضع الاسس واساليب الادارة الجديدة ..!!

ثم يرحل على امل العودة فى بداية الشهر القادم او الذى يليه – حسب الظروف – ولكنه قبل ان يرحل اتخذ قرارا واحدا ..!!

اتدرون ... ماهذا القرار ... اترككم تتخيلون ..!!

اقالة ادارة التدقيق الداخلى بالشركة بحجج واهية وطرق غريبة ..!!

بالرغم منذ ايام قليلة كان الجميع يشيد بهم وبامكانياتهم وبدورهم ..!!

منذ ايام قليلة كان الجميع يشيد بمناقبهم وبكفائتهم ..!!

تغير الوضع تماما بعد نظرته الثاقبة ورؤيته الجريئة وخبرته الخارقة ..!!

استطاع ان يقنع الجميع ان من يعطل المسيرة ويقف فى وجة التقدم هم اولئك المراجعين الذين يتحدثون ليل نهار عن الرقابة الداخلية واهميتها ..!!

عن اولئك الذين يكثرون من الحديث عن الاجراءات والسياسات والصلاحيات ..!!

انهم هم – وهم فقط – من دون كل المدراء والمسئولين الذين يقفون حجر عثرة فى طريق التقدم والريادة الذى سيجعل اسم الشركة يحلق فى افاق الريادة والتفوق ..!!

ياسبحان الله ... هل يصدق احد هذا ..؟!!

والجميع يتهامسون ... ويبدأو فى تغيير وجهة نظرهم ..!!

فبدلا من كلامهم السابق بان الرقابة والمراجعة بانها من اهم الادارات التى تحافظ على مسيرة الشركة من الانحراف والخطأ ..!!

لا لقد اصبحت هى الادارة التى تقف فى طريق التقدم والتفوق ..!!

البعض اقتنع والبعض الاخر ادعى انه اقتنع ..!!

البعض كان ينتظر تلك الخطوة ليظهر الشماتة والبعض صعب عليه ما يحدث – ولا يصعب عليك غالى - وهذا حال الدنيا لاتخلو من كدر ..!!

البعض عبر عن شعوره الطيب والبعض الاخر لم يعبر عن شعوره خوفا من ان يصيبه ما اصاب هؤلاء المدققين ..!!

عجبا لهذا الرئيس التنفيذى الذى لم يجد فى كل الادارات والاقسام والقطاعات الا تلك الادارة ليستهل بها عمله ويبدأ بها مسيرته نحو التغيير والاصلاح ..!!

هل هذا قدر المراجعة الداخلية ان تكون لقمة سائغة لكل رئيس تنفيذى يريد ان يثبت نفسه ولو على حساب الحوكمة والرقابة والشفافية والافصاح .... تلك المصطلحات التى نتشدق بها ونكررها صباح مساء ..!!

ونظن اننا نستمد منها القوة ونركز عليها اعتقادا انها مصدر قوتنا ودليل استقلاليتنا ودرب حيادنا ..!!

دائما اتذكر قول الشاعر الذى كان ينصح قومه فلم يستجيبوا للنصح ولم يسمعوا كلامه ولم يدركوا نصيحته الا بعد فوات الاوان ..!!

امرتهم امرى بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح الا فى ضحى الغد ..!!

اى بعد فوات الاوان ..!! وضياع وقت الندم ..!!

هل كان من الضرورى ان يحدث هذا حتى نستطيع ان ندرك ونفهم انه جاء وقت رجل ليرحل رجال ... ولكل دولة رجالها ولكل اوان قادته ..!!

ولكل مرحلة عراب ... فقد جاء الرئيس التنفيذى ..!!