الوعود المتعثرة.. يا هيئة مكافحة الفساد

06/02/2012 1
عبد الحميد العمري

الكثير والكثير جداً من تصريحات أصحاب المعالي الوزراء ووكلائهم وكبار مسؤولي الوزارات والجهات الحكومية، التي تصدر من وقتٍ لآخر عبر مختلف وسائل الإعلام محمّلةً بالوعود والأهداف الجميلة والمشروعات غير المسبوقة، كالتي تتضمن على سبيل المثال لا الحصر القضاء التام على مشكلة تنموية معينة كالفقر أو البطالة أو تعثّر المشروعات أو التلاعب بالأسعار أو الغش أو تأخير إنهاء معاملات المواطنين و”عد واغلط” في العد من هذه الأمثلة، أو كتلك الوعود التي تعد بتحقيق أهداف بعيدة المنال وفقاً لوقائع الوقت الراهن، كتوظيف الملايين من العاطلين بنهاية عام كذا، أو إنشاء الآلاف من المشروعات خلال عام أو حتى عشرة أعوام، أو تدشين مشروعات عملاقة لا تقارن عالمياً، وقسْ على هذا المنوال من الوعود التي لن تتكبد عناءً في قراءتها يوماً بعد يوم على صفحات صحفنا المحلية.

حسناً، ما المراد من سرد هذه الديباجة من أمثلة هذه التصريحات الحكومية؟!المراد هو لدى هيئة مكافحة الفساد،عليها أن تؤسس مشكورة وحدة أو إدارة لتوثيق تلك التصريحات بتاريخ نشرها، ومن ثم متابعة ما سيجري عليها لاحقاً، هل بدأت فعلاً تلك الجهات الحكومية بتنفيذ ما وعدتْ به وصرّحت نظامياً أنها ستقوم به أم لا؟!

ويزداد الأمر أهمية حينما يحل الموعد الذي حدده ذلك المسؤول -مهما كان وزنه- بتحقيق ما وعد به، هل أوفى بوعده أم لا؟ وإن حدث ولم يوفِ بما وعد بانجازه، يجب أن تبادر الهيئة بتوجيه استفساراتها الرسمية حول الأسباب التي أدّت لعدم تحقق تلك الوعود، وأن تتم كل تلك الإجراءات في شفافية كاملة مع الإعلام والرأي العام!إنني اتطلّع بكل أملٍ إلى أن تستجيب هيئتنا الفتية لهذا المطلب الذي يهم كل مواطن ومواطنة، وفي الوقت ذاته سيعلق الجرس على الأعناق التي تستسهل إصدار الوعود إطمئناناً منها أن لا حسيب عليها، فكوني أنتِ الحسيب والرقيب عليها نيابةً عنّا!