تبعت مؤشرات السلع الرئيسية أداء الأسهم مسجلةً انخفاضاً لهذا الأسبوع، لتحقق أكبر انخفاض لها على مدار ثلاثة أشهر تقريباً، وخصوصاً مع إقبال المستثمرين بشكل متزايد على النقد، وذلك بعد أن مني اثنان من أسواق الاستثمار الرئيسية، وهما سوقي النفط والذهب على حد سواء بخسائر فادحة. وفي الوقت نفسه تحرك الدولار إلى أعلى مستوياته مقابل اليورو خلال 11 شهر ، وذلك مع تزايد ضغوط التمويل بين البنوك الأوروبية، مما خفف دعم السلع المسعرة بالدولار.
أوبك تستعيد وحدتها ولكن دون خزانات النفط
بقيت أسعار النفط ثابتة نسبيا قبيل انعقاد اجتماع أوبك، بينما شوهدت الخسائر في أسواق السلع الأخرى. استمر هذا الثبات فقط حتى نهاية الجلسة حيث عاد الأعضاء إلى التعبير عن وحدتهم عن طريق اتخاذ قرار بتحديد سقف إنتاج أوبك اليومي بحوالي 30 مليون برميل يومياً. ومع انعقاد الاجتماع، عاد المستثمرون التائهون إلى التركيز على الأسواق الخارجية، وقد أدى هذا إلى حدوث اكبر انخفاض ليوم واحد منذ ثلاثة أشهر تقريباً. وقد أتى الانخفاض بنسبة خمسة بالمائة ليثير مخاوف متزايدة حول ضعف الطلب على النفط مما يقلل من حجم علاوة المخاطر التي تراكمت على مدى الشهر الماضي في ما يتعلق بمواجهة الشكوك المثارة حول مدى نوايا إيران النووية.
طريق وعر لاحقاً
التركيز موجه بشدة حالياً على المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي، ولهذا فإن المخاطر على المدى القريب الخاصة بنقاط الأسعار تشير إلى الهبوط. وقد تمسكت صناديق التحوط بعناد بمراكز المضاربة الطويلة على مدى الأشهر القليلة الماضية، حيث بلغ المركز الطويل الحالي الخاص بالعقود الآجلة والخيارات 227 مليون برميل، وهو ما يزيد بنحو 28 مليون من المتوسط على مدى العامين الماضيين. وبحكم التجربة فإن كل تغيير يبلغ 100 مليون برميل في طول فترة المضاربة يعادل تحركاً بالسعر بما يقرب من 10 دولار. ستظهر الفترة المقبلة ما إذا كان السوق سيسمح بالاحتفاظ بهذا النهج الصعودي خلال الأسابيع القليلة المقبلة، حيث قد يتسبب ظهور مزيد من الضعف في الأسعار إلى إحداث تصفية إضافية طويلة الأمد.
وقد عانى خام برنت من اتجاه هبوطي صغير منذ الذروة التي تمكن من تحقيقها في شهر مارس والضعف الذي سيطر الأسبوع الماضي أعاد السعر إلى منتصف هذا الاتجاه الهبوطي. وبالنظر إلى العوامل المذكورة أعلاه نرى احتمال وجود خطر من اختبار انخفاض في الطرف النهائي للنطاق الحالي، وخصوصاً في ظل انخفاض شهر أكتوبر إلى 99.1 الذي قدم الدعم الأولي قبل الانتقال المحتمل إلى حد 95 خلال شهر يناير.
متوسط التحرك اليومي للذهب دون 200
تحطم السعر الفوري للذهب عبر متوسط تحركه اليومي إلى 200 يوم الخميس، وهو المستوى الذي فشلت في تجاوزه التصحيحات السابقة التي طرأت خلال السنوات الثلاث الماضية. لا يزال الحل بعيداً عن متناول السياسيين في أوروبا، وهو الحال الذي استمروا عليه منذ مدة، وقد شهدت هذه الفترة ارتفاع الدولار وازدياد التشاؤم بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2012. بناء على ذلك، فقد تم وضع الذهب مرة أخرى في فئة الأصول المحفوفة بالمخاطر، حيث تبنى المستثمرون في المضاربة بسبب طبيعة هذه الفترة من العام، أفقاً استثمارياً قصير المدى، وأدت الخسارة إلى إغلاق المراكز أسرع بكثير من المعتاد. ويتحرك مديرو الأموال تحركاً متزايداً نحو الخطوط الجانبية، متوجهين نحو النقد، وذلك في الفترة التي ينتظرون فيها حلول العام الجديد قبل أن يتم اتخاذ قرارات استثمارية جديدة.
و لا يزال الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة مستمراً بالرغم من أن مجموع الحيازات المعروفة قد حققت رقماً قياسياً بلغ 2,360 طن، حيث تنظر هذه الفئة من المستثمرين إلى الانتكاسة في الأسعار باعتباره فرصة للشراء. ومن جديد سوف تخبرنا الأيام القادمة ما إذا كانت ستقابل هذه الانتكاسة بطلب فعلي مشابه لما شهدناه خلال أحدث تصحيح، حيث قامت معظم البنوك المركزية بشراء كميات قياسية. وقد عدل معظم المستثمرين أوضاعهم بالفعل استعداداً لارتفاع الأسعار، وسينهض الطلب الفعلي بدور هام للغاية من أجل تجنب تصفية طويلة إضافية قبل نهاية العام.
ومع التحرك إلى ما دون 1,619، وهو ما يمثل متوسط التحرك اليومي لمدة 200 يوم ، تم فتح المجال لإعادة اختبار ذات الانخفاض الذي شهدناه في سبتمبر إلى 1,532 والذي أتى جنباً إلى جنباً مع الدعم المتوافق مع التوجه العام المتماشي مع أدنى المستويات التي شهدها عام 2008. ومع تحرك مؤشر القوة النسبية إلى منطقة الإفراط في البيع، فمن المحتمل حدوث تصحيح للعودة إلى 1,619، وهو ما يشكل حالياً حد المقاومة.
لقد كانت عمليات البيع الأكثر وضوحاً تلك التي شملت البلاتين الذي انخفض إلى أدنى مستوياته منذ عامين، وكذلك سوق الفضة التي خسرت الآن أكثر من 7 بالمائة خلال الأسبوع ، والتداولات هي في أقل مستوى لها منذ فبراير. بلغت الفضة أقل مستوى نسبي لها مقارنة بالذهب منذ 13 شهراً عند 55.3 أوقية من الفضة إلى 1 أوقية من الذهب، وهي بذلك تقترب من متوسط الخمس سنوات البالغ 57.3.
الكاكاو يرتفع من أدنى مستوياته على خلفية توقعات بانخفاض حجم العرض
سعر الكاكاو الذي بقي لغاية هذا الأسبوع قابعاً بالقرب من أدنى الأرقام في جدول أداء عام 2011 ، ارتفع أكثر من 10 بالمائة يوم الاثنين على خلفية تحذيرات صدرت من أحد أكبر أربع متداولين في الكاكاو في العالم حول أن الركود الذي شهدته الأسعار خلال عام 2011 قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج في 2012. وقد أدى ذلك إلى نشوء خطر تحرك السوق نحو عجز في العرض، وذلك بعد أن اعتبر معظم المحللين، لغاية هذا الأسبوع، أن هذه السوق في حالة من التوازن.
وفقاً لهيئة الولايات المتحدة للتداول في عقود السلع الآجلة، فإن صناديق التحوط وكبار المضاربين الآخرين قد توجهوا نحو العقود الآجلة قصيرة المدى منذ بداية سبتمبر، حيث أظهرت بيانات الأسبوع الماضي زيادة إضافية بنسبة 43 بالمائة في صافي المراكز القصيرة. ومن شأن ذلك المساعدة على تفسير ارتفاع الأسعار، حيث كان هناك نقص في النقد في الوقت الذي شهد فيه السوق إفراطاً في البيع من الناحية الفنية.