العقيلات بطابع خليجي

25/12/2011 8
صالح الروضان

عقيلات او عقيلي "لتميزهم بلبس العقال"* هم تجار من أهالي منطقة القصيم ينطلقون بقوافل ورحلات تجارية إلى الشام والكويت والعراق ومصر ويتاجرون بالدرجة الأولى بالإبل وكانوا يسوقون الابل من منطقة القصيم ويشترونها احيانا من السودان لبيعها في الأسواق العربية اما الأغنام والسمن والخيل من مناطق متعددة من الجزيرة العربية, كان الملك عبدالعزيز محبا لهم لما يتصفون به من أرقى سلوكيات التجارة والشجاعة قال عنهم الملك عبدالله إنهم خير سفراء لبلدهم

في تلك الحقبة من الزمن كان العقيلات يتنقلون بين تلك البلدان بدون جوازات وبدون جمارك وبعملة واحدة موحدة وتحت مضلة واحدة في سوق عربي مشترك كبير وتعاون اقتصادي وتجاري وسياسي وثقافي لم يكتب في معاهدة او اتفاقية بل كان عرفا وقانون يحترم من جميع أهالي تلك الديار.وكانت قوافل عقيلات تحظى بالترحيب والأمان وكأن هناك اتفاقية أمنية بين تجار عقيلات والقبائل القاطنة لهذه البلدان , وكان بعض الأهالي يرسل من أولادة من هم بسن طلاب اليوم في المرحلة المتوسطة ليتعلم أصول التجارة والرحلات حتى أصبحت هذه العائلات اليوم من اشهر تجار المملكة منهم من استقر في الشام والعراق والكويت ومصر وبقي هناك تاجرا معروفا بين الأهالي حتى اليوم "بعقيلات" وقد استفاد الكثير من الأبناء بمواصلة تعليمهم سواء في الشام او العراق في وقت كانت المدارس هنا لم تبدأ وتخرج منهم أدباء وعلماء وسفراء.

*وقال نمر بن عدوان بوصفهم

لا أنتم اقبيسية لكم عندنا دين ولا اعقيلات لابسين كفافي

الأسبوع الماضي كانت دعوة الملك عبدا لله حفظه الله بوحدة الخليج وتجاوز التعاون إلى كيان واحد هذه الوحدة تتطلب إن تذاب جميع المعوقات سواء السياسية او الأمنية او الاقتصادية بين الدول الراغبة في الدخول تحت هذا الاتحاد الجديد واليوم الخليجيون جميعهم يلبسون العقال ومن المفترض إن يعود التاريخ لتكون منطقة وأهل الخليج "عقيلات خليجيين" بطابع حديث بدون جمارك وجوازات وبعملة موحدة واحدة وسوق مالية مشتركة تحت مضلة واحدة يستطيع كلا من مواطني هذه الدول التنقل والعيش والاتجار في أي ارض يختار تحت حماية واحترام أهل الخليج

إن ماتكبده الأولين من قسوة السفر ومشقة الطرق وكلفة الحماية تجعل من المفترض إن يخرج جيلا يعيد إلى الأذهان تاريخ جميلا سطروه الأجداد من تجار عقيلات مع فارق الزمن والحال فاليوم يستطيع الخليجي السفر من أقصى عمان إلى مكة قبل إن يجف ريقه فهل سيكون العائق القيود والإجراءات أم هي عزيمة الرجال نتمنى ان تزول هذه العوائق لنثبت للتاريخ اننا قادرون على مقارعة عقيلات .

كما هي رغبة ودعوة الملك عبدالله فحق لنا أن نحلم ونتخيل.