حلاّن للقطاع المصرفي

09/11/2011 3
سليمان المنديل

الكثير من التحليلات حول البنوك السعودية تمتدح أداءها، ومتانة مركزها المالي، على مرالسنين، ولكن تلك التحليلات لا توضح سبب ذلك الوضع الإيجابي، وما هي الجوانب السلبية مقابل ذلك، وهو ما سأوضحه فيما يلي:-

• بشكل عام الحكومة السعودية دعمت البنوك السعودية، منذ إفلاس أول بنكين، وهما بنك الرياض، والبنك الوطني، في عام 1961م، ودمجتهما في بنك واحد هو بنك الرياض، وأبقته تحت الوصاية حتى عام 1992م، وما زالت الحكومة تمتلك 28% من أسهم البنك.

• تدخلت الحكومة عدة مرات أخرى لدعم بنوك أخرى، وهي بنكا الاستثمار، والمتحد، بإعطائهما ودائع، وبنك القاهرة، بشراء حصة كبيرة فيه من قبل صندوق الاستثمارات العامة، وأخيراً وهو الدعم الأكبر، اشترت الحكومة 80% من البنك الأهلي، وقدمت له كل أنواع الدعم اللازم.

• كانت هناك صفة دعم غير مباشرة، وتلك حدثت خلال عقد الثمانينات، والتسعينات الميلادية، وكانت عن طريق السماح للبنوك بزيادة رأسمالها، ليس لغرض التوسع، ولكن لغرض إعادة رسملتها، أو بمعنى آخر، تغطية الخسائرالتي تسببت بها إدارات البنوك.

• ومع كل ذلك الدعم، اختفى البنك المتحد، وبنك القاهرة.

وهنا يطرح السؤال: هل أوضاع البنوك السعودية جيدة؟

الجواب هو بالإيجاب، ويخدمها حجم الودائع الكبيرة، التي لا تدفع عليها فوائد، والأهم من ذلك ثقتها، وثقة مودعيها، بأن تصرّف الحكومة معها في الماضي، يؤكد أنها ستجد الدعم الحكومي، في حالة الأزمات المالية.

بالمقابل فهي تعاني من عدم اعتراف النظام القضائي بها، مما يجعلها تركزعلى تمويل الأغنياء، وهم من يمنعهم تنوع أعمالهم من إنكارحق البنوك، ومن ثم تتجاهل البنوك عامة المواطنين الغلابى، الذين يحتاجون تمويل البنوك، ولا يجدونه، بسبب انعدام الغطاء القانوني، وحتى عندما يجدونه، فهو بأسعار فاحشة، لتغطية أية خسائر محتملة، نتيجة عدم وجود الغطاء.

المشكلة الأخرى للبنوك السعودية، هي أنه يتحكم بها عدد قليل من الملاك، ومن ثم فالقدرة التصويتية كبيرة لأولئك الملاك.

ولذلك مرّت عليّ في عملي المصرفي السابق عدة حالات، قال لي فيها مقترضون يقومون بأنشطة معينة، إنهم يضطرون إلى تحاشي بنوك بعينها، لأن ملاكها الموجودين في مجالس إداراتها، يملكون أنشطة منافسة لهم، وقد يحاول أولئك الملاك، أن يطّـلعوا على أوضاع منافسيهم، وأن يفشلوا مشاريعهم.

ما هو الحل؟!:- هناك حزمة من الحلول المطلوبة، ولكنني سأكتفي هنا بأهم حلين مطلوبين:

1 – حان الوقت لمواجهة قضية الغطاء القانوني للبنوك، سواءً كانت تقدم منتجات إسلامية، أو تجارية، وذلك بإنشاء محكمة مختصة بالشؤون المصرفية، ولها سلطة إصدار، وتنفيذ الأحكام، وتكون تحت إشراف مؤسسة النقد العربي السعودي.

2 – لأهمية القطاع المصرفي للاقتصاد الوطني، فقد حان الوقت لوضع حد أقصى، منخفض، للقدرة التصويتية للمساهم الواحد، بغض النظر عن ملكيته الفعلية في البنك.