إستوقفني كثيراً تصريح السيد / محمد العقيل رئيس مجلس إدارة شركة جرير للتسويق حول ما قد يمثله التطور الالكتروني نحو الكتب الالكترونية من تهديد على مبيعات الكتب قال العقيل “ربما تمثل تهديدا لكنه ليس وشيكا.. لكنه من الواضح أنه سيكون تهديدا محتملا نتيجة تغير (اتجاهات) الجيل الجديد.” ... والأن قد أستحضرني قصة سلسة متاجر بوردرز وهي لمن يرتادها مجموعة من المتاجر المريحة جداً والخاصة ببيع الكتب.
إنه مكان رائع، مفيد ، دافئ ، وثير ، مثير .. يمكنك شراء قهوتك من محلات ستار بكس الشهيرة من ركن خاص بتلك المكتبة ، أنه مكان رائع لكل من يحب أن ينهل من بحور الكتب العذبة
ألمح من بعيد شاب يسمي (جيف) يقع في مكتبه الصاخب بعيداً عني بألوف الكليومترات خطط ببراعة للقضاء علي لحظاتي الممتعة في بوردرز ، ولمن لايعرف (جيف) فهو رئيس مجلس إدارة شركة أمازون ... وهو الان يقف ملوحاً من بعيد بكتابه الالكتروني ذو المخالب الشيطانية المسمي (الكندل) ، فهذا الأخطبوط ببساطة قضي علي المكتبة الرائعة ، قضي علي أفضل اوقات عشاق الكتب في متاجر بوردرز ... كيف؟
لقد تصور رؤساء (بوردرز) أنهم بأمان وبعيداً عن هذا الزحف الشيطاني ، ولقد تركوا اشرعتهم مطوية متصورين أن هبوب عاصفة الكتب الالكترونية مايزال بعيداً ، ولم يعلموا أن أكواد فريق أمازون العنكبوتية تخترق الوديان لتنهش ماتبقي من (بوردرز) ، فلديهم (أمازون) شلالات تماثل حجم شلالات نياجرا من الكتب الالكترونية والتي أستنسخت في غفلة من الزمان كتباً من ورق وأحبار الي شاشة نحيفة خفيفة تزن أطناناً من الكلمات.
لماذا أنهارت (بوردرز) ؟ ... لماذا أغلق 399 فرع وسرح 177 الف موظف ... لأن حملة الاسهم ببساطة لم يستشعروا (نمواً) ... ودعونا نخوض بالتفصيل في رحلة قصيرة مداها سبع أعوام
عام 2003 ، إعتمدت (بوردرز) علي أن (أمازون) تقوم بعمل رائع في قطاع (بعيد) يسمي الأنترنت ، وهذا قطاع ليس من أهتمامات (بوردرز) ، فلقد كان لديهم الرغبة في التوسع العالمي ، ولكن التوسع أحياناً لا يعني الربح ، فهو يتطلب وقتاً ومالاً ومجهوداً ، وفي عام 2007 ، أفقلت (بوردرز) أبوابها في أنجلترا وايرلندا ، في عام 2008 كان الدور علي أستراليا ونيوزلندا البعيدة فأستحوذت شركة تسمي (Red Group) علي فروع بوردرز الشرق الأقصي بما فيها سنغافورة ، وكان السبب أن عمليات البيع اليومية لفروع هذة البلاد هي المورد الرئيس للتشغيل في للعمليات اليومية ، وبمعني آخر فأن إنهيار المبيعات اليومية لأي ظرف ما سيعرض الكيان الي التوقف بالسكتة الدماغية ... لم يكن لديهم أي مصادر للتمويل ، ولم يكن في حسبان (بوردرز) أن أمازن يزحف ويأكل الأخضر واليابس وبسرعة متناهية
مقارنة سريعة بين 2003 وحتي 2010
المصدر ... ويكيبديا
ببساطة كانت الإيرادات تستثمر في مشاريع جديدة في كل الإتجاهات إلا الأنترنت والتكنولوجيا ، وللأسف المشاريع فشلت ومع الأقتصاد المنهار .. تداعي السقف
السؤال.. هل أحمل إصراً علي أمازون ؟ فكما نري هذة مشكلة إدارة (بوردرز) عبر السنين ، وماهي علاقة الإنهيار بأمازون؟
بالطبع الأجابة نعم .... Kendle... من أمازون و Nook من بارنز ونوبل (منافس بوردرز التقليدي) ... بل إشترك أيضاً عشاق بوردرز أنفسهم في الجريمة بأن هجروا الكتب الورقية وشربوا عصيرها من الكتب الألكترونية
ولكن ليس المنافسون ومحبي بوردرز وحدهم هم من قضوا عليها ، بل (بوردرز) أنفسهم كانوا الفاعلين الاساسين ... كيف؟ أدعوك لقراءة القصة القصيرة (الواقعية)
كانت هناك زوجة محبة لـ (بوردرز) ، كانت بوردرز قد إفتتحت متجرها الالكتروني ، وضمن فاعلية عروض شهيرة وصلت تلك الزوجة قسيمة شرائية بخمس دولارات (تخيل فقط 20 ريال) صلاحيتها تنتهي في يوم واحد ، فقامت الزوجة بشراء مجموعة كبيرة من الكتب ولكن الموقع توقف تماماً ، فبوردرز لم يكن يهتمون بموقعهم وتطويره ... إلا أن الزوجة ظلت وفية لهم ... وحاولت أن تعاود الشراء .. فوصلتها رسالة تفيد أنهم بصدد تطوير الموقع لأيام .. وذهبت الخمس دولارات سدى ... وكان من الزوجة أن إشترت كل كتبها من أمازون ، بل وأنتقت الكندل ... ولم تعرف (بوردرز) مرة ثانية ... بالمناسبة إنها زوجة أخي ...
أخيراً ...
نسأل الله العافية وأن يبتعد نموذج (بوردرز) عن بلادنا ومتاجرنا العربية ... ولكن ما أود القول أن بلادنا ليست بعيدة عن أعاصير التكنولوجيا والتطور ، بل أن أبناءنا سيكونوا هم صانعوا تلك الاعاصير
كتابة جذابة ... استمربارك الله فيك
تعليق بسيط ، حتي لايقال أني أهاجم جرير ، بالعكس أنا اري أن هناك فرصاً لامحدودة للنمو والتطور لهذة الشركة ... تعليقي فقط ان هوامش ارباح الهواتف والحواسب المحمولة أقل من الكتب والقرطاسية ، والأمر يحتاج لفكر جديد ومستنير في كيفية التعامل مع قطاعات ذات هوامش ربحية أقل... أذكر الان جملة غريبة في إعلان النتائج الربعية لموبايلي ، بأن ارباح الشركة زادت لإنخفاض مبيعات الهواتف الذكية ... عموماً بالتوفيق لجرير فهي أكثر من مجرد مكتبة
مقال رائع. لكن نلاحظ التالي: جرير تتلمس حاجة المستهلك وتوفر الأشياء التي يرغب فيها، فهي تخدم الطلاب والاساتذة والباحثين وأيضا تجارة الجملة للشركات والجهات الحكومية والمكتبات. وفي نفس الوقت تقدم خدمة البيع والصيانة للكمبيوترات وتشاهد في مراكز صيانة جرير أنها وكيل لعدة علامات إن لم تخني الذاكرة دل وكمباك وايسر وغيرها. أحب ألفت انتباه المهتمين بشركة جرير إلى الفقرة 9 من أعمال الجمعية العامة غير العادية، حيث وسعت الشركة نشاطاتها لتشمل مقاولات وصيانة المباني. وهذه النقطة تجعل جرير تستفيد أكثر من سمعتها كعلامة تجارية محترمة وتتزامن مع تنفيذ مشاريع حكومية كبيرة مثل مركز الملك عبد الله المالي وواحة غرناطة. رأينا كيف أن مطارات المملكة ومستشفياتها متسخة بل هي مراكز قذارة بسبب اسناد الأعمال فيها لشركة دلة وسعودي أوجيه وشركات أخرى سيئة. أنتظر أن يأتي يوم من الأيام تكون نسبة مبيعات الكتب من جرير غير مؤثرة.
لا اعتقد ذلك اذا استمرت البيروقراطية الموجودة في التلعيم ستظل جرير تربح
حقيقة مرة ولا بد منها ،، عندما ذكرت لأحد الشباب وبالتحديد( شباب جماعتي) ، انا احد المواقع ولي علاقة بصاحبة يدر ارباح تقدر بــ50 الف ريال على صاحبة ، قال لي بالحرف انت اكيد مجنون والعتب على اللي يجلس يدردش معاك (:
مقال ممتاز استاذ اسلام بالنسبة لشركة " جرير " اعتقد ان مبيعات الكتب لا تشكل جزء هام من دخلها حاليا، فالشركة تعتمد بشكل اساسي على الاجهزة و الادوات المكتبية او القرطاسية، اما فيما يخص الكتب فهي تعتمد على ما تسميه بـ " اصدارات جرير " و التي هي في العادة ترجمة لاكثر الكتب مبيعات في العالم و التي تهتم بالادارة و التنمية البشرية. و من يزور معرض الكتاب الذي يعقد سنويا سيلاحظ التمثيل المتواضع لشركة " جرير " قياسا بالمكتبات الاخرى مثل العبيكان و غيرها السؤال الاهم هنا ما مقدار التغيير الذي من الممكن ان يحدثه الغزو الذي نشهده للـ " التجارة الالكترونية " على ممارسات التسوق التقليديه في مجتمعاتنا،، و ما تاثير ذلك على شركات قطاع التجزئة بشكل عام خصوصا تلك التي تمتلك مراكز كبيرة و التي تشمل بالاضافة الى " جرير " شركة " اكسترا " التي ستطرح قريبا و غيرها ...
شكراأستاذ اسلام, مقاله معبره. للتدليل على ان جرير من المستفيدين من التحول, هو زيادة بيع اجهزة الآي فون واللاب توب. الحاله ستكون مشابه لو كان نشاط جرير على الكتب فقط.
الأخوة الأعزاء ... أتفق معكم تماماً ، وبالفعل وكما أخي الباحث فجرير لاتعتمد علي الكتب ... ففي نهاية مقالي أستعنت (بسلوقن) جرير الشهير (أكثر من مجرد مكتبة) للتدليل علي تشابهه الحالة ... فقط أنا أري فرصة نادرة أمام جرير للنمو في قطاعات كبيرة أخري وذات ربحية أفضل من الالكترونيات ... في النهاية تمنياتي لجرير بمزيد من التوفيق
ادارة جرير تتفهم هذه التحولات وتخطط لها وهذا العامل الرئيسي في استمرار نموها والله أعلم.
فعلا التقليل من شأن شيء ما يحدث كوارث وعادة ما تكون بشكل متسارع وسوني ونوكيا و بلاكبيري أفضل مثال على الانغماس بغمرة النجاح الحالية والانشغال عن التخطيط الاستراتيجي شكرا مقال أكثر من رائع