بعد خمسة أعوام من تأسيس سوق " دبي المالي " في العام 2000م، قامت " حكومة دبي " في خطوة هي الأولى من نوعها في المنطقة و العالم العربي بتحويل السوق إلى شركة مساهمه عامه و طرح 20 % من رأسمالها للاكتتاب العام و من ثم إدراجها للتداول في السوق.
تم تقدير قيمة شهرة سوق " دبي المالي " في ذلك الوقت بـ 2.9 مليار درهم، بالإضافة إلى تقدير قيمة للترخيص بحوالي 3 مليار درهم، لترتفع الموجودات بعد تحويل السوق إلى شركة مساهمه في العام 2007 إلى أكثر من 8 مليار درهم قياسا بقيمة عادلة لموجودات السوق قبل التحويل 2.2 مليار درهم فقط هي في مجملها عبارة عن الأرباح المتحققة خلال السنوات السابقة و المحتفظ بها كنقد و استثمارات.
في تلك الفترة كان سوق " دبي المالي " كغيرة من أسواق المنطقة يشهد نشاط قوي بفعل الانتعاش السائد في ذلك الوقت خصوصا في العام 2005 و الذي بلغت فيه التداولات بالسوق أكثر من 25 مليار سهم من حيث الحجم بقيم سوقية للأسهم المتداولة تجاوزت الـ 51 مليار درهم، و مع أنها انخفضت في العامين التاليين ( 2006 و 2007 ) إلا أنها بقيت في مستويات معقولة، هذا ما استفاد منه السوق بتحقيق أرباح كانت تتجاوز الـ مليار درهم سنويا وذلك كون العمولات على التداول هي مصدر الدخل الرئيسي للبورصة.
إلا انه في وقتنا الحالي تغيرت المعادلة، فالسوق لم يذق طعم العافية منذ العام 2008، و بالتحديد في الربع الأخير من ذلك العام، فالمستثمرين عزفوا عن السوق و القطاع العقاري الذي يعتبر جوهر السوق و عصب الاقتصاد للاماره لازال يعاني من الركود الذي لا يرجى تعافيه قبل العام 2016.
و أصبحت التداولات النشطة ماضي جميل في تاريخ السوق، و بدلا عن المليارات التي كان يحققها السوق انخفضت الأرباح إلى اقل من الـ 100 مليون درهم!! ببلوغها 79 مليون درهم فقط في العام 2010 و المؤشرات خلال الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام تبشر بالا سوء مع انخفاض أرباح السوق خلال التسعة أشهر إلى 7.6 مليون درهم فقط!!.
تبعا لذلك ترد هذه الأسئلة و تبحث عن إجابة.. هل حان الوقت لإعادة النظر في قيمة الشهرة؟! و إذا ما كانت شهرة سوق " دبي المالي " تستحق هذه القيمة.. فبكم ستقيم شهرة شركة السوق السعودية " تداول " المزمع طرحها خلال الفترة القادمة و التي تقترب فيها قيم التداولات السنوية الـ ألف مليار ريال في أسوء حالاتها ؟!!
شكرآ لك على هذا المقال المتميز والشهرة أحيانآ ربما لاتفيد المستثمر كما حصل فى سوق دبى
مقال في الصميم. كثيراً ما ينظر المستثمر الي القيمة الدفترية على انها احد العوامل لبناء القرار الاستثماري. وفي نفس الوقت يغفل عن حقيقة مكونات القيمة الدفترية: هل هي نقد أم شهرة أم أوراق مالية أم عقارات أو غير ذلك. شكرًا للكاتب على هذا المقال المتميز.