اثنان في واحد!!

28/09/2011 22
محمد العمران

قبل أيام، أعلنت شركة الأحساء للتنمية موافقة مجلس إدارتها على قبول استقالة الرئيس التنفيذي للشركة المهندس علي بن عبد الله الحسون، بسبب ظروفه الخاصة، وفي نفس ذلك اليوم أعلنت شركة الرياض للتعمير أيضاً موافقة مجلس إدارتها على تعيين عضو مجلس الإدارة المنتدب للشركة المهندس علي بن عبد الله الحسون رئيساً تنفيذياً للشركة، وهذه الإعلانات قد تبدو روتينية أو منطقية من وجهة نظر البعض.

إلا أننا عندما ندقق قليلاً في كواليس هذه الإعلانات، سنجد أن شركة الرياض للتعمير أعلنت قبل نحو عام من الآن (تحديداً في أكتوبر 2010م) قبول استقالة مدير عام الشركة (في ذلك الوقت) الدكتور خالد بن عبد الله الدغيثر، وفي نفس ذلك اليوم أعلنت تعيين المهندس علي عبد الله الحسون عضواً منتدباً للشركة، في حين لم يتم تعيين خلف للمدير العام منذ ذلك التاريخ وحتى قبل أيام معدودة، وهنا أرجو أن تركزوا في نقطتين: الأولى تتعلق بتغيير مسمى المدير العام إلى الرئيس التنفيذي دون الإشارة إلى ذلك رسمياً (وهي نقطة قد تبدو ليست بالمهمة كثيراً).

أما النقطة الثانية (والمهمة) فتتمثل في أن مجلس إدارة شركة الرياض للتعمير، قام بالتفافة طويلة ومملة لإقناعنا بأن الإجراء المتخذ كان سليماً على أساس عدم جمع شخص واحد لوظيفتين تنفيذيتين في شركتين مساهمتين مدرجتين في السوق المالية في نفس الوقت، لكنها مع الأسف الشديد محاولة فاشلة، حيث إن لائحة حوكمة الشركات (تحديداً المادة 12) حددت أن المناصب التنفيذية في أي شركة تشمل منصب العضو المنتدب ومنصب الرئيس التنفيذي ومنصب المدير العام، كما أن التقرير السنوي لشركة الرياض للتعمير لعام 2010م، أكد وبوضوح أن المهندس علي الحسون كان عضواً تنفيذياً للشركة (بل كان هو العضو التنفيذي الوحيد بين بقية أعضاء مجلس الإدارة)!!

وطالما أن شركة الرياض للتعمير لم تعين بديلاً للمدير العام المستقيل طوال تلك الفترة، فهذا يؤكد لنا وبوضوح أن المهندس علي الحسون كان هو الذي يدير الشركة طوال تلك الفترة، وبالتالي كان يجمع منصبين تنفيذيين لشركتين مساهمتين مدرجتين في السوق المالية في وقت واحد، وهي ظاهرة غريبة وسابقة تاريخية لم تحدث في أي سوق مالية محترمة في العالم، والذي لم أفهمه حقيقة هو كيف تمكن شخص واحد من إدارة شركتين مساهمتين معاً لمدة سنة تقريباً، في حين تقع المقار الرئيسة لكلتا الشركتين في مدينتين مختلفتين بينهما مسافة لا تقل عن 300 كم؟ وكيف كان يتنقل؟ والأهم ما السر في تمسكه بإدارة الشركتين معا وإصراره على عدم إتاحة الفرصة لغيره طوال تلك المدة؟ وما موقف هيئة السوق المالية من كل هذا؟