تقلبات السوق

14/07/2011 16
عبدالله الجعيثن

سوق الأسهم - في كل بلدٍ في العالم - ليس مجرد أرقام تمر وأسعار تتغير ولكنه صراع عميق بين مختلف العقول والرغبات والأعصاب، فهو يعكس بتقلباته اليومية المزاج العام لدى المتداولين وهم بالملايين أكثر مما يعكس حقائق الاقتصاد وواقع أسهم الشركات ومراكزها..

وأسواق الأسهم - في كل بلدٍ في العالم - لا تقوم على العقل والمنطق والحساب الدقيق، فنظرية السوق الكفء سقطت منذ زمن طويل، وبالذات حين دخل جمهور غفير جداً لأسواق الأسهم واجتذبت الملايين فاختلط الحابل بالنابل والأحمق بالعاقل والعالم بالجاهل والمتلاعب بالعادل حتى صارت أسواق الأسهم ساحة وغى تدور فيها رحى الحروب غير المتكافئة، فريق يعرف المعلومات مقدماً ويستبق الأحداث وفرق هائلة تضيع وسط المعمعة ألا تصلها المعلومات إلا متأخرة جداً بعد أن تُسلب منها الغنائم وتطير الطيور بأرزاقها.. الأغلبية في أسواق الأسهم من القسم الأخير الذي لا يدري عن الأمور إلا بعد أن يقضى الأمر.

ومما زاد المعارك والتقلبات شراسة في أسواق الأسهم دخول الملايين لهذه السوق فصار كثير منهم وقوداً للمعركة وقوفاً في الصفوف الأمامية يتلقون طعنات الرماح والسهام..

التقلبات الشديدة في أسواق الأسهم توجب على كل متداول أن يتسلح بالوعي والمعرفة وأن يقرأ الميزانيات والمراكز بدقة وصبر ،ويسأل عما لا يعرفه ويستشير المخلص الأمين، أما الدخول إلى المعركة بلا سلاح فهو تعرُّض للتهلكة.