منذ القرن الثامن عشر حتى اوائل القرن العشرين شهد اقتصاد نيويورك نمواً كبيراً وتسارعاً ملحوظاً بسبب مد الخطوط الحديدية في أرجاء الولايات المتحدة ثم ظهور نظام الرسائل البرقية هذين العاملين ساعدا في سرعة وصول البضائع وسرعة الاتصال وهما عاملين مهمين لأي نشاط تجاري اقتصادي.
كما شهدت الولايات المتحدة تدفقاً في الاستثمارات والأموال انصبت في البنوك والشركات الكبيرة من جميع أنحاء العالم " لقد شهدت الولايات المتحدة ثراء فاحشاً غير مسبوق وكانت معظم تلك الأموال قد انصبت في سوق الأسهم مما زاد في نمو الاقتصاد وانتعاشه " (( مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ومايمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم )) سورة فاطر الأية 2.
وما أن حل عام 1929 م حتى كانت الأموال قد تجمعت في بورصة نيويورك ودخل الناس من جميع طبقات المجتمع في البورصة للاقتطاع من تلك الكعكة الدسمة حتى أولع أكثر الناس بسوق الأسهم ووضعوا جميع مدخراتهم وأصولهم في السوق.
ومما فاقم الأمر سوءاً "القروض البنكية" التي كانت تقدمها البنوك للمتعاملين (فمثلاُ تستطيع اقتراض 9 أضعاف المبلغ الأصلي المستثمر لديك).
ودخل المزيد والمزيد من الناس إلى سوق الأسهم وارتفعت أسعار الأسهم بصورة مخيفة وغير مبررة وغير منطقية حتى أصبحت مؤشراً خطيراً وإنذاراً بقرب انهيار ...
أما الحكومة فلم تتدخل بالسوق وحبذت سياسية ( دع كل شيء كما هو ) لقد أرادت الحكومة ترك قوى السوق تتصارع دون تدخل أو توجيه أو سن قوانين جديدة تحمي السوق والمتداولين معاً وكان عليها مسك دفة سفينة السوق بروية وحكمة وتوجيهها للطريق الصحيح دون تدخل مباشر ودون المساس بحرية السوق ونفسية المتداولين.
ولكن ما أن بدأ الاقتصاد بالتدهور حتى رأت حكومة الرئيس الجديد (هيربرت هوفر ) أنه لابد من التدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماح السوق فرأت أنه لابد من زيادة متطلبات الحصول على الهامش دون التسبب في إرباك السوق.
لقد كان هذا القرار من الحكومة هو الضربة القاضية التي وجهت للسوق والقشة التي قصمت ظهر البعير والمسؤول الأول عن انهيار السوق.
في 24 أكتوبر عام 1929 م انهار السوق *_* ….. وتلاشى مايزيد عن 10 مليار دولار
من أموال المساهمين قبل ظهر ذلك اليوم " ودب الذعر في السوق وسيطر الخوف على المتعاملين وتجمعت حشود هائلة من المستثمرين الخائفين والغاضبين في قاعة بورصة نيويورك " ووقف المستثمرون في جميع أنحاء العالم مشدوهين بسبب حجم الخسارة المالية الفادحة لاستثماراتهم.
وفي 29 أكتوبر عام 1929 م كانت جميع أرباح السوق قد تلاشت وهبط السوق 89 % في 5 أيام بعد أن حقق أقصى ارتفاع له في عام 1929 وهو 381 نقطة ..
((( لقد كان من الواضح أن الناس لم تدرك الإشارات الدالة على الارتفاع غير الحقيقي للأسعار في السوق ))) “ ويبدو أنها لن تدرك أبداً ^_^.
وبعد الانهيار لم يستطع الكثير من المقترضين رد الأموال التي اقترضوها من البنوك مما أجبر الكثير من البنوك إغلاق أبوابها وإعلان إفلاسها واضطر كثيرُ من المستثمرين بيع أصولهم وممتلكاتهم وبيوتهم وسياراتهم وأثاثهم بل حتى ملابسهم" …..........
وارتفع معدل البطالة وازداد عدد المتسولين والمشردين بل أصبح البعض يطوف في مرادم القمامة بحثاً عن الطعام .. وسرعان ماانتشر الكساد الاقتصادي ليعم أرجاء العالم كالمرض المعدي.
ودخلت الولايات المتحدة في مرحلة هبوط للسوق استمر 3 سنوات ووصل فيها مؤشر داو جونز 41 نقطة عام 1932 م وهي أدنى نقطة وصل إليها ..
(( وقد استغرق الأمر 25 سنة حتى وصل مؤشر داو جونز إلى النقطة 381 وهي التي انهار منها *_* )) ... تحياتي
الحقيقة شيء مؤلم لكنني بصراحة ما حضرت انهيارالسوق عام 2006 م ..
هاذا من دعوات الوالدة لكي ولو حضرتي الانهيار عام 2006 كان تغير اسمك ايضا للآنكي ستكونين على الحديده ...
هاذا من دعوات الوالدة لكي ولو حضرتي انهيار 2006 لكان تغير اسمكي من جواهر الى مفلسه لآنكي ستكوني على الحديدة ,,, والله لا يخسر مسلم ...
كل عام وأنتم بخير أيها الأحبة وتقبل الله منكم طاعاتكم وأراكم في أحسن حال ..
شكراً لكم أرقام ..
مشكوره اخت جواهر على هذا السرد السريع لقد قلبتي المواجع وذكرتينا بسوقنا ولكن اذا نظرنا الى سوقنا والظروف المحيطه فيه والتي ادت الى انهياره كانت مقصوده وبفعل فاعل وسؤ تدبير وتواطء على اعلى مستوى لقد عشنا مرحلة الارتفاع والانخفاض والانهيار وما بعد الانهيار لحظه بلحظه ولا يستطيع احد ان يكذب الا بعد ان ينسى من عاصرها ويضع عليها بهارته واكاذيبه وقد قال تعالى ( ولتعرفنهم في لحن القول ) لقد صرح الجاسر شخصيا ان التقاعد والتامينات استثمرت عوائد النفط بالسوق الاسهم !!! ثم بعد ان تم تنبيهه نفى ذلك تماما كما قال بوش انها حرب صليبيه وبعد تنبيهه عاد ليدرك ما قال !! كذلك السياري قبله قال الدوله سوف تعالج اي هبوط حاد في سوق الاسهم !! ( كذب في كذب جريمة 1) ايقاف الاكتتابات وقت ارتفاع السوق ( جريمة 2) مسئولين بمجلس الشورى الزامل مثال وقت تضخم السوق يقول الاتفاع يعكس الاقتصاد ( جريمة 3) قيام وزارة التجاره بايقاف المساهمات العقاريه والتي تمتص جزء من السيوله ( جريمه 4) فتح السوق للأجانب وكان المؤشر قريب من 14000 (جريمة 5) تصريح دكتور البصل لمن كان يرفع السوق اخر ثواني انها اقتناص فرص ( جريمه 6) تويجري لا يعرف الاومار المخفيه ثم اغرق السوق بعد الانهيار باي شركه مهما كانت علاوة اصدارها مثل الاركان والحكرير وعذيب وغيرها كثييير جدا ( جريمه 7 ) اوقات التداول وغيرها وغييرها بس تعبت من يخالف ما قلت فهو كذاب اشر وا بوق صغير .
ولا ننسى ابو الشركات المحترمه ابو علاوه ربع ريال !!! وشركته الخسرانه تم ادراجها مجامله له ابو عشرة مليار وقت الانهيار !! والراجحي ابو 3 مليار ياكثر الفضايح بس
مقال اكثر من رائع والف شكر للاخت جواهر على المعلومات المفيده ومجهود متعوب عليه بصراحه ودمتم
أخي الكلاسك : الحقيقة شيء مؤلم لكنني بصراحة ما حضرت انهيارالسوق عام 2006 م ..
مقال رائع، والفائده واضحة: الصعود السريع يعقبه هبوط مظلي، والاستثمار له عوائده أما المضاربه فخطر. عاصرتُ السوق الأمريكي وخسرت مااستثمرته فيه قبل عقد، وتابعتُ من خارج السوق السعودي ارباح ٢٠٠٤-٢٠٠٥ ثم فاجعة ٢٠٠٦. دخلتُ سوقنا مستثمراً ٢٠٠٧ بعد أن ظننتُ أن "التصحيح" انتهى. وكلها تجارب نتعلم منها، ونعلمها لغيرنا، ولانكررها - بإذن الله.
((( لقد كان من الواضح أن الناس لم تدرك الإشارات الدالة على الارتفاع غير الحقيقي للأسعار في السوق )))
فعلا السوق بهذه الأسعار لو قام الشخص بالإختيار الجيد مناسب أو رخيص ، إذا ما قورن بالعوائد على الودائع أو على العقار بعد أن إرتفعت أسعاره ، ولكن الخوف وعدم الثقة هي السائدة والمسيطرة !!! واللي مقروص من الحية ، يخاف من الحبل ؟؟؟؟ !!!!!
شكرًا جواهر . من مقالك استطيع استنبط انه لم يكن هناك شخص او إدارة تقرأ التطورات الغير معقولة وأنها تكتشف متأخرة هذه الارتفاعات الغير مبررة ثم تتدخل وعندها يقع الفاس في الراس.
هناك قلة قليلة هي التي تسيطر على أدارات الأسواق وغالبا موظفين تابع الحكومات يفعلون ما يريدون لأنهم محميون , هذا يحدث في جميع العالم السؤال المهم هل من المعقول أن الحكومات لا تعلم ما يحدث في أسواقها ؟
نقد وتحليل الماضي سهل ولكن الحاضر الغالبيه تتخبط وفي السوق من 10 سنوات وكل الماضي قرانا عنه من وصول المؤشر 3000وحنا خايفين 5000قلنا مهبل 6500انجنواونزل 5000وقلنا خلاص 6500حلم وشهرين وكسروها 8500وبدات التحذيرات بريد الكتروني هاجر بخيت هاجروغيرهم10000ثم 12000فتيحي هدد السعوديين حيشدوا وكل ما بعنا شرينا وبعد بدايه النزول الحقيقي ننتظر يومين ثلاثه سبوع ونشري نقول يكفي الخلاصه لا تحاول تطبيق الماضي على الحاضر البترول في قمم المعادن الاغذيه المسعر في السما ومقوله قديمه سبحان من مرخصه وهو قليل ومغليه وهو كثير والسلام
الناس تتعلم من اخطائها وانهيار 1929 كان الاول فلم يكن احد فى الحكومه يظن ان البورصه لو انهارت سوف يتبعها انهيار البنوك والكساد الكبير الذى تبعه ولذا عندما انهارت البورصه عام 1987 تصدت الحكومه الامريكيه للوضع واعادت البورصه الامريكيه للمسار الصاعد بسرعه
اولاً وقبل كل شىء ,, الشكر لصاحبة الموضوع ؛ ثانياً : انا شخصياً اعتبر من ضحايا ابو " الشركات المحترمة " ومقولته المشهورة وبشكل رسمى بأنه سيـــ " ضخ 10 مليار !! " ولكن عزائى انى مثل غيرى عندما يرى رأس الهرم بالدولة " يطمئنك " بأن كل شىء تمام !!!! على اى حال ؛ عندما ارجع لبعض مواضيعى ايام 2004 ولغاية 2006 م فى المنتديات الأقتصادية واقرائـــها , اجد نفسى حائراً ؟؟ هل انا بعقلى عندما كتبت ما كتبت واوصيت بــ " المصافى " على سعر 5,555 ريال / سهم ؟؟؟ وبأنها من الفرص ؟؟؟؟ اين العقل حينها ,,, فسبحان الله العظيم ,, لقد تم سحرنا بسحر جماعى اصلى ,,
اختي جواهر مع الشكر الجزيل على شرح ماحدث في ازمة الكساد العالمي في الثلاثينيات ... لكنك لم تتطرقي للسبب الحقيقي للازمة التي حدثت في بورصة نيويورك ! كان تجار الخمور ( الممنوعة وقتها ) و الكازينوهات ( ايضا ممنوعة وقتها ) و تجار المخدرات يضعون كل مدخراتهم بالسوق لتبييض الاموال و لتبرير وجود اموال لديهم ... لكن في سبتمبر 1929 تم سن قوانين لتتبع الاموال في امريكا ( نفس القانون تم سنه في السعودية في 2005 ... لمراقبة تمويل الارهاب) فكانت رده فعل التجار الامريكان انهم رفعوا السوق بسرعة كبيرة استعدادا للهروب الكبير ... و هذا ما تم لهم الوحيد الذي نجا من التجار النظيفين كان يوسف كندي ( اب جون كندي الرئيس الشهير لامريكا و المقتول سنة 1963) ولو ان مواقع عديدة تقول ان السيد يوسف كندي كان مثير للجدل و لم يبرر حتى تاريخ وفاته في 1969 كيف خرج من السوق قبل يوم واحد فقط من الانهيار الدموي العظيم ! طبعا هذا الكلام قرأته في موقع وكبيديا المحترم جدا في معلوماته. لذا كان الاجد اختي ان تتطرقي للاسباب ... لا ان تذكري انه حدث انهيار ... فكلنا يعلم ذلك !
يوسف كنيدي , حسب موقع وكبيديا http://en.wikipedia.org/wiki/Joseph_P._Kennedy,_Sr.
الاخت جواهر شكرا على المقاله والغريب تزامن الكتابه عن الانهيارات للسوق الامريكي مع الكاتب عبدالفتاح وكأن المسأله محسومه ؟؟ اتسائل فقط عن توقيت الكتابه