الأسهم بين الشباب والشيوخ

30/06/2011 25
عبدالله الجعيثن

كبار السن يتصفون بالتحفظ الشديد بحكم ما مر بهم من مصائب وما رأوا في مشوارهم الطويل من عجائب لهذا يكرهون الديون كره العمى بل ويحتفظون برصيد جيد (تحت البلاطة).. وهم - غالباً - يشترون أسهم العوائد التي تصرف بانتظام ولها تاريخ طويل مجيد في هذا المجال (كالاسمنتات مثلاً) ومن أندر النادر أن يضارب الشايب على الخشاش أو يدخل في مغامرات أو متاهات لأنه حسب حسابه وعرف (وش له وش عليه) ويريد أن يقضي باقي عمره في طمأنينة وسلام، وأن يتأكد (أو شبه يتأكد على الأقل، لأن التأكد التام شبه مستحيل في الاقتصاد والمال) أن دخله يكفيه باقي عمره (بإذن الله) وإن كان ذا سعة فهو يفيض، لكن الشيخ - في كل الأحوال - محافظ وحريص وغير مستعد للمجازفات إلا ما ندر من الشياب فإنهم لايزيدهم طول العمر لا محافظة ولا حكمة ولا حلماً ولا تعقلاً:

«وإنّ سفاه الشيخ لا حلم بعده

وإنّ الفتى بعد السفاهة يحلم»

والحلم هنا هو (العقل) (أحلامنا تزن الجبال رجاحة) كما يقول الشاعر، والشباب - في الأغلب - عكس الشيوخ فهم يحبون المغامرة وأحياناً المقامرة ويضاربون على أسهم شركات خشاش خاسرة عاثرة بأمل النسبة بل والتدبيلات، فالشباب - إلا ما ندر - بطبعه عجل ويريد الثروة بسرعة ليستمتع بشبابه ويحقق آماله وعنده - نسبياً - القدرة على تحمل الصدمات والنهوض من أشد العثرات (مع أن هذا ليس مضموناً ولا قريباً من المضمون).

* وقد يرى الشاب أن الشيخ الذي يستثمر أمواله في أسهم عوائد ما تتحرك (كالكهرباء والاسمنت) مجنون وأن فرص تدبيل رأس ماله مرات متاحة أمامه لولا خوفه ويتمنى الشاب أن يوليه أبوه رأس ماله الكبير ليضاعفه له بسرعة بدل انتظار التوزيعات القليلة (في نظره) والتي لا تغني ولا تُسمن من جوع..

* هناك مثل عالمي يقول: (الشباب يظنون الشيوخ مجانين والشيوخ يعرفون أن الشباب هم المجانين)!!.. والمقصود بالجنون هنا سوء التصرف ولاشك أن الشيوخ أفضل تصرفاً في الغالب لأنهم - ببساطة - مروا بالدربين معاً: الشباب والشيخوخة ورأوا الوجهين أما الشباب فلم يروا غير وجه واحد.