التدخل السافر في الأسواق يربكها ويضعفها

25/06/2011 24
جواهر

عدم التدخل في الأسواق " نظرية اقتصادية رأس مالية بل هي أهم نظرية قام على أساسها الاقتصاد الرأس مالي الغربي الحديث (( laisser fair , laisser passer )) أي دع الناس تعمل ودع السلع تنتقل بين البلدان دون تدخل الدولة … والمعنى الاقتصادي أن يكون الاقتصاد حراً كي يكفل الرخاء للجميع ويترك السوق لعوامل العرض والطلب فهو يعالج نفسه بنفسه فإذا كثر العرض قل السعر وإذا كثر الطلب ارتفع السعر وهكذا تكون عملية المبادلة والتي هي أساس التجارة الحرة..

ومن أهم مبادئ هذه النظرية جعل الفرد هو وحدة النشاط الاقتصادي والمنافسة فيما بين الأفراد وسيلة لإنعاش الاقتصاد ومتانته والحرية الاقتصادية هي السياسة التي يعمل تحت مظلتها الأفراد ..

أما وظيفة الدولة فهي التنظيم وحفظ الأمن وحماية الملكية الفردية وتهيئة المناخ المناسب لمزاولة النشاط التجاري بين الأفراد والدول بحرية ..

إن التدخل في الأسواق حل مؤقت وسريع لكن نتائجه على المدى الأطول عكسية فهي كالإبر المسكنة علاج وقتي لكنه لا يعالج المرض بل قد يطوره ويفاقم المرض ..

إن من أنشئوا هذه النظرية وتبنوها هم من يخرقها فبعد ان كانت الحرية الاقتصادية هي السياسة صارت السياسة هي خرق هذه الحرية لمصالح سياسية استعمارية استكبارية ..أول من تبنى خرق نظرية الاقتصاد الحر في مصلحة السياسة هو (كسينجر) وزير الخارجية الأمريكية السابق صاحب النظرية المشهورة (القوة العارية من الأخلاق).. فعلاً " كم هي عارية من الأخلاق كصاحبها !

سمعنا كيف أن الولايات المتحدة وأوربا ستسحب من احتياطاتها النفطية وتضخه في الأسواق والسبب إجبار أسعار النفط على التراجع بعد فشل منظمة أوبك في الاتفاق فيما بينها .. لقد فعلتها ثلاث مرات أثناء حرب الخليج و إعصار كاترينا والآن …

إن انخفاض سعر النفط سيملأ الخزانات النفطية لأمريكا والغرب بعد توقف ضخ النفط الليبي "أمريكا تستعمل سياسة العصا والجزرة .. وذلك لتأديب دول أوبك ورفع العصا في وجهها وعلى الدول الأضعف الانصياع للأوامر .. السوق لا تحتاج لمزيد من النفط فالعرض أكثر من الطلب ولكنه إجراء احترازي كما قالوا وعندما تمتلئ الخزانات بالنفط الرخيص ستعاود الأسعار إلى الارتفاع لكن الأهم هي الدول العظمى إما غيرها فليشرب من ماء البحر .. لكن السؤال إلى متى ستصمد هذه السياسة ؟ الأكيد أن عمرها قصير ووقتي وربما تشهد الفترة القادمة ارتفاعاً فاحشاً لأسعار النفط والذهب والسلع وزيادة كبيرة في نسبة التضخم .. الله أعلم