في قضية دعم الوقود

08/06/2011 3
احمد سبح

قدم د. جودة عبد الخالق وزير التضامن الاجتماعي المصري ، فكرة جديدة لازالت محل نقاش ودراسة في موضوع دعم البنزين ، بأن يكون بأن يتم تقسيم السيارات الى شرائح وفقآ لأحجام محركاتها و تحصيل فرق الدعم الذي تدفعه الحكومة والذي يتمتع به أصحاب السايرات الفاخرة والفارهة حين تجديد رخص السيارات ، وذلك بتحديد متوسط استهلاك تلك السيارات للبنزين طوال العام وهو ما يمثل تحقيقآ للعدالة من وجهة نظر الوزير والذي شرفت فعلا بتدريسه لي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ، ولكن ليسمح الأستاذ لتلميذه بالاختلاف معه ، فهذه الطريقة لا تعد حلآ مثاليآ لحل هذه المشكلة والتي يجب أن نعترف بخطورتها التي تتسبب في تحميل الموازنة العامة للدولة عشرات المليارت من الجنيهات نحن في أمس الحاجة اليها .

فهذه الآلية يؤخذ عليها الآتي :

1- أن المواطن المصري سيجد نفسه في كل مرة حين تجديد رخص سيارته مطالبآ بدفع آلاف الجنيهات دفعة واحدة وهو أمر بالطبع لا يستقيم مع قدرات غالبية المواطنين بما فيهم كثير ممن يصنفون على أنهم ميسوري الحال .

2- هناك كثير جدآ من المواطنين يقومون باستهلاك سياراتهم دون الموتوسط العام بشكل كبير وبالتالي فان من شأن تطبيق هذه الآلية الجديدة ، أن يتم اجبارهم على دفع مبالغ كبيرة مقابل استهلاك لم يقوموا به ، ومن ناحية أخرى هناك فئة كبيرة من المواطنين تستهلك ما يفوق المتوسط العام بشكل كبير اما لكثافة احتياجاتها واما لعيوب في محركات سياراتها ، وبالتالي فانهم سيدفعون مبالغ تقل من حجم استهلاكهم الحقيقي وهو بالطبع ما يخل بمبادئ العدالة الاجتماعية .

3- من شأن هذه الآلية أن تضر بصناعة تجميع السيارات في مصر والتي للأسف تقتصر بشكل كبير على على تجميع السيارات الكبيرة الحجم والتي تفوق سعة محركاتها 1600 c.c ، ومن المعروف ان هذه الصناعة وملحقاتها من الصناعات المغذية توفر الآلاف من فرص العمل وتساهم في تعميق التطور التكنولوجي في مصر خاصة في مجال الصناعات المغذية .

ولذلك فان أحد الحلول المطروحة للنقاش والاضافة والتعديل من وجهة نظري هو كالآتي :

تخفيض الدعم الحكومي المقدم لكل من الوقود والطاقة المقدمة للمصانع الكبيرة الكثيفة الاستهلاك للطاقة من ناحية ولوقود السيارات من ناحية أخرى ، فيما عدا سيارات النقل بأنواعها لعدم زيادة أسعار السلع والمنتجات من ناحية أخرى ، وذلك عبر الغاء بنزين 90 أوكتين وبما يزيد أيضآ من الحفاظ على البيئة و رفع أسعار بقية أنواع البنزين بنسبة 10% للسيارات أقل من 1600 c.c أما السيارات الأكبر حجمآ وحتى 2500 c.c يتم زيادة سعر البنزين المقدم لها بنسبة 30 % ، والتي تزيد عن 2500 c.c فتكون المحاسبة وفق الأسعار الطبيعية بدون دعم ، وذلك لتخفيض العجز في الموازنة الحكومية بشكل معقول ، أو توجيه هذا التوفيربشكل أو جزئي نحو دعم قطاعات أخرى أكثر احتياجآ .

ويتم ذلك عبر بطاقات ممغنطة ومميكنة يتم استلامها من ادارة المرور التابعة لها كل سيارة بواقع بطاقة واحدة مشفرة لكل سيارة تحوي بيانات السيارة وبيانات مالكها، ولا تعمل ماكينات ضخ وتعبئة البنزين في محطات الوقود بدون هذه البطاقات والتي لا يمكن استخدامها في نفس المحطة أكثر من مرة واحدة في اليوم الواحد منعى لأية محاولة للمتاجرة بالبطاقات الخاصة بالسيارات المدعمة ، وفي نفس السياق يتم تزويد هذه الماكينات بكاميرات خاصة لمنع التلاعبات ، مع اعادة تجهيز هذه الماكينات للعمل بتلك التقنية خلال جدول زمني محدد يشرف عليه المحافظون ومن خلال منحة حكومية تقدم لمحطات الوقود وذلك مقابل توفير مبالغ كبيرة مستقبلآ متمثلة في تخفيض حجم الدعم الحكومي في ذلك المجال وتوجيهه الى خفض عجز الموازنة الحكومية أو الى مجالات دعم أخرى.