هموم اقتصادية متفرقة!!

05/06/2011 6
سليمان المنديل

•خلال الحكم الشيوعي، درج الاتحاد السوفييتي ومعه دول أوروبا الشرقية على نشر إحصاءاتها، عندما يكون هناك تحسن في الأوضاع الاقتصادية، وتحجبها عندما تكون الأرقام سالبة.

أحياناً أشعر أن بعض مسؤولينا يمارسون سياسة مماثلة، عندما يصرحون بأنهم على وشك القضاء على الفقر المدقع، أوعندما ينفون ارتفاع نسبة البطالة، أو التضخم، أو إنكار ارتفاع نسبة السعوديين الذين لا يملكون سكناً... إلخ، كل ذلك بأسلوب خشبي، غير مقنع لأحد!!

•لا تنشر معلومات عن عدد موظفي الجهاز الحكومي، أو كلفته الكلية، ولكنني سأفترض أن العدد الإجمالي قد تجاوز مليون موظف، وأن كلفته السنوية تتجاوز 200 بليون ريال، وهي تتزايد سنوياً، وذلك يثير عدداً من الملاحظات والتساؤلات:-

1– لو طبقت الميكنة، أو ما تسمى بالحكومة الإلكترونية، فكم من أولئك الموظفين سيصبحون فائضين عن الحاجة؟!

2– ماذا لو أعيد هيكلة أكبر قطاعين بهما موظفين، وهما التعليم والصحة، بتحويل إدارة هذين القطاعين إلى القطاع الخاص، مع تقديم إعانة للقطاع الخاص، لن تتطلب أكثر من 50% من ميزانية هذين القطاعين اليوم؟!

3– قد يقال، وماذا يحل بالموظفين المستغنى عنهم؟ والجواب هو، أنه يمكن استخدام الوفورات المتوقعة، لتدريب الشباب منهم، لوظائف في القطاع الخاص، وتطبيق التقاعد المبكر للكبار منهم، وذلك سيكون أقل كلفة، وأكثر كفاءة من الوضع الحالي، والسؤال المهم هو، هل يمكن أن تستمر الميزانية العامة للدولة، بتحمل تلك المصاريف الإدارية ذات الإنتاجية القليلة؟! وماذا لو انخفض سعر البترول؟!

أعترف أن ذلك التحليل هو مبسط لمشكلة معقدة، ولكن المهم تسليط الضوء عليها لأهميتها.

•هناك مقولة إنجليزية تقول(Don’t throw good money after bad money)، والترجمة غير الحرفية لذلك هي: لا تصرف أموالاً جديدة، لتمويل استثمارات فاشلة. تذكرت تلك المقولة وأنا أقرأ خبر منح قرض حكومي لشركة إعمار الاقتصادية في رابغ!!

•شاهدت مقطع مقابلات لمهندسين سعوديين في تخصص البترول والغاز، من جامعة الملك سعود، وهم يعملون في أعمال هامشية بعد تخرجهم، ولا يملك المرء إلا أن يتعاطف معهم، ولكن ما لم يقال في البرنامج، وقد عرفته من خلال مقابلة أحد أولئك المهندسين، هو أنهم درسوا باللغة العربية، ولا يجيدون اللغة الإنجليزية، وكلنا نعرف أن شركة أرامكو تتطلب اللغة الإنجليزية، لأن طبيعة عملها - ومثلها شركات البتروكيماويات - تحتاج إلى اللغة الإنجليزية، فلماذا ضيّعت جامعة الملك سعود أموالها، وجهدها وجهد طلبتها في ذلك المجال؟؟ وعليها اليوم أن تحوّل دراسة ذلك التخصص إلى اللغة الإنجليزية، أو أن تغلق القسم.

•عجيب هو تصرف بعض الأنظمة العربية، التي تقتطع أموالاً كان يجب استخدامها لمشاريع تنموية، وتوجهها لبرامج تسلّح، ولكن بدلاً من حماية حدودها، تستخدم تلك الأسلحة لدك مدنها، وتبقى الدولة في ذيل قائمة التنمية الاقتصادية!!