التدفقات النقدية الحرة في قطاع المصارف والخدمات المالية ... خلال الربع الأول 2011م

17/05/2011 13
سلمان بن ناصرالهواوي

بعد فترة انتظار وترقب استمرت لأكثر من خمسة أسابيع أكتمل نشر البيانات المالية التفصيلية على موقع السوق، ولا يوجد أي مبرر لهذا التأخير الذي يجعل المتعاملين بالسوق في حيرة شديدة عند نهاية كل فترة مالية ونتمنى وضع حداً لهذا التأخير الحاصل في نشر القوائم المالية سواء كانت المختصرة أو التفصيلية على موقع السوق وخاصة التأخير الحاصل في قطاع المصارف والخدمات المالية حيث أن اخر قوائم مالية نشرت بهذا القطاع متعلقة بالربع الأول كانت بتاريخ 15 مايو 2011م.

على العموم … وبعد إلقاء نظرة سريعة على قائمة التدفقات النقدية للبنوك والتي تعكس المقدرة على توليد التدفقات النقدية الحرة والمتاحة أمام البنك لمواجهة أية التزامات طارئة غير مخططة وبما أن مصدر هذه التدفقات ناتج عن التغير من ثلاث مصادر أساسية هي:

- التدفق النقدي الناتج من أو المستخدم في العمليات التشغيلية بالبنك ودورة رأس المال العامل. - التدفق النقدي الناتج من أو المستخدم في عمليات الاستثمار بالبنك. - التدفق النقدي الناتج من أو المستخدم في عمليات التمويل التي حصل عليها البنك وخاصة التمويلات طويلة الأجل سواء كانت لجوء البنك إلى الاقتراض أو دفع التوزيعات على حملة أسهمه.

لذلك فأن هذه المصادر الثلاثة تعطينا مؤشر على التنبؤ وقراءة مستقبل البنوك وعليه فأنه كلما كانت التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل موجبة كلما زادت ثقتنا في البنك وحسن تصرفه في ودائعنا أما إذا كانت التدفقات سلبيه فهذا يدل على توخي الحذر ومحاولة بحث هذه الأسباب هل هي طارئة وتحت ظروف معينة أم هي مشكلة مستمرة في هذا البنك ؟؟!!. كما أن التدفقات النقدية من أنشطة الاستثمار كلما كانت سلبية دل على أن البنك يشتري استثمارات ليحقق بها عوائد مجزية بالمستقبل وهذا يعطينا آمان أكثر أما إذا كانت تدفقات موجبة فهذا يعني أن البنك يتخلص من استثماراته أما لجني أرباح من هذه الاستثمارات أو لمواجهة ضغوط وسحوبات ودائع يتبين أثرها في التدفقات النقدية من عمليات التشغيل. أما التدفقات النقدية من أنشطة التمويل فهي تعكس تدبير الأموال طويلة الأجل للبنك أو توزيعات الأرباح لحملة الأسهم وإيجابيتها أو سلبيتها تحددها المتغيرات والظروف التي تحيط بالبنك فتكون موجبة عند تعرض البنك لحاجة للسيولة عن طريق الإقتراض طويل الآجل وتحسين مستويات السيولة لدية ليدعم رأس المال العامل التشغيلي لديه.

وبعد معرفتنا لأهمية قراءة التدفقات النقدية الحرة دعونا نستعرض موقف البنوك السعودية المدرجة بالسوق المالية السعودية خلال الربع الأول من هذا العام من واقع الجدول التالي:

ومن الجدول السابق نجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية استطاع توليد تدفقات نقدية حرة خلال الربع الأول تبلغ حوالي 12,7 مليار ريال وهذا بدوره أدى إلى رفع حجم الكتلة النقدية السائلة بالبنوك المدرجة إلى حوالي 140 مليار ريال في نهاية الربع الأول ولعلنا نستعرض التدفقات النقدية الحرة لكل بنك على حدة :-

- بنك الرياض … حقق صافي تدفقات نقدية إيجابية من نشاطه التشغيلي بحوالي 4,4 مليار ريال ومن أبرز أسبابها رفع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 3,5مليار ريال ونجاحه في استقطاب ودائع بحوالي 6 مليار ريال مما حفزه على رفع حجم استثماراته بحوالي 14 مليار بعد أن قام بتسييل استثمارات بحوالي 9 مليار ريال والتي أدت لتحقيق صافي تدفق نقدي سلبي في نشاط الاستثمار يبلغ حوالي 4,9 مليار ريال، أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد جاءت سلبية بحوالي مليار ريال نتيجة التوزيعات النقدية التي تمت عن النصف الثاني من عام 2011 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة سلبية بحوالي 1,5 مليار ريال أدت إلى خفض حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 19,4 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- بنك الجزيرة ... بعد فترات مالية عصيبة مرت بالبنك منذ اكثر من ثلاث أعوام فقد حقق صافي تدفقات نقدية إيجابية من نشاطه التشغيلي بحوالي 995 مليون ريال ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك رفع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 1,2مليار ريال و استقطاب ودائع بحوالي 1,4 مليار ريال بعد ان رفع الملائة المالية لديه، كما أنه حقق تدفق نقدي سلبي في نشاط الاستثمار بحوالي 208 مليون ريال نتيجة بيع استثمارات بمبلغ 300 مليون ريال وشراء استثمارات بمبلغ 500 مليون ريال كما أنه حقق صافي تدفق نقدي من نشاط التمويل بحوالي 901 مليون ريال عند إصداره صكوك بمبلغ مليار ريال خلال الربع الأول من هذا العام وكما توقعنا سابقاً أنه لن ينجح في رفع وتحسين الملائة المالية لديه إلا عن طريق الإقتراض طويل الأجل الذي تم من خلال اصدار الصكوك .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة موجبة بحوالي 1,7 مليار ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 6,7مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- البنك السعودي للاستثمار ... حقق صافي تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي بحوالي 348 مليون ومن أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك تعرض البنك لضغط سحوبات من قبل البنوك التي تحتفظ بودائع لديه بحوالي 1,1 مليار ريال على الرغم من أنه رفع ودائعه لدى المؤسسات المالية الأخرى بحوالي 410 مليون ريال ونجح في استقطاب ودائع بحوالي 756 مليون ريال. كما أنه حقق صافي تدفق نقدي سلبي من انشطة الاستثمار بحوالي 367 مليون ريال نتيجة بيع استثمارات بحوالي 329 مليون ريال وشراء استثمارات بحوالي 685 مليون ريال ولم يحقق أي تدفق نقدي من نشاطه التمويلي .... وقد كانت المحصلة النهائية للتغيرات السابقة تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة سالبة تبلغ حوالي 715 مليون ريال أدت إلى خفض حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 7,7 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- السعودي الهولندي ... حقق صافي تدفقات نقدية سلبية من نشاطه التشغيلي بحوالي 511 مليون ريال والتي من أبرز أسبابها انخفاض حجم تمويل عملائه بحوالي 2 مليار ريال وانخفض الودائع بحوالي 2 مليار ريال وانخفاض ودائع المؤسسات المالية بحوالي 861 مليون ريال ونتيجة هذه الضغوط حقق البنك صافي تدفق نقدي إيجابي من نشاطة الاستثماري بحوالي 733 مليون ريال بعد ان قام بتسييل استثمارات بحوالي 4 مليار ريال ولم يكن لديه أي تدفق من انشطة التمويل .... ولذلك كانت المحصلة النهائية للتغيرات السابقة تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة موجبة تبلغ حوالي 222 مليون ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 3,2 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- السعودي الفرنسي ... حقق صافي تدفقات نقدية إيجابية بحوالي 1,9 مليار ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 3 مليار ريال و ارتفاع الودائع بحوالي 2,5 مليار ريال كما أنه حقق صافي تدفقات نقدية سلبية من نشاطه الاستثماري بحوالي 166 مليون ريال على الرغم أنه أعاد هيكلة استثماراته طويلة الأجل فقد قام ببيع استثمارات 10,3 مليار ريال وقام بشراء استثمارات بحوالي 10,4 مليار ريال. أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد جاءت سلبية بمبلغ 800 مليون ريال نتيجة التوزيعات النقدية التي تمت عن عام 2010 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة موجبه بحوالي 966 مليون ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 12,2 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- السعودي البريطاني … حقق صافي تدفقات نقدية سلبية بحوالي مليار ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك على الرغم من ارتفاع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 2 مليار ريال و ارتفاع الودائع بحوالي 2,2 مليار ريال تعرضه لضغوط سحب من قبل البنوك والمؤسسات المالية الأخرى حيث خفضت ودائعها لديه بحوالي 1،7 مليار ريال وقد حقق صافي تدفقات نقدية موجبة من نشاطه الاستثماري بحوالي 281 مليون ريال نتيجة ببيع استثمارات بحوالي 7 مليار ريال وشراء6,7 مليار ريال استثمارات. أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد جاءت سلبية بمبلغ بحوالي 498 نتيجة التوزيعات النقدية التي تمت عن النصف الثاني من عام 2010 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة سالبه بحوالي 1,3 مليار ريال أدت إلى خفض حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 15,7 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- البنك العربي الوطني … حقق صافي تدفقات نقدية تشغيلية موجبة بحوالي 3,1 مليار ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 1,2 مليار ريال ونجاحه في استقطاب ودائع بحوالي 4,2 مليار ريال كما حقق صافي تدفقات نقدية موجبة من نشاطه الاستثماري بحوالي 1,9 مليار ريال نتيجة بيع استثمارات بحوالي 31,8 مليار ريال مقابل شراء استثمارات بحوالي 30 مليار ريال. أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد كانت سلبية ومنخفضة جداً وبأقل من 1 مليون ريال .... بحيث أصبحت المحصلة النهائية للتغيرات السابقة تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة موجبة بحوالي 5 مليار ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لديه إلى حوالي 14,2مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- مجموعة سابا المالية … حققت صافي تدفقات نقدية تشغيلية موجبة بحوالي 864 مليون ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع حجم التمويل المقدم لعملائها بحوالي 1,2 مليار ريال وارتفاع حجم الودائع بحوالي 990 مليون ريال إضافة إلى ارتفاع ودائع المؤسسات المالية الأخرى لديها بحوالي 1,7 مليار ريال، كما حققت صافي تدفقات نقدية موجبة من نشاطها الاستثماري بحوالي 798 مليون ريال نتيجة بيع استثمارات بحوالي 23,3 مليار ريال مقابل شراء استثمارات بحوالي 22,3 مليار ريال. أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد جاءت سلبية بمبلغ بحوالي 694 مليون ريال نتيجة التوزيعات النقدية التي تمت عن النصف الثاني من عام 2010 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق المجموعة تدفقات نقدية حرة موجبة بحوالي 968 مليون ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لدى المجموعة إلى حوالي 28,2 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- مصرف الراجحي … حقق صافي تدفقات نقدية تشغيلية موجبة بحوالي 8,7 مليار ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع حجم التمويل المقدم لعملائه بحوالي 7,1 واستثمارات المتاجرة بحوالي 4,1 مليار ريال ونجاحه في استقطاب ودائع بحوالي 17,4 مليار ريال كما حقق صافي تدفقات نقدية سالبة من نشاطه الاستثماري بحوالي 136 مليون ريال. أما صافي تدفقات أنشطة التمويل فقد جاءت سلبية بحوالي 2,3 مليار ريال نتيجة التوزيعات النقدية التي تمت عن النصف الثاني من عام 2010 م وتم دفعها خلال الربع الأول من هذا العام .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق المصرف تدفقات نقدية حرة موجبة بحوالي 6,3 مليار ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لدى المصرف إلى حوالي 26,5 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- بنك البلاد … حقق صافي تدفقات نقدية تشغيلية سلبية بحوالي 321 مليون ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع التمويل المقدم لعملائه بحوالي 377 مليون ريال واستثمارات المتاجرة بحوالي 399 مليون ريال بينما الودائع لم ترتفع إلا بحدود 58 مليون ريال فقط وودائع المؤسسات المالية بحوالي 129 مليون كما حقق صافي تدفقات نقدية موجبة من نشاطه الاستثماري بحوالي 7 مليون ريال. ولم يحقق البنك أي تدفقات نقدية من نشاط التمويل .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق البنك تدفقات نقدية حرة سالبة بحوالي 314 مليون ريال أدت إلى خفض حجم الكتلة النقدية لدى البنك إلى حوالي 3,5 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

- مصرف الإنماء … حقق صافي تدفقات نقدية تشغيلية موجبة بحوالي 1,4 مليار ريال وكان من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك ارتفاع التمويل المقدم لعملائه بحوالي 4,8 مليار ريال وبيعه لجزء من استثمارات المتاجرة بحوالي 1,9 مليار ريال ونجاحه باستقطاب ودائع جديدة بحوالي 3 مليار كما حقق صافي تدفقات نقدية سلبية من نشاطه الاستثماري بحوالي 54 مليون ريال. ولم يحقق المصرف أي تدفقات نقدية من نشاط التمويل .... والمحصلة النهائية للتغيرات السابقة أدت إلى تحقيق المصرف تدفقات نقدية حرة سالبة بحوالي 1,3 مليار ريال أدت إلى رفع حجم الكتلة النقدية لدى المصرف إلى حوالي 2,6 مليار ريال بنهاية الربع الأول.

وخلاصة القول …. فلنكن حذرين في أين نضع ودائعنا !!!! فلنبحث عن البنوك التي تحقق تدفقات نقدية موجبة من نشاطها التشغيلي وتضخ استثمارات لتحقق عوائد في المستقبل فهذا مؤشر أمان وإن لم يكن ذلك فلنضع نقودنا تحت البلاط !!!