بدأ شهر مايو مع هلع المستثمرين للخروج وإقبالهم على البيع عبر القطاع بأكمله.
مؤشر السلع سي آ ر بي يشهد خامس أدنى هبوط يومي له تم تسجيله
هبط مؤشر رويترز جيفريز سي آ ر بي بنسبة 8% خلال الأسبوع مع هبوط جميع السلع التي قمنا برصدها. بل إن مؤشر الطاقة ستاندرد آند بوزر "جي إس سي آي" سجل انخفاضاً أكبر نسبته 11% خلال الأسبوع. وكان هذا الأسبوع هو أسبوع التصفية على نطاق واسع، والتي أدت دون شك إلى انخفاض مراكز المضاربة التي اتخذها مدراء الصناديق إلى مستويات أكثر قابلية للسيطرة.
الفضة كانت الشرارة
كانت التوليفة المكونة من مراكز الدولار القصيرة ومراكز السلع القصيرة هشة لدرجة أن مجرد شرارة صغيرة أصبحت كافية لإشعال النار، وكانت تلك الشرارة هي الفضة.
فقد فقدت الفضة التي كانت مميزة في أدائها مكاسب شهرين في عدد محدود من جلسات التعامل بعد أن تفاعلت مجموعة "سي إم إي" مع مستويات عالية وغير مسبوقة من عدم الاستقرار خلال الأسبوعين الماضيين. وفي أربع تحركات فقط، رفعت "سي إم إي" هامش الاحتفاظ بالعقود المستقبلية للفضة بنسبة إجمالية تقدر بـ 84%، مما أجبر المستثمرين إما لطرح المزيد من الأموال وإما الخروج. وكانت النتيجة أكبر خسارة في أسبوع واحد منذ عام 1975.
من الناحية الفنية، كانت الفضة تخترق مستويات الدعم الرئيسية كما هو مبين في الرسم البياني وجعلت المستثمرين الراغبين في الاستثمار بالمراهنة على الاتجاه الصاعد أكثر صبراً على اعتبار أن هذا الاتجاه سيستمر. وبمجرد أن يستقر السوق، سوف تقلل "سي إم إي" دون شك من الهوامش مرة أخرى استناداً إلى المستوى الحالي المرتفع الذي يقابل 9% من قيمة العقود مقارنة بـ 3% فقط بالنسبة للذهب.
وبالرغم من كونه مجرد سوق صغير ضمن أسواق السلع على اتساعها، فإن الاهتمام الذي بدأت الفضة تحظى به انعكس عليها سلباً حيث أقبل المضاربون إقبالاً شديداً للمشاركة فيما بدا أنه تحرك صعودي لا يمكن إيقافه. وقد بدأ المستثمرون بالفعل الانزعاج بشأن استدامة ارتفاع بعض الأسعار، خصوصاً أسعار الطاقة بعد أن بدأت البيانات الاقتصادية الضعيفة في أوروبا والولايات المتحدة تشير إلى تراجع الطلب بسرعة تفوق ما هو متوقع. وبمجرد أن بدأ الإقبال على بيع الفضة يوم الاثنين الماضي، دفع ذلك الأسواق الأخرى لتحذو حذوها.
هدوء نسبي في سوق الذهب
مر الذهب بأسبوع جيد نسبياً بالرغم من الهبوط الحاد الذي شهده سوق الفضة، والذي أدى إلى انتعاش حاد للنسبة بينهما. وفي يوم الاثنين، كان سعر أوقية واحدة من الذهب يكافئ 30 أوقية من الفضة، ولكن بحلول يوم الجمعة ارتفع سعر الذهب ليعادل 44 أوقية من الفضة، وهو ما يمثل انتعاشاً نسبته 47% في أسبوع واحد فقط. واهتمام اقتصادات الأسواق الناشئة بتنويع الاحتياطات بعيداً عن الدولار ما يزال مستمراً. فقد أعلن بنك المكسيك المركزي هذا الأسبوع أنه اشترى 100 طن من الذهب لتنضم المكسيك بذلك إلى قائمة دول أخرى مثل الصين وروسيا والهند. ولم يتأثر الاتجاه الصعودي للذهب فوق 1,365 مع دعم قريب الأجل عند 1,440.
تسييل مراكز الدولار القصيرة يعزز عمليات البيع
فيما يتعلق بالعملات، بدأ الأسبوع داعماً لليورو بشكل كبير حيث فاق عائد سندات الحكومة الألمانية على مدى 10 سنوات العائد الأمريكي للمرة الأول خلال عامين. وكان الفرق في أسعار الفائدة يتحرك في اتجاه داعم لليورو خلال الانتعاش الذي بدأ في يناير عندما اختار بنك أوروبا المركزي رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم في حين أن نظام أسعار الفائدة المنخفضة بشكل هائل في الولايات المتحدة يبدو مهيئاً للاستمرار لوقت أطول. ومع ذلك أزال التكالب على بيع السلع هذا التوجه وبمجرد أن تراجع اليورو عن مستوى 1,4750 مقابل الدولار الأمريكي يوم الخميس، تزايد الإقبال على شراء الدولار.
معدلات بيع النفط الخام تشبه ما كانت عليه في مايو 2010
تعرض كل من خام برنت وخام غرب تكساس إلى خسائر كبيرة هذا الأسبوع وهو تكرار لتحرك مشابه في نفس الوقت من العام الماضي. فمع تحول التركيز لينصب على مخاطر انخفاض الطلب، زاد قلق المستثمرين، الذين يأخذون في الاعتبار أيضاً توقعات المدراء الماليين بزيادة معدلات الشراء ترقباً لزيادة القيمة. وكانت خسارة الـ 21 دولاراً خلال عدة أيام فقط مساوية لخسارة الـ 21 دولاراً خلال مايو 2010. وبناءً على توقعات المضاربين بأن مخزون خام غرب تكساس في هذا الوقت يمكن أن يزيد عما كان عليه العام الماضي بـ 150 مليون برميل، يشعر المستثمرون الآن بالقلق من أن هذا الإقبال على البيع يمكن أن يستمر طويلاً.
أسس قوية يقابلها ضعف قصير الأمد
لقد تغيرت الصورة الأساسية كثيراً عما كانت عليه منذ عام، ومع احتفاظ الإقبال العالمي على الموارد الطبيعية بقوته، فإن هذا من شأنه أن يساعد السوق على إيجاد دعم في وقت قريب جداً. وشددت منظمة أوبك على ارتياحها لمعدلات أسعار النفط التي تتراوح ما بين 90 إلى 100 دولار للبرميل والذي يكون بمثابة أرضية لأسعار السوق. والمستوى الرئيسي الأول لدعم خام برنت هو تحرك الأسعار صعوداً في الاتجاه المقابل بنسبة 38,2% مقارنة بالانخفاض الحادث في عام 2010 عند مستوى 104,55.
أسواق الحبوب مدعومة بظروف الطقس غير المواتية
واجه قطاع الحبوب ضغوطاً نتيجة لموجة إعراض عن المخاطرة من قبل المدراء الماليين، مع بطء الطلب على الصادرات الذي يشير إلى تراجع الطلب بعد انتعاش دام طيلة شهر. ومع ذلك فإن المخاوف بشأن المحصول الجديد يمكن أن تُبقي القطاع مدعوماً بالرغم من الاضطراب المستمر في القطاعات الأخرى.
وقد ظل المزارعون الأمريكيون يناضلون مع هذا الكم الهائل من الأمطار في الشمال والظروف المناخية شديدة الجفاف في الجنوب، الأمر الذي أدى إلى حدوث أبطأ معدلات نمو للزراعة. والأسابيع القادمة ستكون حاسمة جداً بالنسبة لإنتاجية هذا العام، كما ستدعم التأخيرات الحادثة في الزراعة الأسعار بمجرد أن يؤدي التسييل الناتج عن البيع من جانب المدراء الماليين الغرض منه.