اندماج المجموعة و بتروكيم (2/2)

01/05/2011 23
د. أحمد المزروعي

يتساءل الكثيرون عن أسباب الدمج بين الشركتين والفوائد المنتظرة جراء ذلك ، فمن ناحية علينا أن نتذكر ان مشروع "السعودية للبوليمرات" التابع لـ "بتروكيم" كان أصلا تابعا لشركة المجموعة (طبعا مع شريكها شيفرون فيليبس) وكان يطلق عليه "المشروع الثالث" وتم فصله في شركة مستقلة وذلك بسبب متطلبات تخصيص الغاز من قبل وزارة البترول وضرورة تخصيص حصة من المشروع لصالح المواطنين عبر اكتتاب عام.. لذلك فإن اعادة دمج "بتروكيم" مع "المجموعة" هو عودة للوضع الاصلي الطبيعي بعد ان تم تلبية متطلبات تخصيص الغاز..

أو بمعنى آخر فإن قيام شركة "بتروكيم" كان حلا مؤقتا من قبل الشريكين ومن وزارة البترول والآن بعد أن تم تخصيص الغاز وطرح الأسهم الخاصة بالمواطنين اصبح بالامكان إعادة المشروع الى مكانه الأصلي خصوصا وأن كل المشاريع التابعة للمجموعة هي بشراكة مع نفس الشريك وهو "شيفرون فيليبس" الامريكية ويمكن ادارتها تحت نفس المظلة السابقة..

الناحية الاخرى للاندماج تتعلق بالفائدة المنتظرة من الإندماج وهنا يمكن القول أن هناك وفورات في بنود عديدة ستنتج عن الاندماج ولكنها على كل الأحوال فوائد محدودة ولكن بكل تأكيد لن يكون هناك أضرار ... ولتقريب ذلك لأذهان القراء فإنه لو افترضنا ان المجموعة كشركة مستقلة وبدون حصتها في بتروكيم ستحقق مثلا 900 مليون ريال أرباحا صافية في سنة ما، وأن "بتروكيم" ستحقق مثلا 1500 مليون ريال في نفس السنة، فإن الشركة بعد الدمج ستحقق أرباحا أعلى بقليل من مجموع أرباح الشركتين نظرا للوفورات التي ستتحقق (مثلا 2450 أو 2500 مليون ريال) ... وهو فرق ليس كبيرا لكنه على اي حال فرق إيجابي... وستأتي أغلب الفروقات من انخفاض أعداد الإدارة وبعض الوظائف والمصاريف الاخرى المتكررة وربما يكون هناك ايضا وفرا في عمليات تسويق المنتجات..

أما فيما يخص المستثمرين فإن أكبر فائدة ستتحقق عبر الإندماج هو زيادة منتجات الشركة وتنوع المنتجات مقارنة بمنتجات أي من الشركتين لوحدهما وهذا يقلل من احتمالية تذبذب الأرباح وبالتالي يساعد المستثمرين في السوق على قراءة افضل لنتائج وأوضاع الشركة وبالتالي ينعكس ذلك على سعر السهم للشركة الجديدة بعد الإندماج ... ويمكن هنا ضرب مثال على شركة "اللجين" التي تمتلك مصنعا واحدا فقط وعندما تأثر الانتاج الربع الماضي وإعلان الشركة عن صيانة للمصنع هذا الربع تأثر السهم بشدة نظرا لأن هذا المصنع هو المصدر الوحيد لايرادات الشركة واصبح المتعاملون يتحسبون من مثل هذه المفاجاءات ... ولذلك فإن زيادة عدد المصانع والمنتجات لشركة ما يعد امراً ايجابيا بالنسبة للسهم فإذا توقف احد المصانع أو انخفضت انتاجيته لأي سبب فإن المصانع الأخرى ستغطي ذلك النقص ويبقى مستوى الانتاجية بالنسبة لجميع المنتجات قريبا من الثبات حيث أنه من المستبعد ان تتوقف جميع المصانع أو تنخفض انتاجيتها في نفس الوقت كما يحدث في حالة الشركات التي تمتلك مصنعا واحدا أو حتى مصنعين...

نظرا لكون شركة "المجموعة" هي بمثابة الشركة الأم لـ "بتروكيم" فإنه من المنتظر في حالة اتمام الإندماج أن تقوم المجموعة بإصدار أسهم للغير من ملاك بتروكيم ليرتفع رأسمالها بمقدار الاسهم المصدرة..

مثلا للتبسيط إذا فرضنا أن معادلة الاندماج المتفق عليها هي 1 إلى 1 فإن المجموعة ستصدر 240 مليون سهم لصالح ملاك "بتروكيم" (تمثل 50% من عدد اسهم بتروكيم الحالي) حيث أن المجموعة لن تصدر اسهما لنفسها نظرا لأن ذلك تم أخذه بعين اعتبار عند احتساب معادلة الدمج ... وفي هذا المثال فإن عدد أسهم الشركة الجديدة بعد الاندماج سيصبح 690 مليون سهم (أصغر من كيان ولكن اكبر من ينساب والتصنيع) .. وكمثال آخر فإنه اذا كان معادل الدمج هو 1 إلى 1.2 فإن المجموعة ستصدر 200 مليون سهم (240 ÷ 1.2) ليصبح رأس المال للشركة الجديدة الناتجة عن الدمج 650 مليون سهما .. وهكذا يمكن حساب العدد الجديد للاسهم بناءا على افتراض أرقام اخرى لمعادلة الاندماج..

أخيرا ففي حالة اتمام الاندماج فسيكون خامس عملية استحواذ أو اندماج في تاريخ السوق السعودية بين شركات متداولة بالسوق (ان لم تخني الذاكرة) وذلك بعد استحواذ "صافولا" على "بندة" في منتصف التسعينات، والتجاري المتحد على القاهرة في نفس الفترة تقريبا ومن ثم استحواذ "سامبا" على التجاري المتحد في نهاية التسعينات واخيرا دمج شركات الكهرباء المختلفة في شركة واحدة قبل زهاء الـ 10 سنوات...