لامني أحد الأصدقاء، بأنه في الوقت الذي يشهد العالم العربي زلزالاً، بدأ في تونس، ثم انتقل إلى أرض الكنانة، وهو اليوم مستمرفي البحرين، واليمن، وليبيا، والجزائر، فإنني مازلت أكتب عن القضايا الاقتصادية المحلية، وتساءل لماذا لا تكتب عن تلك التطورات التاريخية، غير المسبوقة؟!
جوابي على ذلك هو: أن هناك من الكتّاب السياسيين من هم أقدرمني على الحديث عن تلك الأحداث السياسية، وأنا أفضّـل قصراهتماماتي على الشؤون الاقتصادية، والمعيشية، المحلية، ولكن إذا كان لابد من الكتابة عن تلك الأحداث، فسأدّعي أن لكل تلك الثورات أسبابا اقتصادية، ولكن زاد عليها موضوع الحريات الشخصية، وحرية الرأي.
وللتوضيح فإنني أستطيع إبراز العلاقة الاقتصادية بين ما حدث في تونس، ومصر، وما يجري حالياً في بقية الدول العربية الساخنة، وهي باختصار تقع تحت ثلاثة عناوين رئيسة: البطالة، والتضخم، والفساد، واسمحوا لي أن أفصّـل:-
1 – البطالة: كم هو عجيب وضع الدول العربية في اشتراكها في ظاهرة ارتفاع نسبة جيل الشباب من مجموع السكان، ومع ذلك لا أحد يلتفت إلى قضية إحداث فرص عمل، بل إن الظاهرة السائدة في كثير من البلدان العربية، هي التمديد لمن يصل إلى مرحلة التقاعد، ويبقى الشباب في الشارع بدون عمل، دونما اكتراث من أصحاب القرار!! ومن ثم تنفجر الفقاعة في وجه الحاكم، ويحاول، وبعد عقود من الحكم، وبعد فوات الأوان، أن يقول "فهمتكم" وهي كلمة ستدخل التاريخ، مثلما نسب إلى الملكة ماري أنطوانيت، زوجة الملك الفرنسي لويس السادس عشر، عندما شاهدت متظاهرين خارج قصر فرساي، يتظاهرون بسبب نقص الخبز، وتساءلت: إذا لم يكن الخبز متوفراً، فلماذا لا يأكلون الكعك؟!
2 – التضخم: الدول العربية تعاني من حقيقة أن مواطنيها غير سعيدين في حياتهم، لأنهم مشغولون بتوفير أساسيات متطلباتهم المعيشية المكلفة، أما الحديث عن توفير مسكن، فهي بالنسبة لأغلبهم من رابع المستحيلات، ومن قبيل أضغاث الأحلام.
3 – الفساد: ساعدت وسائل التقنية، والاتصالات الحديثة، في كشف ما كان يصعب معرفته من أوجه الفساد، فدول الشرق الأوسط معروفة بأن تكاليف عقودها، ومشاريعها، ومشترياتها، هي الأعلى، مقارنة بغيرها، ومن ثم أصبح بالإمكان تحديد حجم العمولات المدفوعة، بدون وجه حق، للمستفيدين الشرق أوسطيين، ووكلائهم.
الخلاصة هي أن البطالة، والتضخم، والفساد، هي المحركات الرئيسة لكل تلك الزلازل، ولا يستخدمن أحد فزاعة التدخلات الأجنبية المزعومة، لتبرير ما حدث، ويحدث، فتلك أسطوانة مشروخة، ومستهلكة، ولم يعد المواطن العربي يصدقها.
أصلحوا، يصلح الله أمركم.
أستاذ سليمان,, كل مشاكل الحكام المستبدين, انهم يتصرفون بدون اي محاسبه من شعوبهم,, وليس بالضروره ان الفقر والبطاله هي تحرك المطالبين بالاصلاع,, فهذه الاشياء,, الفقر والبطاله,, موجودتان في الهند, ومع ذلك في تعتبر اكبر الدمقراطيات في العالم,, والا حاكم اعطي الفرصه لمدة أكثر من 40 سنه, والآن يقول لماذا لا يرضون ببقائي مدة اطول؟؟؟
لقد اصبت فى تشخيص مشاكل الشرق الاوسط واسباب الثورات والاضطرابات بها ولكن للاسف الحكام لايتعظون ولا يريدو ان يتعظو فالقضاء على الفساد مثلا سوف يؤدى الى ان يتحول المستفيدين منه الى اعداء لهم والانفضاض من حولهم فهم لايقيمون وزنا لشعوبهم ولكنهم يعتمدون على القبضة الامنية وقمع المعارضين وتكميم الافواه فى تثبيت نظم حكمهم ولكن الاحداث اثبتت فشل هذه السياسة العقيمة فى حكم الشعوب فمصروتونس وليبيا كانت الانظمة الحاكمة بها من اقوى الانظمة القمعية الاستخباراتية والامنية فى المنطقة ولكن انظر الى النتيجة الان لو سألت اى شخص قبل شهر خبير او غير خبير عن رأيه فى انظمة مصر وتونس وليبيا لقال لك بأنه من رابع المستحيلات ان تسقط ولكن الزمن اثبت عدم مصداقية هذا الاعتقاد
اتفق معك في جميع الي قلته و ازيد عليه الاصلاح السياسي و العدالة
والاسواء ان كان المفسدون مسيطرون على مفاصل الدولة
كم احب قراءة مقالاتك وجود امثالك فى واقعنا الاقتصادى مثل ضوء فنار لسفينة تائهه فى بحر عاصف
مع الاسف ... الطغاة لا يعتبرون بأحداث التاريخ ! المقصلة لكل الطغاة هي الحل ... كم اتمنى ان يتم اعدام الثلاثة على مقصلة كبيرة في قلب القاهرة
الاخ فواز س ا ج الانظمة لم تسقط ولكن تغيرت الواجهات . ففي مصر حكم افراد من الجيش كل مؤهلاتهم ان الاشخاص الحاملين للسلاح وهذا حاصل في سوريا واليمن والسودان وموريتانيا . ومن غير المعادلة في تونس كان الجيش. ومن يلجاء له في المدلهمات في الاردن هو الجيش كما حدث في ايلول الاسود . وكل ما يحدث هو اعادة لاحداث الجزائر والتي قرر الجيش تغيير الوجوه واحضر بوتفليقة ك وجه جديد لرأس الدولة. فنحن نحكم بمن لديه اكبر عصا ليضرب الخصوم وسلم لي على حركات التحرر.
هناك كلمة لحكيم يوناني اسمه بطليموس يقول : الملك لايقوم إلا بالرجال والرجال لايأتون إلا بالمال والمال لايأتي إلا بالعمران والعمران لايأتي إلا بالعدل . هذه الكلمة تحتاج لتفسير وتأكيد حيث أكد عليها العلامة ابن خلدون في كتابه المقدمة كثيرا وهي تفسر كيف تقوم الدول وكيف تسقط من الناحية الاقتصادية وعلاقتها بالعمران وكيف أن العدل به قامت السماوات والأرض. إذا بالعدل تقوم الدول فإذا ذهب العدل ذهبت الدول. تحياتي لك ياستاذ سليمان.
المقولة المشهور والتى تلخص كل هموم واحتياجات المواطنين هى : حكمت فعدلت فأمنت فنمت ولاأظن ان هذة الاشياء موجودة فى حكام العرب او الوزراء او حتى اصغر مسؤول الكل يرى نفسة انة فرعون زمانة ولا اريكم الاما ارى دمتم سالمين
الغربيين حزموا امرهم منذ مئات السنين وخلصوا الى ان السلطه المطلقه مفسده بينما يبحث المسلمين عن المستبد العادل الذى ان سلم هو فلن تسلم بطانته من الفساد وقديما قيل من امن العقاب اساء الادب