دليل الحيران إلى حل أزمة الإسكان

22/02/2011 12
عبدالرحمن الحمادي

من فضلة القول أن الإسكان في بلادنا الحبيبة أصبح حديث المجتمع. وأعلم أن الموضوع أخذ مساحات من الصحف المحلية ومواقع الانترنت أكبر في مجموعها من مساحة سطح الأرض. واسمحوا لي أن أتناول معكم بعض المحاور:

المحور الأول: سبب الأزمة:

لن أناقش العرض والطلب. ولكن أتساءل لماذا يتجمع 15.4 مليون نسمة* (أكثر من نصف سكان المملكة) في منطقة مكة المكرمة ومنطقة الرياض والمنطقة الشرقية؟ الإجابة هي لأن المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لا تستثمر إلا في هذه المناطق. وبذلك حصل خلل في التركيبة السكانية أدى إلى مضاعفات خطيرة أبسطها أزمة الإسكان.

دور مؤسسات الدولة كان هادما بكل ما تحمل الكلمة من معنى:

في حين لا يوجد جامعة في منطقة تبوك ولا الجوف ولا الحدود الشمالية ولا حائل، كان في مدينة الرياض جامعتان عملاقتان وعدد من الكليات العسكرية تستقبل أبناء تلك المناطق وتوفر لهم التعليم والتدريب ليصبحوا فيما بعد من سكان الرياض. وأصبحوا قوة شرائية كبيرة لحقتهم الاستثمارات ورؤوس الأموال والوظائف وحصل تفاعل تسلسلي Chain Reaction يشبه كارثة تشير نوبل.

المحور الثاني: مبادرات لحل الأزمة:

المبادرات كثيرة وكلها تكللت بالفشل الذريع. ابتداءً من دعم الصندوق العقاري وتشكيل هيئة الإسكان؛ مرورا بنظام الرهن العقاري الذي مات قبل أن يولد؛ وانتهاءً بالضوابط والإجراءات التي أقرها مجلس الوزراء بعد الاطلاع على المعاملة المرفوعة من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية في شأن دراسة موضوع توفير منح أراض سكنية للمواطنين لتسهيل حصولهم على مساكن في جلسته المنعقدة يوم الاثنين 18 محرم 1431.

المحور الثالث: الحل المقترح:

وقف جميع المشاريع التوسعية الظالمة في الرياض. فيكتفي بما شرعوا في بنائه مثل مركز الملك عبد الله المالي ويترك كل ما هو في طور التخطيط لينشأ في منطقة أخرى من مناطق المملكة. وبذلك تصبح التنمية متوازنة في مناطق المملكة.

تأسيس شركة مساهمة عامة برأس مال 26 مليار ريال.  تساهم حكومة المملكة بنصف مالها على هيئة أراضي بيضاء لتطويرها. وتساهم صناديق الدولة بربع رأس مالها. والربع المتبقي يطرح للاكتتاب العام يساهم فيه المواطنون والمؤسسات والصناديق الاستثمارية.

وتكون الشركة شبيهة بمؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي غير أنها تكون بهدف الربح. وتكون بهامش مناسب يضمن لها الاستمرارية ولا يرفع أسعار السكن.

تختار إدارة الشركة من المدراء الناجحين وليس من الأوجه المتكررة الذين يشغل بعضهم من المناصب ما يعجز عن عدها لكثرتها ولكبر سنه. أرجو أن يوفق الله المسئولين في المملكة لما يحب ويرضى ولما يرضي تطلعات القيادة والشعب.