كأي دولة تحقق معدلات نمو استثنائية فإن الصين تهتم بصورة متزايدة بتوفير خدمة التعليم لشعبها، وقد كنت من المؤمنين بأن الصين تؤدي أداء متميزا في هذا الجانب. هذا الأسبوع وقعت على هذا المصدر الذي أصابني بالصدمة عندما دخلت في تفاصيله، المقال بعنوان 10 إحصائيات صادمة عن النظام التعليمي في الصين، أحببت أن انقلها للقارئ العربي على حلقات. حلقة اليوم عن بطالة الخريجين من نظام التعليم العالي الصيني.
هذا الإحصائية نشرتها الـ Businessweek في سبتمبر الماضي والتي أشارت إلى انه في عام 2010، لم يتم توظيف سوى 72.2% من خريجي الجامعات الذين تخرجوا في 2010، مقارنة بنسبة 68% فقط في عام 2009، هذه الإحصاءات توحي بأن البطالة بين خريجي الجامعة منتشرة بصورة واضحة في الصين، غير ان الناطق باسم وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي أشار إلى ان معدل التوظيف لخريجي الجامعات في ديسمبر 2010 كان بنسبة 90.7%، بمعدل نمو 3% عن العام السابقة (2009 والذي بلغ 87%).
من الواضح ان هناك تناقضا واضحا بين المصادر المختلفة للبيانات عن بطالة الخريجين من التعليم العالي في الصين. غير أنه في ورقة نشرتها الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية شككت فيها حول مدى صدق الأرقام المنشورة عن معدلات البطالة المسجلة في الحضر، حيث أشار التقرير إلى أن معدلات البطالة الحقيقية في الصين بلغت 9.4% في الصين في 2008، بالرغم من أن بيانات وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي تشير إلى ان معدل البطالة يساوي 4.2% فقط، مما يشير إلى وجود تناقض واضح بين المصادر الرسمية والمصادر المستقلة، حيث يشير Hui Guangping عميد كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة Nanjing لعلوم المعلومات والتكنولوجيا، أن معدل البطالة المسجل في الحضر (المصدر الرسمي)، يختلف عن معدل البطالة المعلن عنه وفقا لمسوحات البطالة، وأن البيان الثاني أكثر اعتمادية.
من ناحية أخرى أشارت صحيفة Southern Metropolis Daily إلى أن الكثير من خريجي الجامعات قد أشاروا إلى أن جامعاتهم، تعمد، رغبة في زيادة معدل التوظيف على نحو غير حقيقي، وكذلك لجذب طلبة جدد، إلى الادعاء بأن طلبتها موظفون، على الرغم من أنهم لم يجدوا وظائف بالفعل. كذلك أشار التقرير إلى ان بعض الجامعات أجبرت الطلبة على التوقيع بأنهم كانوا يعملون بالفعل قبل ان يغادروا الجامعة، وان هذه الجامعات قد احتجزت شهادات التخرج لمن يرفض القيام بذلك. بالنسبة لي، أرى ان هذا الادعاء ربما يكون فيه مبالغة. غير أن الحكومة الصينية تحاول أن تبذل الجهود لتتأكد من أن إحصاءات التوظف لديها مرتفعة، ففي يناير 2010 أصدرت صحيفة China Daily مقالا أشارت فيه إلى ان الحكومة سوف تتولى عملية تمويل فتح نصف مليون وظيفة للخريجين.
بغض النظر عن مدى دقة أو عدم دقة تلك التقارير التي أشير إليها أعلاه، فإنه من الواضح أن خريجي نظام التعليم العالي في الصين، المتوقع ان يصل عددهم في 2011 حوالي 660 مليون خريج، يعانون بالفعل من ملامح التعليم العالي في بلادنا، وهي بطالة الخريجين على الرغم من معدل النمو الاستثنائي الذي تحققه الصين.
المصادر: http://www.bestcollegesonline.com/blog/2011/02/13/10-shocking-stats-on-chinas-college-system/ http://www.eeo.com.cn/ens/observations/2011/01/26/192447.shtml
الخريجون 660 مليون خريج العاطلون من الخريجين 28% وتعادل 185 مليون وتعادل نصف سكان العالم العربي إلى ماذا يشير هذا؟
شكرا لدكتور السقا على هذا المقال
البطالةُ همُ عالمي تصيبُ الأجناسَ الصفراء والحمراء والسوداء !!... وبالرغم من أن الإقتصاد الصيني ينمو سنوياً 9-10% ... أي حوالي 5 أمثال معدل نمو السكان الذي لا يتجاوزُ 2%، إلا أن البطالةََ تحدقُ بالمواطنين الصينين!!!... هذا على فرضِ دقة الإحصاءات الصينية!!! ... أما مثلي الذي يشككُ بمثلِ هذه الإحصاءات، فلا تفاجئني هذا الأرقام !!!
مخاوي الذيب اغلب الصينيين في الريف. ويهاجرون إلى المدن ليدخلوا في طوابير العاطلين مثلهم مثل الخريجيين السعوديين. خلال 3 سنوات أصدرت وزارة العمل 3.5 مليون فيزة عمل*. وبذلك نما عدد السكان 14% تقريبا 4% سنويا النمو ليس زيادة في المواليد، وإنما زيادة في القوى العاملة مهما كان نمو اقتصادك فلن توظف 14% من عدد السكان خلال 3 سنوات ----------------------------------------- *المعلومة من تقرير البنك الفرنسي حول البطالة في المملكة
كلام غريب يحتاج الى تدقيق. بارك الله فيك