حتى عام 2007، كانت صناعة الهواتف الأوروبية بقيادة العملاق الفنلندي نوكيا التي كانت أكبر صانع للهواتف في العالم، تسيطر على صناعة الهواتف النقالة في العالم، والتي كانت تحصد الجانب الأكبر من أرباح صناعة الهواتف النقالة في العالم. عندما بدأت شركة أبل في إدخال الآي فون في 2007، بدأت رياح التغيير تهب على سوق الهواتف النقالة في العالم، حيث بدء عصر الهواتف الذكية في الاتساع على نطاق واسع، ومنذ ذلك الوقت تغيرت معطيات سوق الهواتف النقالة بصورة جوهرية، حيث تحولت أرباح الصناعة شيئا فشيئا نحو شركة أبل الأمريكية. على الرغم من أن نوكيا ما زالت تسيطر على حوالي ثلث سوق الهواتف النقالة في العالم، إلا أن شركة أبل تستحوذ على حوالي نصف أرباح الصناعة، على الرغم من أن حصتها السوقية لا تتجاوز 4% من إجمالي السوق العالمي للهواتف النقالة في العالم.
نوكيا اليوم، برئيسها الجديد، تحاول أن تشق طريقا آخر بإستراتيجية مختلفة لكي تظل رائدة صناعة الهواتف النقالة كما كانت، ولكنني أعتقد أن نوكيا قد جنت على نفسها عندما لم تسخر أقسام البحوث والتطوير بها للعمل بجد لكي تكون على مستوى التطورات التي تحدث حولها في الصناعة، ولم تدرك طبيعة التحولات في أذواق شريحة خاصة من المستهلكين ذوي الدخول المرتفعة والتي تميل إلى تفضيل الهواتف الذكية، والمستعدة في ذات الوقت أن تدفع الثمن المناسب لذلك.
في الوقت الذي كانت تشق فيه هذه النوعية من الهواتف مثل الآي فون وبلاك بيري وأتش تي سي .. الخ طريقها بسرعة صاروخية في سوق هذه الشريحة من المستهلكين، استمرت نوكيا في استراتيجيتها التقليدية من خلال إنتاج نفس الموديلات التقليدية رخيصة الثمن، مركزة استراتيجياتها على الفئات محدودة الدخل. صحيح ان هذه الإستراتيجية ضمنت لها أن تستمر في أن تتربع على قائمة الشركات المنتجة للهواتف النقالة، إلا أنها لم تتمكن من أن تجني ثمار هذا الوضع السوقي الذي تحتله على حصصها من الأرباح التي تحققها الصناعة. كما فشلت نوكيا في أن تطور برامج تشغيل كفئة وفعالة مثل البرنامج الذي طورته جوجل المسمى بالأندرويد، والذي يتصف بخصائص تقنية عالية.
الشركات، مثل نوكيا، تحتاج، بالاضافة الى الحفاظ على شريحة سوقية كبيرة، إلى تحقيق أرباح مرتفعة أيضا، لكي تتمكن من أن توجه ميزانيات مناسبة لعمليات البحوث والتطوير المستمرة لكي تؤمن لها السبق في مجال الصناعة ومجاراة تطلعات المستهلكين، وهو الأمر الذي فشلت فيه نوكيا فشلا ذريعا مؤخرا باعتبارها عملاق التليفونات النقالة في العالم، الأمر الذي جعل نوكيا تتراجع في هذه الشريحة المهمة في السوق.
الشكل التالي الذي نشرته الاكونوميست يتكون من جزئين الأول على اليسار يوضح الشريحة السوقية لأهم الشركات العاملة في سوق الهواتف النقالة، لاحظ أن أكبر شريحتين في هذا السوق تملكها شركتي نوكيا وسامسونج، بينما تتضاءل حصة الشركات المنتجة للهواتف الذكية مثل شركة أبل التي تنتج الآي فون، وشركة Research in Motion (RIM)، التي تنتج جهاز البلاك بيري.
الشكل الثاني الذي على اليمين يوضح بعدا آخر للسوق، وهو نسبة الأرباح التي تحققها الشركات الرئيسية المنتجة للهواتف النقالة، لاحظ من الشكل أن شركة أبل بمفردها تستحوذ على أكثر من 50% من أرباح الصناعة، بالرغم من تضاءل حصتها السوقية، وهو ما يعكس حقيقة أننا ندفع ثمنا مبالغا فيه لهذا لجهاز الآي فون وذلك بالنسبة لتكلفة إنتاجه، وإلا لما حققت الشركة هذه الأرباح المذهلة بهذه الحصة السوقية المتواضعة. الشركة الثانية التي تحقق نسبة أرباح جوهرية أيضا على الرغم من تواضع حصتا السوقية هي شركة RIM التي تنتج البلاك بيري.
المصدر: http://www.economist.com/blogs/dailychart/2011/02/daily_chart_mobile-phone_market
ستيف جوبز أكثر من عبقري. هو نقطة القوة لأبل و في نفس الوقت نقطة الضعف، إذ أن الشركة تعتمد بشكل شبه كلي عليه.
سهم أبل سجل 202 دولار بنهاية 2007 قبل الأزمة العاليمة .. بعد الازمة العالمية نزل الى 78 دولار في نهاية شهر يناير 2009 ..؟؟؟!!!! 16 فبراير 2011 .... كم سعر أبل ..؟؟ 360 دولار ارتفاع ( 361.5 % ) .. خلال 25 شهر ..!! أما الأرباح ارتفعت بأكثر من 100 % مابين 2008 و 2010 2008 ... 11 مليار 2009 ... 17 مليار 2010 ... 25 مليار ----------------------------- ملاحظة تم حذف الفواصل في الاسعار والأرباح لغرض التسهيل
صدقت 0 مرة هبط السهم 4% لأنه اخذ اجازة مرضية. كيف لو مات؟!
صدقت يا نجيب - لكني اظنهم مبالغين. مرة هبط السهم 4% لانه اخذ اجازة مرضية. وهذا مضحك . كيف لو مات؟
أخوي معتصم، مرة قرأت مقالة للمقارنة بين جوجل و أبل. لفت نظري النقاط الثلاث التالية: - كيف يُتخذ القرار: جوجل، البيانات و البيانات ثم البيانات. أبل، "ستيف قال ذلك". - مبادئ العمل: جوجل، ٢٠٪ من وقت الموظفين لمشاريعهم الخاصة. أبل، ١٢٠٪ من وقت الموظفين مخصص لمشاريع ستيف. - التحدي الأكبر: هل بوسع الشركة جني المال من خارج نطاق البحث الشبكي؟ أبل، هل ثمة أحد يملك رؤية ثاقبة خِلا جوبز؟ قد يكون هناك بعض المبالغات لكن أعتقد أن كبار حملة أسهم الشركة لابد من أن يوجهوا جوبز نحو العمل المؤسسي حتى يكون هناك إدارة قادرة على مواصلة النمو من بعده.
المقارنة موجودة في الرابط التالي: http://www.businessweek.com/magazine/content/10_04/b4164032489508.htm