يوم السبت 19 محرم (الرياض الاقتصادي العدد 15524) كتبت مقالا في زاويتي السّبتيّة عن مفاجأة السيارة السعودية اصيلة لشقيقتها السيارة السعودية غزال. ولكن لم يمض سوى 48 ساعة حتى فاجأتني السيارة غزال (الإثنين 21 محرم الرياض الاقتصادي العدد 15526) تحت عنوان اطلاق سيارة سعودية كورية لتصنيع السيارات، وكأن السيارة غزال تدعوني لأتفرّج عليها - في نهاية العام القادم - تسير على بعد خطوات من بيتي في شارع التحلية يجرّب قيادتها طلاب كلية الهندسة في جامعة الملك سعود (أدعو الله ان ينجيهم من الدوريات لاتقص شعورهم وتستضيفهم ليلة في سجن مرور السليمانية).
شدّي حيلك وأقبلي التحدي (اثبتي - فعلا - انك غيرهجينة) يا اصيلة بإطلاق سيارة سعودية 100 في 100 وادعوني لأتفرّج عليكي - قبل نهاية العام القادم - تستعرضين في شارع الأمير تركي الأول يجرّب قيادتك عمال سعوديون أمام بوابة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
لقد انتهى - ولم يعد ينطلي على الشعب السعودي - سباق الأقوال وبدأ سباق الأفعال بين الجامعة والمدينة فلننتظر قليلا ونرى أيّهما تفي بوعدها وتسبق الأخرى في الميدان. وأيهما صناعة سعودية 100 في 100 (على حد تعبير واس) وأيّهما تجميع خردوات حراج تشليح السيّارات على يمين طريق الصاعد الى الحاير (على حد تعبير المعلّقين بالمئات في الجرايد).
الصناعة تقوم على عاملين العمل وراس المال. ولذا لم يكن لدى المملكة صناعة لأن راس المال لم يتوفّر في المملكة الا في بداية السبعينيات ولكنه اتجه - لعدم وجود خطة سليمة - الى الاستثمار السهل ذي العائد السريع في أقصر وقت كالعقارات والتجارة والخدمات. كذلك - لعدم وجود خطة سليمة - أخذ رجال الأعمال يجرون وراء تحقيق أعلى الأرباح عن طريق استقدام العمالة الرخيصة من الخارج بدلا من تأهيل وتشغيل العمالة الوطنية. وفي نفس الوقت - أيضا لعدم وجود خطة سليمة - بدأ أصحاب المصالح يشيّعون أن الشباب السعودي اتكالي وكسول لأنه لا يقبل بالأجر الذي يقبله عمال أفقر بلاد العالم حتى انتشرت في المجتمع ثقافة أن الشاب السعودي لم يخلق للعمل.
بمرور الزمن - على مدى اربعين عاما - زرعنا في عقول الجيل السعودي الجديد (حتى ابناء اصحاب الحرف والمهن الشاقة قبل الطفرة الذين كافحوا واصبح معظمهم الآن كبار رجال الأعمال بعد الطفرة) أنه لا يليق بهم القيام بالأعمال المهنية والحرفية فأصبحوا يتأففون من الأعمال التي كان يقوم بها أسلافهم. رغم ان آباءهم يفاخرون - ولهم الحق ان يفاخروا - بماضيهم وبأنهم شيوخ عصاميين - لم يولدوا وفي فمهم ملعقة ولو من خشب - بنوا أنفسهم بأنفسهم حتى أصبح مكانهم صدر المجالس ويشار لهم بالبنان.
الشيء الذي يبشّر بالخير هو تغير اتجاه بعض رجال الاعمال السعوديين الى الاستثمار في الصناعة فقد جاء يوم الخميس 24 محرم (الرياض الاقتصادي العدد 15529) بعنوان: "مستثمر سعودي يضخ مليار ريال لتصنيع السيارات".
ننتظر من رجل الأعمال السعودي الرائد في ضخ راس ماله الحر (اي الذي لم يأخذه قرضا حسنا من الحكومة) في صناعة اول باكورة صناعة السيارات في المملكة أن يكون رائدا (وقدوة لرجال الأعمال الآخرين) في تدريب وتأهيل وتوظيف الشباب السعودي واعطائهم اجورا مجزية تجعل المملكة السعودية ككل بلاد العالم تعتمدعلى سواعد ابنائها فيصبح رائدا من رواد سعودة العمالة ورمزا من رموز الوطن يسجل اسمه التاريخ بأنه انجز للوطن الشيء الذي عجزت ان تحققه وزارة العمل.
مقال الأسبوع القادم - ان شاء الله - سيكون بعنوان: البترول ليس ناتجا قوميا (أصاب الخويطر وأخطأ المتخصصون).
مقال ركيك يا دكتور انور على غير العادة !
يا رجال اى اصيلة واى تفيده خلنا على الفش فاش وعلك ابو جنى والله ماعندى استعداد ادفع ريال واحد فى سيارة تفتقر للكثير اهمها الصيانه!!!
شكلك يا دكتور كتبت المقال وانت مستعجل جدااااااااا على غير العادة .... ننتظر جديدك
ملاحظة دقيقة يا افلاطون ماشاء الله عليك :) بالنسبة للمدينة اقول " طيب " و بس. اتمنى من كل قلبي تخيب ظني المدينة فيها لكن ما اظن. ملاحظة على جنب : ليش الاثنين يسون سيارة وهم على نفس الشارع ؟ " الامير تركي " هل تم تسريب معلومات ؟ وبداءت ..... اقول يمكن و الله اعلم ,, ثم اليس هذا هدر للمال العام " نفس المشروع " ؟ كان الاجدر الحفاظ عليه و استغلاله استغلل رشيد نافع للامة؟! اطرح تسالاتي لعل ان اجد من يجيب عليها.