المرأة السعودية لا تبحث عن منافسة الرجل في الأعمال بل لتكمله

08/12/2010 3
امال باجي

من خلال  دردشتي مع سيدات أعمال سعوديات لمست الحكمة في تسيير أمورهن، وأكدن لي أن المرأة السعودية لا تريد أن تعتلي سلم النجاح من خلال مواجهتها للرجل والوقوف في وجهه حتى تقول للعالم أنها وصلت إلى مبتغاها بعد أن أطاحت به. فهذا ليس هدفها وإنما تريد أن تكمل نصف مجتمعها لا تنافسه... بل تريد أن تبرهن نجاحها دون أن تنسى واجباتها الأسرية، مع مراعاة خصوصية تقاليدها وثقافتها المحلية.

وقد نجحت المرأة السعودية خلال السنوات الأخيرة من وضع بصماتها في مسيرة التنمية الاقتصادية التي تعمل المملكة العربية السعودية على تنفيذها، وبلغة الأرقام  فإن 56 بالمائة سنوياً من خريجي الجامعات بنات، وتمثل المرأة نسبة 14بالمائة من القوى العاملة، كما أن 15 مليار ريال مدخرات المرأة السعودية في البنوك، وهي أرقام مهمة لو استغلت بطريقة صحيحة فإنها ستساهم في مسيرة أقوى اقتصاد عربي. فصورة المرأة السعودية لم تعد تلك التي يصورها الإعلام على أساس أنها مصرفة بدرجة أولى تقضي يومها فقط في مراكز التسوق لتبحث عن آخر صيحات الموضة، أو تلك المظلومة التي تدافع عنها منظمات تقول أنها تطالب بحقوقها. وإنما هناك سيدات يبحثن عن طرق آمنة لاستثمار أموالهن بطريقة صحيحة مع تحقيق الربح والنجاح، لكن تظل تحديات عديدة تقف أمامهن فمازالت المرأة السعودية متخوفة من اقتحام ميدان الأعمال، وتحتاج إلى المزيد من الدعم الاجتماعي والحكومي، سواء عن طريق تحديث القوانين التي تضمن حقوقها أو منحها المزيد من الثقة.

وقد وجدت المرأة السعودية في تجارب قريناتها بدول أخرى الكثير من العبر، حيث اقتحمت المرأة في مجتمعات عربية كل مجالات الرجل وتفوقت فيها، وأثبتت لرب العمل أنها على قدرة وكفاءة كبيرة تمكنها من النجاح لكن بالمقابل خسرت الكثير منهمن دورها الأساسي في أن تكون أنثى، فالتوازن الاجتماعي أيضاُ يلعب دور في تحقيق التنمية.