عندما ذكرنا فى مقالنا السابق (حتى نتعلم من اخطائنا ...!!!) عن بعض السلوكيات التى يتبعها المستثمرون والمضاربون فى سوق الاسهم وجدت العديد من الاخوة القراء الافاضل قد علقوا على هذه السلو كيات اما بالموافقة او الاختلاف او الرفض لها ..!!
وهذه الامور عادية جدا وهى من طبائع الاشياء ..فمن غير الممكن ان يتفق معك الجميع , او ان يختلف معك الجميع ايضا ... وهذا النقاش وايضاح وجهات النظر المختلفة هو اثراء لخبراتنا جميعا .. واضافة لمفاهيمنا جميعا .. وتعميق لتجاربنا جميعا ..وانا اشعر بامتنان كبير وشكر واجب لكل هؤلاء الاخوة القراء الذين يطوقون عنقى بجميل كبير واشعر نحوهم بالكثير من الحب والامتنان والعرفان لهذه الثقة والاضافة الى خبراتى ومعلوماتى - فجزاهم الله خيرا – واثابهم على هذا التواصل وعلى هذه المحبة .ولكن هناك نقطة اود – دائما – الاشارة اليها والتذكير بها , وقد ذكرتها فى مقالى السابق وهى ان ما نذكره هنا ليس قواعد جامدة او نظريات ثابتة ... فلكل قاعدة استثناء ولكل نظرية تجاوز قد يختلف وضعها نتيجة اختلاف الظروف والاحوال والاوقات ..!! واضيف هنا ان ما يصلح فى وقت قد لا يصلح فى وقت اخر ..!! وما ينفع فى سوق قد لا ينجح فى سوق اخر .. وانما هى اخطاء عامة احببت ان القى عليها الضوء حتى يتنبه لها المستثمرون والمضاربون فيبتعدوا عنها قدر الامكان حتى لا يقعوا فى براثن الخسائر – اعاذنا الله واياكم منها – ونستكمل بعض هذه الاخطاء فنقول وبالله التوفيق :
أن لا تتعلم من أخطائك..!! من المعروف في أوساط المستثمرين أنك تتعلم من خسارتك أكثر مما تتعلم من مكاسبك...!! ومن الأشياء السيئة التي حدثت للعديد من المستثمرين الجدد في أواخر التسعينيات من القرن الماضي في سوق الأسهم العالمية أنهم حققوا أرباحا في السوق بسرعة كبيرة وببساطة شديدة، وعندما توقفت الأرباح المحققة بالوسائل السهلة وهبط السوق لم تكن لدى العديد منهم أدنى فكرة عما يستطيعون فعله بعد ذلك.. لأنهم ببساطة لا يعرفون الإحساس بخسارة المال..!!
إذا خسرت ما يزيد على 10% في السوق فهناك القليل من الأشياء التي يمكنك فعلها. فبدلا من أن تدفن رأسك في الرمال حاول فهم أخطائك، فليس من المفيد تقديم الأعذار والتصرف كما لو كانت خسارة الأسهم مجرد خسائر على ورق يمكن تداركها وتعويضها في المستقبل..!!
وفي السوق لا يمكن أن يسير كل شيء دائما في الطريق الصحيح حتى النهاية. لذا تقبل الخسارة واحرص على عدم تكرار نفس الخطأ مرة أخرى (والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ..!!) وعليك بعد ذلك أن تراجع بعناية استراتيجية الاستثمار لديك وكذلك دراسة بيئة الاستثمار بالكامل، وتحليل جميع الأسهم التي في حوزتك. فإذا كانت استثماراتك لا تحقق نتائج اعتمادا على التحليل الأساسي والفني فربما عليك القيام ببعض التعديلات في مكونات محفظة الاستثمار لديك..!!
أن تستمع إلى نصائح الأشخاص غير المؤهلين..!! إذا جحظت عيناك وأنت تقرأ عن التحليل الأساسي والتحليل الفني فهناك طريقة أسهل وأبسط لإيجاد الأسهم التي ترغب في شرائها، وهي المعلومات السرية الخاصة بالأسهم. وأجمل ما في هذه الطريقة هو أنك تستطيع تحقيق أرباح دون بذل أي مجهود إذا كانت هذه المعلومات حقيقية.
إن سماعك للنصائح لا يعني أن تغفل تماما عن دراسة السهم من حيث التحليل الأساسي والتحليل الفني. وقبل أن تستمع إلى النصيحة يجب عليك أولا أن تتأكد أن من أسداها إليك ليس له أهداف أخرى، فالكثير من المحللين وشركات الاستثمار يسعون لتحويل الشركات الخاسرة إلى شركات رابحة..!! نتيجة تجميل الميزانيات او لاستفاداتهم من عمليات البع والشراء لهذه الاسهم ..!!
إن من غير المنطقي أن تقضي وقتا طويلا في دراسة جدوى شراء تلفاز من نوع معين مثلا، بينما تبادر إلى شراء عدد من الأسهم بأضعاف قيمة ذلك التلفاز دون أن تقضي وقتا كافيا للتأكد من أن قرارك مناسب. وقد يكون الدافع لهذه العجلة هو الطمع بالربح السريع..!! ( وقد ذكر اسلافنا المثل : الطمع يقل ما جمع )!!
أن تتبع اتجاه "القطيع"..!! هل تريد أن تخسر أموالك؟!! إذا كنت ترغب في ذلك فافعل ما يفعله الآخرون. إن من الصعب أن تفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين، ولكنك لو درست حياة بعض أعظم المتعاملين والمستثمرين في الماضي القريب فسوف تكتشف أنهم حصلوا على ثرواتهم في الغالب عن طريق القيام بعكس ما كان الآخرون يفعلونه. وهذا يعني أنهم كانوا يشترون عندما كان الآخرون يبيعون، ويبيعون عندما كان الآخرون يشترون..!! اى انهم لم يتبعوا نظرية القطيع فى تعاملاتهم ..!!
إن الإشارة على انتهاء السوق المنتعشة التي ترتفع فيها الأسعار قد تبدو وكأن الجميع يتعاملون في سوق الأسهم، وعلى العكس فإن الإشارة إلى نهاية السوق الهابطة التي تنخفض فيها أسعار الأسهم هو دليل على أن الجميع خائف جدا من الاستثمار في السوق. وعندما يتجنب الجميع سوق الأسهم حيث يبدو الوقت وكأنه أسوأ وقت ممكن للاستثمار فسوف تنتهي فترة السوق الهابطة.
ولسوء الحظ فإنه لا يوجد من يدق الجرس ليعلن النهاية، ولكن عليك أن تكتشف ذلك بنفسك..!! الآن كيف تفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين؟
يمكنك البدء بالنظر في الاستراتيجيات التي لا يستخدمها الناس.. ولكن لسوء الحظ فبمجرد أن يكتشف الجميع هذه الأساليب تتوقف العديد من الاستراتيجيات عن العمل..!!
على سبيل المثال: استراتيجيات مثل "تأثير يناير"، حيث تقوم ببيع جميع أسهمك في بداية ديسمبر ثم تعيد شراءها مرة أخرى في يناير، فقد كانت استراتيجية جيدة حتى تم الإعلان عنها بشكل واسع في وسائل الإعلام..!! والقى الضوء عليها العديد من المحللين فتوقف تأثيرها وقل ابهارها ..!!
أن لا تكون مؤهلا لما هو أسوأ..!! قبل أن تدخل إلى سوق الأسهم يجب أن تتوكل على الله وتعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولاتقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدّر الله وماشاء فعل...(والنهى هنا عن لو التندمية) لانه لا وقت للندم والبكاء على اللبن المسكوب .. فاطوى صفحة الماضى وافتح صفحة المستقبل ..!!
وأن تكون مؤهلا وتتخلى عن الخوف. فرغم أن عليك أن تأمل بما هو أفضل دائما، إلا أنك يجب أن تكون مؤهلا لما هو أسوأ. ومن أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثير من المستثمرين أنهم يعتقدون أن أسهمهم لن تنخفض أسعارها، وهم ليسوا مؤهلين للتعامل خلال فترة التدني والانخفاض التي تشهدها الأسواق، أو فترات الركود والانكماش أو انهيار السوق أو أي حدث آخر غير متوقع قد يدمر السوق..!!
حتى لو لم تكن تتوقع كارثة مالية، حاول دائما أن تضع خطة "واقية من الصدمات" تعتمد على المنطق والإحساس العام، وليس على الخوف.. وإليك بعض الخطوات القليلة التي يمكن أن تتخذها لحماية محفظتك:
1- عليك تحويل الكثير من أموالك إلى نقدية: فعندما تكون أموالك سائلة فإنه من السهل عليك أن تتخذ قرارات غير عاطفية حول المكان الذي تضع فيه أموالك بعد ذلك. والنقدية هي مكان مريح عندما يكون الاقتصاد في حالة صراع، والسوق في حالة هبوط. حيث يمكنك أن تنتظر مؤقتا على الخطوط الجانبية حتى يسترد السوق قوته فقد ينم هذا التحرك عن الحكمة. فإذا استسلم السوق بالفعل أو دخل في كابوس انكماش تكون الطريقة الوحيدة للفوز هي وفرة السيولة أو النقدية.
2- قلل حجم التعاملات: إذا كنت أحد المتعاملين فحدد عدد الأسهم التي تتعامل عليها، حيث أنه عندما يصبح من الصعب جدا تحقيق أرباح في السوق، يحاول البعض بطريقة خاطئة استعادة أرباحهم المفقودة. ويكون الطمع حينئذ أقوى من الخوف، وهذا هو السبب في أن بعض الناس يرهنون منازلهم من أجل فرصة الثراء السريع. فإذا كان ولا بد من التعامل فيجب أن يكون حجم التعاملات محدودا..
3- ادرس السوق أكثر: إذا وصلت إلى فترة تنخفض فيها الأسعار في الأسواق، يكون عليك استغلال ذلك الوقت لدراسة الأسواق، ومن ثم اقرأ الكتب، وحاول تنشيط ذاكرتك فيما يتعلق بالتحليل الأساسي والفني، وعندما يسترد السوق نشاطه (وهذا ما يحدث عادة في النهاية)، فسوف تكون مؤهلا ومستعدا بمجموعة من الأسهم الجديدة المنتقاة وبدراسات هادئة متزنة ..!!
أن تهمل المال أو تسيء إدارته..!! إن إدارة المال مهارة صعبة على معظم الناس، لكنها أحد أهم المهارات التي يجب أن تملكها. أما إن كنت لا تستطيع إدارة الأموال فإنه محكوم عليك بالوقوع في المشاكل المالية ... (إلا إذا استأجرت شخصا يديرها نيابة عنك) هل تريد أن تعرف سر تحقيق المال في سوق الأسهم أو أي نوع من الاستثمار؟
أن لا تخسر أموالك ! هذه هي الحقيقة بكل بساطة.. وبتفكير كاف ستجد أن هذا يعني الكثير. ومن الواضح أنه ليس من السهل العثور على استثمارات لا تخسر فيها أموالك، ولكن ذلك يجب أن لا يوقفك عن المحاولة.
إن إهمال وترك فرص الربح ضار جدا، مثله في ذلك مثل سوء إدارة الأموال.. إن بعض الخوف يجعلك تقف على أطراف أصابعك وتكون متأهبا، ولكن الخوف الزائد قد يتسبب في ترك الاستثمارات المربحة. فالخوف من الخسارة هو الذي يمنع أكثر الناس من شراء الأسهم وهي في أدنى أسعارها، وكذلك الخوف من خسارة الأرباح الطائلة هو الذي يمنع الناس من بيع الأسهم قبل فوات الأوان. والخوف ينتج في العادة من نقص المعرفة، ولهذا فمن الضروري أن تقوم بعمل أبحاث خاصة بك عندما تتاح أمامك فرصة مالية، وهذا يمنحك الفرصة لاتخاذ قرار سليم اعتمادا على الحقائق وليس على العاطفة والإحساس ..
من الواضح أنك لست على علم بجميع المعلومات التي تحتاجها لكي تكون على صواب بنسبة 100% و فى الوقت نفسه يجب أن تتخذ قرارتك على أساس أفضل المعلومات المتوفرة لديك في ذلك الوقت، وسوف تخطئ مرات عديدة. كما يوجد العديد من الفجوات والهفوات والأجزاء الناقصة أو المفقودة من المعلومات التي تجعلك تتساءل عما إذا كنت تتخذ القرار السليم..؟!!
فالخوف من الخسارة يمنع البعض من اتخاذ أي قرار على الإطلاق، ومع ذلك ينبغي عليك اتخاذ أحد القرارات..!!
ان اتخاذ القرارات الاستثمارية – وخاصة فى سوق الاسهم – من اكثر الامور حساسية وقد لا يكون الشخص مؤهلا لها فى بعض الاحيان ومع ذلك فيجب عليه اتخاذها ..!! ولذلك فمن الافضل ان تكون باقل الخسائر وافضل النتائج ..!! مع دعواتى للجميع بالتوفيق والاستفادة والنجاح والله الموفق ..