تداول الأسهم بين الشيشة والبلومبرج

08/11/2010 7
امال باجي

يجلس جاسم كل مساء في مقهى الشيشة ليتطلع على أخبار الاسهم وبعقله تترسخ قصص النجاح التي يرويها الشباب حول البسطاء الذين تحولوا في لمح البصر إلى أغنياء بفضل بيع أسهمهم، فهو يحلم بدخول عالم الثراء بكبسة زر فقط. وفي مرات كثيرة يسمع باصغاء إلى مقدم الشيشة الذي قد يسرب فكرة من هنا أو هناك، لأنه يسمع كثيراً الى أحاديت الزبائن حول الأسهم، ونجح في تكوين بنك معلومات لا بأس من الدردشات. مرات ينصحه مثلا بشراء سهم موبايلي التي لا يعرف إذا كانت تبيع فحم للشيشة أو شيء آخر فهذا لا يهمه المهم أنها تملك أسهم في السوق واشترى أسهمها أغلب رواد المقهى. وبعد تحريات المساء يتصل جاسم في الصباح بوسيطه المالي ويطلب منه شراء الأسهم التي دار الحديث عنها بكثرة، وإذا كان مزاجه معدل قد يأخذ بنصيحة الوسيط في بيع أو شراء الأسهم دون أي مناقشة لأن عيونه على سيارة اللامبرجيني التي يريدها بضربة حظ.

أما حامد الذي درس بجامعة أمريكية وحالفه الحظ في التطفل على بورصة الويل ستريت ومعرفة بعض الخبايا، اكتشف أن الاستثمار في الاسهم كثير المخاطر ويجب أن يأخذ الحذر الشديد، يريد أن يخاطر بحكمة، فتجده يتابع قناة البلومبرج لمعرفة أخبار الأسواق العالمية، ثم يتابع رويترز وغيرها من المصادر المتخصصة في الأسواق المالية، وطبعا دون أن ينسى أخبار البورصات المحلية فكل المعلومات متاحة على الانترنيت. وقبل أن يشتري أي سهم يتناول تاريخ الشركة منذ عشر أو عشرين سنة ويحاول أن يدقق في أرباحها ووضعها في السوق، حتى أنه في الكثير من الاحيان يتناقض مع وسيطه المالي، وطبعا حامد لم يحقق ربحاً مغرياً كذلك لم يخسر كل ما لديه، فيمر بفترات صعود ونزول لكنه في أغلب الأحيان يعرف من أين تؤكل الكتف.

وللأسف أصبح الكتيرين من أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة وحتى الكبيرة يجرون وراء فتاوي الأسهم العشوائية دون أن يكلفوا أنفسهم الاطلاع على السوق ودراسة المخاطر لاسيما وأن كل الامكانيات ومصادر المعلومات متوفرة، وفي الأخير لا يعرف كيف يحافظ على رأسماله وكيفية استثماره بطريقة مفيدة.