كعادتها، كدولة سباقة في العديد من المجالات في المنطقة، تم اليوم توقيع اتفاقية لإنشاء مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط والذي ستموله الكويت، والذي يتوقع ان يبدأ نشاطه في شهر مايو القادم 2011. الهدف الأساسي للمركز هو تأهيل الكوادر الإدارية في الشرق الأوسط لكيفية صناعة القرار الاقتصادي ورسم السياسات الاقتصادية وتنفيذها على المستوى الكلي لبلدان الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
يتوقع ان يقدم المركز برامج تدريبية وحلقات نقاشية يقدمها خبراء على أعلى المستويات في مجالات متعددة أهمها سياسات التصحيح الاقتصادي، أي السياسات الاقتصادية الموجهة لتعديل هيكل المالية العامة وهياكل موازين المدفوعات، وكذلك تدريب المسئولين على البرمجة المالية، ورسم وتنفيذ سياسات التجارة الخارجية، وسياسات تحديد وتعديل معدل الصرف، والرقابة على الجهاز المصرفي، والقضايا الأخرى المرتبطة بالقطاع المالي، والعلاقة بين التمويل والأداء الاقتصادي الكلي.
سوف يتولى المركز مهمة دعوة المنظمات الدولية المختلفة كل حسب تخصصه لتقديم الدورات التدريبية المناسبة، بما يوسع من نطاق الخدمات التدريبية التي يقدمها المركز للمسئولين في الدول الأعضاء. الجدير بالذكر أن المركز سوف يمول أنشطته بالكامل من مالية دولة الكويت، مع إمكانية فتح باب العضوية أمام المؤسسات والدول الأخرى في المنطقة بحيث يسمح لها المشاركة في تمويل أنشطته.
سابقا كانت الكويت صاحبة الأفكار الريادية في المنطقة، وأنا شخصيا كونت جانب كبير من ثقافتي وأنا صغير على ما كانت تصدره هذه الدولة من إصدارات رائعة مثل مجلة العربي وعالم المعرفة وغيرها، والتي كنت انتظر مواعيد صدورها بشغف كبير. اليوم غرقت الكويت جزئيا في الخلافات بين الحكومة والبرلمان مما أسهم في تراجع دور الكويت على المستوى الإقليمي بعض الشيء. ولكن الكويت بمؤسساتها الإقليمية، استمرت تلعب دورا هاما في تمويل تنمية الدول العربية والدول النامية في شتى أنحاء العالم.
أتمنى ان تعود للكويت ريادتها في المنطقة والعالم، وان كان ذلك يتطلب مزيد من انفتاح الأفق للبعض الذين يهاجمون الحكومة من وقت لآخر بأنها لا تهتم بالمواطن، بينما تنثر أموالها يمنة ويسارا على دول العالم، وهو ما يمثل سوء فهم فاضح لطبيعة الدور الذي تؤديه حكومة دولة غنية مثل الكويت، وطبيعة التزاماتها أمام المجتمع الدولي نحو دول العالم الفقير.
إنشاء مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط ولا شك سوف يعزز من الدور الذي تلعبه الكويت في المنطقة، أتمنى للكويت المزيد من الخطوات السباقة في الإقليم.