كيف تتعامل مع ارتفاع أسعار الميثانول ؟؟؟

30/10/2010 23
د. أحمد المزروعي

خلال الاسبوعين الماضيين سجلت أسعار الميثانول ارتفاعا كبيرا في مختلف الأسواق العالمية حيث تراوح الارتفاع بين 20 % و 40 % وتوج هذه الارتفاعات قيام "ميثانيكس" يوم أمس برفع أسعار العقود في آسيا و أمريكا لشهر نوفمبر بشكل كبير ... والرجاء ملاحظة ان عقود "ميثانيكس" تمثل السقف الأعلى للسعر وليس سعر البيع الحقيقي حيث تكون اسعار البيع الحقيقية أقل بـ 10 % تقريبا حسب التخفيضات المقدمة للعملاء:

زيادات الأسعار حصل أغلبها خلال الايام الـ 10 الاخيرة من شهر اكتوبر حيث لم تكن متدرجة خلال الشهر ... ولمقارنة الأسعار في امريكا أشير إلى أن الطن الواحد من الميثانول يعادل 330 جالونا تقريبا لذلك فإن سعر 1.33 للجالون (ميثانيكس أمريكا) يعادل حوالي 440 دولار عندما نحسبها بالطن ..

الأسباب التي أدت للارتفاع المفاجئ و غير المتوقع تعود لجملة اسباب من ضمنها توقفات لبعض المصانع للصيانة في عدة مناطق وانخفاض المخزونات في الصين وتحسن الطلب على بعض المشتقات التي تستعمل الميثانول..

والسؤال الذي يجدر أن نطرحه هو هل بامكاننا الاستفادة من هذه التطورات؟؟

توجد 4 شركات مدرجة تنتج الميثانول في الخليج وهي "سابك" و "سبكيم" و صناعات قطر" و "كيمانول" ... فيما يخص "سابك" و "صناعات" فإن الميثانول يشكل جزءا يسير من اجمالي الايرادات ، أما بالنسبة لكل من "سبكيم" و "كيمانول" فإنه يشكل عصب الحياة بالنسبة لهم حيث ان أكثر من 80 % من ايرادات "سبكيم" تأتي من الميثانول ومشتقاته ، أما كيمانول فإن كل نشاطها مرتبط بمشتقات بالميثانول..

كنت قد اشرت في مقال سابق للنتائج المخيبة لكل من "كيمانول" و "سبكيم" خلال الربع الثالث ويعد أحد الاسباب لذلك بقاء اسعار الميثانول منخفضة نسبيا حيث انحصر سعر البيع بين 250 الى 280 دولار للطن طوال الربع الثالث ، كما كانت اسعار المشتقات مستقرة ايضا ولم يكن ذلك كافيا للاستفادة من بدء التوسعتين الجديديتين للشركتين وما ارتبط بهما من زيادة للتكاليف (توسعة سبكبم عملت بشكل متقطع خلال الربع الثالث)..

من المنتظر ان تلحق اسعار المشتقات بأسعار الميثانول وتشاركها في الارتفاع وقد بدأت بوادر على ذلك فمثلا أسعار فينيل الاسيتيت (VAM) ارتفعت في شرق اسيا إلى حوالي 950 دولارا للطن كما ارتفعت أسعار حمض الاسيتيك لأعلى من 400 دولار للطن ... وخلال الاسبوع الماضي اعلنت شركة ( Celanese) الامريكية وهي من كبار منتجي الاسيتيل أنها سترفع الاسعار بدءا من شهر نوفمبر..

بالتأكيد فإن كلا من "كيمانول" و سبكيم" ستستفيد بشكل جزئي من هذه التطورات خلال الربع الرابع في حال انتظم الانتاج ولم تواجها مشاكل فنية مع ملاحظة أن تمرير زيادات الأسعار لكل العملاء تأتي بشكل تدريجي بسبب طبيعة المنتجات والعقود المبرمة أي أن هناك عملاء ستسري عيلهم الزيادة في نوفمبر وآخرون في ديسمبر وغيرهم في يناير وهكذا..

من خلال قراءتي للتعليقات و الاسئلة التي ترد إلي لاحظت أن هناك تصور لدى الكثير من المتعاملين أن هناك شركة جيدة وشركة سيئة وأن هناك من يشجع شركة معينة وهناك من يكرهها وكأنهم يتعاملون مع أندية رياضية ، والحقيقة غير ذلك ، فلا يوجد ، كما ذكرت سابقا ، في قطاع البتروكيماويات اتجاه واحد ... اسهم القطاع جيدة اذا كانت الظروف والأسعار مواتية وهي غير جيدة اذا كانت الظروف والأسعار غير مواتية ويجب على المستثمر بالسوق أن يتعامل مع هذه التطورات حتى يحقق أرباح... ولأننا لانعلم الغيب فيجب ان نتعامل مع التطورات في الظروف والأسعار اسبوعا باسبوع وشهرا بشهر ونتخذ قراراتنا بناءا على ذلك..

ولهذا وضعت عنوان المقال "كيف تتعامل مع ارتفاع اسعار الميثانول" .. فالظروف والأسعار أصبحت فجأة مواتية لكل من "كيمانول" و "سبكيم" ... ايضا لا تحاول أن تتنبأ بالمستقبل فالغيب فلا أحد يدري ماذا سيحصل في الاشهر القادمة ولذلك يجب أن تضع هذه السيناريوهات الثلاثة في بالك:

1. أن تعاود أسعار الميثانول والمشتقات التراجع خلال شهر أو شهرين لأي سبب كان وفي هذه الحالة فإن الأثر الايجابي سيكون محدودا ولن يغير في معادلة الاستثمار بالشركات المرتبطة بالميثانول الشئ الكثير

2. أن تستقر الأسعار على مستواها الحالي على المدى المتوسط وهذا جيد لأن ذلك سيعني ارتفاع كبير لأرباح الشركتين في الربع الرابع ومن ثم ارتفاع اخر في الربع الاول من عام 2011 بسبب ان الأثر الكامل لزيادة الاسعار سيحصل في ذلك الربع..

3. أن تستمر أسعار الميثانول بالزيادة خلال الاشهر القادمة لأي سبب من الاسباب وفي هذه الحالة سنشهد قفزة كبير لارباح الشركتين في الفترات القادمة وسينعكس ذلك ايجابا على سهمي الشركتين..