في أحد القنوات التلفزيونية سألني مقدم برنامج الفقرة الاقتصادية عن رأيي في حركة السوق خلال الأيام الماضية فأجبته وتوسعت في الشرح لأتطرق لوضع شركة من شركات السوق وأثرها على التوجه العام، وفاجأني المذيع بسؤاله الثاني مباشرة وسألني عن أثر تلك الشركة على توجه السوق. بصراحة تلعثمت في البداية وترددت هل ما أسمعه صحيح أم قد أظن ذلك ونحن عالهواء ويجب أن أكون مستعداً لأي سؤال فاضطررت أن أجاوب بطريقة أخرى.
مقدم البرنامج المغلوب على أمره لا يملك إلا ورقة واحدة وفيها عدد من الأسئلة ومهمته أن ينهي تلك الأسئلة بوقت البرنامج، وأيضاً هو غير مهتم بأجوبة الضيف حتى لو احتاج الأمر أن يسأل سؤالاً تمت الإجابة عليه ضمن سؤال سابق.
وفي مرة من المرات كنت أتباع برنامجاً اقتصادياً في قناة فضائية أخرى وكان سؤال أحد المشاهدين عن شركة الكهرباء وهل هي جيدة، فما كان جواب الضيف الخبير الاقتصادي إلا أن سأله هل تستطيع أن تستغني عن الكهرباء في البيت، فرد المشاهد بالنفي طبعاً، فأكد له الخبير لذا فالشركة ممتازة.
والآخر يؤكد ويجزم ويتحدى بأن السوق سيرتفع بعد أسبوع (اسبوع اجازة العيد الذي أعلنت فيه دبي عن أزمة الديون) والى الآن مازال البحث جارياً عنه في القنوات الفضائية.
هذا شيء قليل من الاعلام المرئي، أما الإعلام المقروء فاللعبة أكبر من ذلك. وشعارهم الرئيسي (ضع اعلانك ننشر رأيك). فهذا واحد من كتاب صفحة اقتصادية في جريدة يومية يهاتفني يوماً ويعرض أن نقوم برعاية صفحة الاقتصاد التي يقوم بنشرها أسبوعياً. تلك الصفحة التي استمتع بقرائتها نظراً للعدد الهائل من الأخطاء فيها حيث انها صفحة مختصة باحصائيات استثمارية معينة. وحين قابله الجميع بالرفض، فما كان منه الا أن يشن هجمة اعلامية على مدراء الاستثمار ووصفهم بأنهم سبب الخسائر، وفعلاً زاد من استمتاعي بقراءة الصفحة وبنفسي حزناً أكبر على من هم خارج الكواليس، لكن للأسف لم أعد أرى صفحته بعد شهر من هجمته القوية ولم نسمع عنه خبراً بعد ذلك.
سؤالي الذي اطرحه دائماً، ماهو دور الإعلام ؟ وماذا قدم لجمهور المشاهدين فيما يخص جوانب الاستثمار وأسواق المال؟
والمصيبة أن تكون عكس ذلك وأن يكون الإعلام الإقتصادي هو من قام بتشتيت أفكار المتعاملين في الأسواق بتركيزهم على نقاشات لاتغني ولا تسمن وغرضهم منها فقط الظهور بشكل المدافع عن حقوق الضعفاء والمساكين. وحتى لو كانو كذلك فلم ينجحو في وضع من هم أهل لذلك. ولذلك أيضاً فلن أستغرب إذا رأيت عدد المقبلين على المنتديات الاقتصادية في الإنترنت أكثر من المتابعين للبرامج والمقابلات الإقتصادية على القنوات الفضائية. ولن أستغرب أيضاً اذا خرجت من لقاء تلفزيوني ليلحق بي معد البرنامج ويسألني عن معنى ربحية السهم أو مكرر الربحية.
ولا تفاجئ عزيزي متابع البرامج والمقابلات الإقتصادية إذا نقل مقدم البرنامج سؤال من أحد المشاهدين عن رأي ضيف الحلقة حول الأداء المالي لشركة التأمينات الإجتماعية والمدرجة (حسب كلام مقدم البرنامج) في قطاع شركات التأمين وبكل ثقة.
وبين كل ماسبق ضاع الجزء الذي يجب أن يقدم لهم كل الإحترام والتقدير في سعيهم نحو تحقيق رسالة الإعلام المحايد بعيداً عن استغلال عواطف المشاهدين لحساب مصالحهم المادية.
مقلة رائعة يا اخ فارس ونتاج هالاعلام ما نراه من تعليقات توضح مدى جهل اصحابها في امور الاقتصاد. المشكلة: ان هؤلاء لا يتقبلوا الا من سايرهم اما مخاليفهم في الرأي فهم جهلة!!
صدقت أخي فارس الإعلام المقرؤ والمسموع والمرئي .. عليه الإهتمام بنوعية المخرجات فيه .. فقد يكون المتلقي ساذج ويتم الضحك عليه سريعاً فيؤدي ذلك لقرارات خاطئة وزيادة العمق في رأسه ^_^ .. هناك الكثيرون في مجتمعنا مهمتهم الوحيده .. المدح والثناء .. ومهما شاهدوا وقرأوا من معلومات وأفكار مغلوطه .. ليست لديهم القدرة على الرد .. فهم إما لا يملكون قدرات تخولهم للقيام بذلك .. أو أنهم سعيدون بما يقال ويخدم مصالحهم الشخصية .. فكما أوردتم أمثله مرئيه .. فهناك العشرات بل المئات من الأمثله المقرؤه .. من قصص أطفال أسد وأرنب وقط .. ( أصبح عالم الحيوان وليس عالم الإقتصاد ) ^_^ .. إلى أحلام ورؤى وخزعبلات !! .. ومع هذا نرى من السذح من يقبل بهذا الأمر ويخضع .. سبحان الله ! تحياتي لك ولمقالك الجميل ..
أبدعت
مشكلتنا في الاعلام الاقتصادي هو كثرة الدخلاء والمتفلسفين!!! يجيك واحد اسلوبه حلو في الكلام ومخارج الحروف عنده واضحه شوي يقولون عنه خبير ، وراس مال الموضوع كله أن ياخذ عضويه في احد الهيئات التي لها علاقة بالاقتصاد.... المفترض لتكون المساله احترافية ان يكون مقدم البرامج اشخاص متخصصين في الاقتصاد حتى يستفيد المشاهد من اسئلة المذيع والتي بلاشك ستكون لها قيمة نظرا لالمامه بالامور التي تهم المستثمرين ..... اذكر تابعت مقابله لشخصيه مهمه لاحد شركاتنا العريقة,, المقابله استمرت ساعه مع احد المذيعين اللي دخلوا على عالم المال والاقتصاد بالعافية، مرت الساعه وما استفدت اي معلومه من هذي المقابله لان الأخ اللي يسال (المذيع) ما يعرف اصلا طبيعة عمل الشركة
موضوع مهم, ومقال متميز,,,,الاعلام الاقتصادي الجيد دليل على نذج المؤسسات الماليه الموجوده في البلد,, لكن الوضع الحالي لا فرق بين الظهور الاعلامي في الرياضه,,وبين الظهور الاعلامي في المجال الاقتصادي ,, المشكله ان الاعلام الاقتصادي, سواء صحف او مجلات او قنوات تلفزيون,, دخلت هذا المجال من باب الحصول على المال في المقام الاول,, وليس العكس. وذلك من انهم اعلاميين اقتصاديين اولا ومن ثم يبحثون عن المال.
اؤيدك بهجومك على لاعلام وخصوصا بالجانب الاقتصادي وكم من الضحايا التي سقطت بسبب هذا الاعلام السئ ولكن اعتقد انك سقطت في نفس السقطة التي وقعها الاعلام وهي ذكر بعض الحوادث بدون مسميات وكل شخص يستطيع ذلك فما الضير بكشف اسم هذه الصحيفة التي تنشر احصائيات استثمارية مغلوطة ثم تقوم بتفنيد هذه الاحصائيات بدلا من اتهامات بدون دليل وحين تقوم بتفنيد هذه الاتهامات ستقدم خدمة للجميع ولكن بكل اسف اصبحت تقوم بنفس الهرطقة
أشكركم على ردودكم وتفاعلكم أخي nsa أشكرك على صراحتك ولولا أني خشيت أن أخرج عن صلب الموضوع بطرح الأمثلة لذكرتها وسأذكرها هنا ... في جريدة الرياض الملحق الإقتصادي قبل أشهر كانت هناك صفحة متخصصة باحصائيات صناديق الاستثمار واختفت تلك الصفحة. ارجع الى الأعداد القديمة عن طريق جوجل،،، في أحد العنواين والمتعلقة باداء عام 2009 كتبه المعد بأن اداء الصناديق انخفض حيث انخفض حجمها..؟؟ ما علاقة حجم الصندوق بأداءه ؟؟؟ ثانياً : كيف يتم مقارنة أسبوعية لأداء صناديق يتم تقييمها شهرياً ؟ أو كيف يكون مقارنة الآداء بين صناديق تواريخ التقييم ما بينها مختلفة؟ ثالثاً: ذكر معد الصفحة أن اداء الصناديق جاء أقل من أداء السوق وهذا يردده كثير من الإعلاميين... وأنا أقول ادخلو موقع تداول والأرقام هي التي تحكم، أما أن يكون اداء متعامل أفضل من أداء الصناديق فهذا شيء ممتاز وهو شيء مختلف . أنا لاأدافع عن الصناديق بل أخشى أن تكون هذه دعاية لمدراء محافظ شخصية بطرق غير نظامية أو جهل وترديد كلام لا يفهم معناه أتمنى أن اكون قد وضحت بشكل أفضل