السعودية تصحح أرشيفي... من صحراء قاحلة في فيلم الرسالة إلى مراعي خضراء

11/10/2010 14
امال باجي

رسمت مخيلتي صورة عن السعودية مستوحاة من فيلم الرسالة الذي كان يبثه التلفزيون الجزائري في المناسبات الدينية، فكنت أعتقد أن السعودية صحراء قاحلة تضم قبائل البدو الأصيلة التي تعيش في خيم وتركب الجمل وتأكل التمر، وكم يتألم قلبي عندما أتذكر الحرارة وأتخيل معاناتهم مع الجو الحار وصعوبة الحصول على الماء. وظلت هذه الصورة في بالي إلى أن وطأت قدماي اللؤلؤة دبي أو أمريكا العرب وبدأت اكتشف دول الخليج، وأول شيء عرفته عن السعودية هو حليب المراعي الذي أوقعني مذاقه فتعجبت كيف لأرض قاحلة أن تحوي مراعي للابقار، وهنا بدأت أكتشف هذه المملكة الكبيرة المتناقضة بطبيعتها والمتناغمة في تراثها، ولما سمعت فنان العرب يتغزل بجدة فقلت أكيد هذه عروس البحر الأحمر  ليست بسيطة لتوقعه في شباكها.

ولعلى قناة العربية ساهمت أكثر في تحديث أرشيفي وتصحيح الصورة عن السعودية، فلم تعد السعودية صحراء قاحلة يخرج منها البترول، وإنما دولة عريقة تحفظ تقاليد وتراث عربي وإسلامي أصيل، وقد أعجبني مهرجان الجنادرية الذي يعكس عراقتها، ثم اكتشفت ثقافة وفن وقرأت لأقلام جميلة فلا أخفي اعجابي بالعلامة سلمان العودة الذي أعطانا نموذجا لرجل الدين المعتدل والمثقف الملم بالقضايا المعاصرة والمطلع على المتغيرات، ويقرا للكتاب الأجانب وفي مجالات عدة وهذا ما تكتشفه من أحاديثه المشوقة حتى أنه يقرأ الأدب والفلفسة و الاقتصاد.

تمويل السعودية لفضائية العربية لم يذهب هباءً فقد نجحت في نشر صورة السعودبة الحديثة  وتسويقها على مستوى الوطن العربي، وطبعا يجب أن تبذل المزيد من الجهد لابراز اقتصادها ومقوماتها وعلى دول عربية أخرى أن تفعل الشيء نفسه حتى تجدد الصور العالقة في أذهاننا، فلا تدع خيالنا يذهب بنا أينما يشاء وإنما تعطينا الصورة الحقيقية حيث أن هذا التواصل بيننا يفتح العديد من المجالات سواءً التعاون الاقتصادي أوالاجتماعي أو السياحي وحتى السياسي، فلماذا اشتري منتج أجنبي ويتوفر لدي منتج سعودي أو اماراتي حيث ترجع الفائدة لأمتنا العربية والاسلامية وهذا هو اتحادنا وليس الشعارات التي نرفعها.