تحديات السياحة الداخلية

31/03/2017 2
عبدالله الجعيثن

المملكة تشبه قارة، تجتمع فيها الفصول الأربعة، وتختلف المناظر من الخضرة اليانعة، والصحاري الشاسعة، وتشكيلات الرمال العجيبة، والغابات الكثيفة، والجبال الشامخة وشواطىء البحار الممتدة، وبعضها بكر، كما أنها تحتوي آثاراً عظيمة يندر وجودها في العالم، وتمخرها الطرق العملاقة، بالإضافة لخطوط الطيران، والقطارات أخيراً، حتى رمال الربع الخالي يتمغّط فوقها طريق جديد جميل يتحدى جبال الرمال.

رغم هذا كله، وهو بعض مزايا بلادنا السياحية، إلاّ أن هناك تحديات كبيرة ينبغي بحثها ودراستها وإزالة معوقاتها، ومن تلك التحديات ضعف الوعي الاجتماعي بصناعة السياحة، خاصة في المناطق الجاذبة، وقلة التجهيزات والفنادق وبالذات في جنوب المملكة، والذي يُعتبر من أجمل المصائف في العالم، لكن بنيته السياحية ضعيفة جداً.

يضاف لذلك قلة الكوادر السعودية المؤهلة حقاً لإنعاش السياحة وجعلها ممتعة وراقية، وضعف الترويج السياحي الممنهج، عبر مؤسات ومكاتب تُتقن فنّ السياحة وتكفل للسواح، فرادى وجماعات، أنواعاً ممتعة من السياحة الداخلية، في كل الفصول والمواسم، وبتكلفة مقبولة ومعلومات مغرية.. إذا استثنينا (السياحة الدينية) فإن واقع السياحة الداخلية أقلّ من المأمول بكثير.

إذن لابد من دعم السياحة الداخلية بشكل ملموس، وتقديم الحوافز لرجال الأعمال والاهتمام بإنجاز تجهيزات سياحية راقية، بل وإنشاء (شركات مساهمة) لتنمية هذا القطاع الحيوي، الذي يُعدُّ من روافد التنمية ومن أكثر القطاعات توفيراً لفرص العمل، فالغرفة الواحدة في فندق راق توفر ثلاث فرص عمل، وبعكس المصانع التي تعتمد على الميكنة، فإن السياحة تعتمد على العنصر البشري المؤهل، وبالتنسيق بين الهيئة العليا للسياحة والمؤسسة العامة للتعليم التقني والمهني نأمل أن يتم إعداد الشباب السعودي المؤهل (من الجنسين) لرفع راية السياحة الداخلية وجذب أعداد غفيرة من الخارج لهذا الوطن العريق.

 

نقلا عن الرياض