غالبا ما يربط الكثير من المحللين الارتفاع الحالي لسعر الذهب بضعف الدولار كعملة. هذا الربط صحيح جزئيا، ولكن هل معنى ذلك أن الدولار هو المسئول عن انتفاخ بالون الذهب إلى المستويات القياسية التي يبلغها حاليا. إذا كان هذا التحليل صحيحا فلا بد وأن يكون معدل ارتفاع سعر الذهب بالدولار هو الأعلى مقارنة بسعر الذهب بباقي العملات العالمية، أي سعر الذهب بالجنيه الاسترليني، وسعر الذهب بالين الياباني وهكذا، ليس هذا فقط، بل أن يتركز معدل ارتفاع سعر الذهب في سعر الذهب بالدولارا مقارنة بأي عملة أخرى، وبالتالي يفترض أن يكون سعر الذهب بالدولار أعلى من سعره عندما يحول إلى الفرنك السويسري مثلا، أو أي عملة أخرى في العالم، وهذا غير صحيح.
الذهب، مثله مثل باقي السلع التجارية في العالم كالنفط والحديد والنحاس .. الخ، سلعة دولية تسعر أساسا بالدولار، وبالتالي فإن الفقاعة الحالية للذهب تعكس حالة عدم التأكد التي تشيع بين المتعاملين في الذهب بسبب تطور أوضاع الأزمة على نحو سيئ، والتي تجعل ردود أفعالهم لأي تطورات تحدث على أرض الواقع مبالغ فيها، في ظل تصاعد اتجاهات المضاربة على الذهب وتطورها على نحو مؤسسي. الذهب الآن ترتفع أسعاره بصورة مستمرة، وقد بلغ هذا الأسبوع مستويات تاريخية عندما بلغ 1310 دولارا للأوقية، وفي ظل حالة عدم الاستقرار التي يمر بها الاقتصاد العالمي حاليا، من المتوقع أيضا ان يستمر في الارتفاع مع ميل للتقلب الشديد في الاسعار، مع أي تدفقات للأخبار الاقتصادية السيئة أو الجيدة عن الأزمة.
آخر الأخبار السيئة (من وجهة نظر المضاربين على الذهب) هو أن الولايات المتحدة سوف تقوم بطبع المزيد من الدولارات في عملية تيسير كمي جديدة، يطلق عليها التيسير الكمي الثاني Quantitative easing 2، بهدف توفير الدعم لمعدلات النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التي كانت مشجعة في النصف الثاني من العام الماضي، إلا أنها بدأت تفقد بعض العزم منذ مطلع هذا العام، بصورة أعادت للأذهان احتمالات ان تواجه الولايات المتحدة تراجعا مزدوجا. الاحتياطي الفدرالي يدرس بعناية حاليا شكل هذه الخطوة وحجمها وتوقيتها، وبالطبع آثارها. حتى الآن لم تعلن التفاصيل الكاملة عن الخطة، وسوف أوافي القارئ بتفاصيلها في حينها.
ردة فعل أحد المضاربين الموتورين من مديري الصناديق المشهورين على خطة التحفيز الكمي الجديدة في الولايات المتحدة، هو أن التضخم في العام القادم سوف يكون من رقمين (تضخم مرتفع)، وأن سعر الذهب في العالم القادم سوف يصل إلى 4000 دولارا للأوقية، هذا الغباء في التحليل الاقتصادي تلتقطه وسائل الإعلام بسرعة خاطفة وترسم حوله هالة ضخمة لينتشر كالنار في الهشيم في كافة أنحاء العالم ليزداد للأسف عدد الضحايا الذين سيدفعون الثمن في المستقبل، مثلما دفع مئات الملايين من البشر الثمن لتصريحات أمثال هذا الموتور في الماضي.
الشكل السابق يوضح اتجاهات أسعار الذهب بست عملات دولية هي الجنيه الاسترليني واليورو والدولار الاسترالي والفرنك الفرنسي والين الياباني والدولار الكندي. الشكل يوضح ان أسعار الذهب بكل العملات ترتفع عند مستويات تاريخية. كذلك يؤكد الشكل أن ارتفاع سعر الذهب ليس بسبب ضعف الدولار، وإلا لكنا قد رأينا الارتفاع في سعر الذهب يقتصر فقط على عملة واحدة هي الدولار، ارتفاع سعر الذهب بسبب الأزمة التي تعصف بالعالم حاليا، وهذا في رأيي هو مكمن الخطر الشديد الذي يتعرض له المضاربين على الذهب.
أما الجدول التالي فيوضح متوسط نسبة التغير السنوي في سعر الذهب في المتوسط منذ عام 2005 حتى أمس بتسع عملات دولية منها الذهب. لاحظ من الجدول أنه خلال الخمس سنوات الماضية لم يكن معدل ارتفاع سعر الذهب بالدولار هو الاعلى، لقد كان متوسط ارتفاع سعر الذهب بالجنيه الاسترليني والروبية الهندية واليورو أعلى من متوسط ارتفاع سعر الذهب بالدولار. الجدول يوضح انه خلال الخمس سنوات الماضية بلغ متوسط الارتفاع السنوي في سعر الذهب بالعملات التسع 18.8%. للأسف جانب كبير من الارتفاع في السعر يعكس اتجاهات المضاربة على الذهب، وبالتالي مع أي عملية تصحيح سعري في المستقبل.
أرى بأن من الصعب جداً عودة الذهب لمستويات الـ 800 دولار .. الورق عملوا عليه على قدم وساق .. والمقارنة بين عملات واقتصادات وطابعات ورق بالذهب وجعلها اساس أراها غير منطقية بحد ذاتها لاثبات الفقاعة لأنها ضمن مكونات نظام مشوه بالفطرة .. قد يكون جزء من ارتفاع الذهب مبالغ فيه وان كنت أراه اهانة للذهب كونه يُقيم بورق لا قيمة له ولكنه نظام وابتلي به العالم .. تحياتي,,
الذهب إلي مستويات 1337 دولار للاوقية خلال الاسابيع القادمة , الوضع الفني للذهب يوحي بمزيد من الصعود إلي مستويات قياسية جديدة و اقصى تصحيح متوقع خلال الفترة القادمة هو هبوط الذهب إلى مستويات 1265 و هذا يعد مجرد تصحيح قصير المدي فقط و على ذلك نستبعد هبوط الذهب إلى ما دون مستويات 1000 دولار للاوقية على المدى المتوسط و اتوقع إغلاق إيجابي للذهب لعام 2010 بناء على الرسوم البيانية الفنية للذهب و خصوصا لعودة العلاقة الطردية بين الذهب و مؤشر CRB .
تحليل منطقي من الدكتور محمد يشكر عليه.... ولكن لم يذكر الدكتور توقعاته في ضوء هذه المعلومات والتحليلات ...فما هو رأي الدكتورفي اسعار الذهب في المدى القريب والمتوسط؟
الأخ الدكتور السقا حفظه الله اختلف معك في بعض ما أشرت إليه لأن الذهب ليس كأي سلعة عادية بل هو سلعة اعتادت البنوك المركزية على استخدامها كاحتياطي نقدي حتى بعد عام 1971، ولإن الدولار الذي ظهربعد الحرب العالمية الثاني باعتباره عملة الاحتياط الأولى في العالم قد بدأ منذ بداية العقد الحالي في الترنح والتراجع بسبب تراكم الدين العام على الولايات المتحدة وبسبب ظهور قوى اقتصادية جديدة على المسرح الدولي لذا فإن الانتقال إلى نظام نقدي جديد آخذ الآن في التبلور ومن علامات هذا التحول الارتفاع المتصاعد في سعر الذهب. أرجو أن تتذكر يا دكتور أن فقاعة عام 1980/1981 قد دامت لسنة واحدة هبط بعدها السعر إلى 265 دولار عام 1982، أما الارتفاع الحالي في الأسعار فقد بدأ منذ عام 2004 تقريباً مما يشير إلى أنه ليس فقاعة وإنما هو تعبير عن متغيرات جوهرية في المعطيات الاقتصادية العالمية. أما الرسومات التي قدمتها فإنها دليل على صحة ما أقول حيث أن الذهب يرتفع أمام جميع العملات وليس امام الدولار فقط،،،، وأخيراً تذكر أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة آل عمران: " زُين للناس حب الشهوات والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.." وسيظل هذا الأمر قائماً إلى قيام الساعة،،، وهي قد اقتربت بالفعل قياساً على عمر الزمان. أخيراً أرجو الاطلاع على المقال الذي كتبته ونشرته أرقام قبل شهربعنوان هل يصل سعر أوقية الذهب إلى 1500 دولار؟ وكان السعر يومها 1251 دولار. مع فائق محبتي واحترامي لشخصكم العزيز بشير الكحلوت
دكتور بشير حفظك الله للتنويه فقط فان الآية التي استدليت بها ناقصة ونص الأية ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآب﴾ تحياتي لك وللجميع
وصف الدكتور نظرية المخالف له بالغباء ولكن لم يبرر لنا لماذا! موضوع العملات الأخرى صحيح لكن لا يعني شيءا في ظل أن كل الدول العظمى بلا استثناء تلجأ الى طبع عملاتها وتقليل قيمتها على خطى أمريكا فصحيح أن ارتفاع الذهب ليس بسبب ضعف الدولار فقط ولكن بسبب ضعف اقتصاد العالم ولذلك فالذهب هو الشئ الوحيج الآمن الآن ولو رسم الدكتور الرسم البياني المقارن بين أسعار الذهب والأسهم العالميه التي ترتفع بدون مبرر لوضح أن سعر الذهب ما يزال منطقيا فقاعة الذهب قادمه ولا محاله ولكن أعتقد أن أوانها لم يحن بعد والله أعلم
باختصار شديد .. الاقتصاد عبارة عن ادوات بمثابة التروس .. كل ترس يُحرك الآخر ويدفع به .. وكل ترس لوحده بلا قيمة .. ولابد ان تتناسق المنظومة حتى تعطي .. الذهب خارج هذه المنظومة تماماً تماماً تماماً وله استقلاليته التامة ويُطلب وده ولا يحتاج لأحد أن يدعمه في قوي بالفطرة وازداد قوة امام نظام نقدي عالمي مشوه بالفطرة .. ما دامت المنظومة مختلة فالذهب سيحلق .. ما دامت الحلول هي كما هي دون تغيير جذري وتضحيات عالمية من اجل العودة للبناء الصحيح فالذهب في سوق صاعدة ما دام النظام وادوات العلاج كما هي . تحياتي للجميع,,
أعتقد ان ارتفاع الذهب وكذلك انخفاض $ ، كليهما يصبٌان في مصلحة الأقتصاد الأمريكي ، فلديهم أكبر أحتياط للذهب وانخفاض ال$ سيساعد صادراتهم ويقلل من الأستيراد لغلاء السلع المستوردة !!!!!!