نحتفل هذا الأسبوع باليوم الوطني، وهي ذكرى عملية التوحيد التي تمت لهذه القارة، ووحدت أبناءها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الخليج إلى البحر الأحمر، وهذا شيء جميل، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو، هل توحدنا على المستوى الاجتماعي بالقدر الكافي؟!! ومن أهم مؤشرات ذلك التوحد أو الانصهار الاجتماعي، هو التزاوج بين مختلف مناطق المملكة.
لغرض محاولة الإجابة على ذلك السؤال، دعوني أستعرض عددا من الحالات الاجتماعية، وهي:
• بعد تأسيس شركة أرامكو، ولأنها كانت المُوظِف الرئيسي لكل من يحتاج وظيفة، فقد تدفق عليها آلاف السعوديين من مختلف مناطق المملكة، ولذلك أصبحت المدن العمالية في الدمام، والظهران، والخبر، وبقيق، ورأس تنورة، مظهرا فريدا لتنوع السعوديين من مختلف مناطق المملكة. وذلك وضع فرضته الحالة الاقتصادية في ذلك الوقت، وتآلف الكثير منهم في علاقات مميزة، ولكن قليل منها انتهى بمصاهرات!!.
• الابتعاث الخارجي الذي بدأ خلال عقد الستينات الميلادية، سواء كان إلى ألمانيا، أو أمريكا، أو مصر، أو لبنان، أو باكستان، أو فرنسا، كلها تجارب وبيئات خلقت الكثير من التلاحم بين الطلبة السعوديين المبتعثين، ولم تعد هناك فوارق اجتماعية بين الطلبة، حتى إن كثيرا منهم لم يسألوا الآخر ما هو مذهبه، أو ما هو وضعه الاجتماعي، وقبلوا بعضهم البعض كإخوة في الدراسة، ودامت تلك الصداقات عقودا، لأنها بنيت على حميمية خالصة، وبدون أي مصالح مادية، جمعتهم الغربة، ولكن قليل من تلك العلاقات انتهى بمصاهرات !!.
• عند تأسيس جامعة الملك فهد (البترول سابقا)، وفقت الجامعة بمديرها الدكتور صالح أمبه ـ رحمه الله ـ والذي أصر على أن يكون الطلبة الأربعة في كل غرفة من مناطق مختلفة من المملكة، ويروي أولئك الطلبة بعد سنوات عن تلك الحقبة، كم من المفاهيم الخاطئة كانوا يحملونها عن الآخر، واكتشفوا من خلال المعايشة مفاجآت سارة حول الآخر، وتوثقت علاقات وطيدة، ولكن قليل جدا منها أفضى إلى المصاهرات.
• مازال موضوع المصاهرة خاضع لعادات قبلية، وعشائرية، أساسها رفض الآخر (أو الغريب)، والتعالي عليه، لذلك وبقدر ما نفتخر بيومنا الوطني، إلا أن أمامنا مشوارا طويلا حتى نحقق الانصهار المرجو، وهنا أتمنى لو أن جامعاتنا (وأعني أقسام الاجتماع فيها) تقيم ندوات للبحث في هذا الموضوع الهام، وليكن عنوان تلك الندوات: "تحقيق حلم الملك الموحد عبدالعزيز، رحمه الله".
في رأيي المتواضع ان عنوان المقال لا يعبر عن مضمونه مع الاعتذار للكاتب امل التصحيح اذا كنت غلطان . لان الانصهار الوطني يعني ضياع الوطنيه او عدم الاهتمام بها . والله اعلم
مع احترامي لاستاذنا سليمان الا ان المصاهرة بين مختلف المناطق ليس شرطا اساسيا للاندماج او الانصهار الوطني كما سميته. المصاهرة سلاح ذو حدين ولدينا قصص كيف ادت مشاكل بين زوجين الى تفريق عائلة او قبيلة كاملة فما بالك بزوجين من مناطق مختلفة؟ الاندماج الوطني يحدث عن طريق توعية النشء في المدرسة والبالغين عن طريق الندوات او ما شابه هي الاجدى فليس ضروريا ان اصاهرك لكي اكون منصهرا معك!