كان حال إعلان شركة صناعات قطر "أكبر شركة صناعية في دولة قطر"، "جميلا محبطا" فبغض النظر عن تسجيل الشركة أعلى مبيعات وأرباح فصلية لها منذ قرابة العام ونصف العام، والذي جاء من ارتفاع قطاع الحديد مع ارتفاع هوامش الربح له ليصل إلى 42 % خلال الربع الثاني من عام 2010.
إلا أن إعلانها كان جميلا محبطا، فكان محبطا من ناحية تعد جوهرية لشريحة كبيرة من المستثمرين أو المحللين، حيث لم تعلن كعادتها عن قطاعات الشركة، سواء الأسمدة أو االبتروكيماويات أو الحديد، واكتفت بالإشارة من خلال البيان الصحفي عن سبب الارتفاع، وهو قطاع الحديد، ولم تتطرق في قوائم الشركة وإيضاحاتها عن حجم المبيعات والربح الخاص بكل قطاع على حدة!
في اعتقادي مع توسع مشاريع الشركة الحالية لا بد من تفصيل أكثر خلال الأرباع الفصلية القادمة، خصوصا أن قطاعات الشركة تتسم بتذبذب الأداء، حيث تعتمد على عدة عوامل منها سعر المنتج، سواء للبتروكيماويات أو الأسمدة أو الحديد، إضافة إلى حجم الإنتاج والبيع وأعمال الصيانة الدورية، في حال توافرت تلك المعلومات، فإنها تضع المستثمر أمام صورة واضحة.
أما الجانب الجميل في الإعلان أو البيان الصحفي هو تطرق الشركة لأول مرة لتوقعاتها المستقبلية لعام 2010، حيث توقعت تحقيق أرباح قدرها 4.1 مليار ريال بنهاية عام 2010 وتحقيق إيرادات تصل إلى 10.9 مليار ريال بنهاية عام 2010، وسلطت الضوء بشكل مفصل على أهم توسعاتها المستقبلية.
الأداء المالي للشركة سجلت الشركة خلال الربع الثاني من عام 2010 أعلى أرباح فصلية لها وأعلى إيرادات لها منذ سبتمبر 2008 في حال تم استثناء الدعم الحكومي مطلع عام 2009، حيث بلغت الإيرادات 2791 مليون ريال خلال الربع الثاني من عام 2010، مسجلة أرباحا قدرها 1416 مليون ريال.
كما استطاعت الشركة تسجيل أعلى هامش ربح لها منذ الربع الثالث من عام 2008 ببلوغه 51 %، مقارنة بـ 47 % للربع السابق. وعزت الشركة حسب البيان الصحفي السبب الرئيس للارتفاع إلى تحسن أداء قطاع الحديد مع تحسن هوامش الربح ليصل إلى 41 % خلال الربع الثاني من عام 2010، ولا يمكن الحصول على تطور هوامش الربح للقطاع خلال الأرباع السابقة، لعدم إفصاح الشركة عنها.في المقابل، ذكرت الشركة من خلال البيان الصحفي أن الهوامش ربع السنوية لقطاع البتروكيماويات تراجعت إلى 56.7 %، نظرا لوجود صيانة لقطاع الميثانول وثلاثي ميثايل، كما انخفض قطاع الأسمدة بنسبة 2 % ليصل إلى 60.2 % بسبب انخفاض أسعار اليوريا.
من جهة أخرى، جاءت نتائج الشركات الزميلة إيجابية، حيث حققت أرباحا صافية قدرها 138 مليون ريال خلال النصف الأول من عام 2010 مقابل خسائر بقيمة مليوني ريال خلال نفس الفترة من العام السابق، وجاء هذا التحسن من مصنع تكوير الحديد والصلب في البحرين، ومعالجة تكاليف مشروع كفاك2.
سابك وصناعاتإذن تمحور السبب الرئيس وراء ارتفاع الأرباح لشركة صناعات قطر نتيجة تحسن هوامش الربح والأرباح الصافية لقطاع الحديد مع ارتفاع الأسعار العالمية وتراجع تكلفة المبيعات.
ولو جئنا بمقارنة قطاع الحديد مع شركة سابك لوجدنا العكس، حيث أظهرت النتائج المالية لشركة سابك تراجعا لقطاع الحديد خلال الربع الثاني إلى أدنى مستوى له منذ قرابة العام ونصف العام مع بلوغ هوامش الربح 12 % خلال الربع الثاني من عام 2010، مقارنة متراجعة بمقدار 10 % عن الربع السابق، ومقارنة بـ41 % لحديد صناعات قطر، ولا يمكن سرد الأرباح الصافية لقطاع الحديد في صناعات قطر، نظرا لعدم إفصاحها خلال الأرباع السابقة.الأمر الذي يضع علامات استفهام وراء هذا التباين في أداء القطاع للشركتين، فهل يعود السبب الرئيس إلى اختلاف طبيعة المواد الخام المستخدمة من قبل الشركتين؟