إعمار ومشاريعها في الجزائر، هل حقا ستنفذ؟

04/07/2009 9
عبد الغني هني

تواترت الانباء مؤخرا عن عزم شركة اعمار الاماراتية مغادرة الجزائر متحججة بالعراقيل التى تواجها الشركة وبالقوانين التى تفرضها الحكومة، غير ان هذه الحجج ماهي الا ذر للرماد على العيون حسبما ذكره مصدر مقرب جدا من الشركة مشيرا ان المجسمات (المكات) التى اظهرتها الشركة للرئيس غير قابلة للتطبيق في مكان كالجزائر نظرا لطبيعة التضاريس الزلزالية للجزائر إضافة إلى رغبة اعمار البيع على الخريطة بدون استثمار اي فلس من محفظتها والاكتفاء بالتمويل من قبل الحكومة وهو الامر الذي رفضته الحكومة جملة وتفصيلا.....

واشار ذات المصدر، والمختصص في الهندسة المدنية، ان المشاريع التى اقترحتها اعمار على الجزائر وناطحات السحاب التى قالت بانها ستبنيها لايمكن بنائها في الجزائر لان تكلفتها ستكون ضخمة جدا تفوق المبلغ الذي تحدثت عنه الشركة خاصة وان الجزائر مصنفة ضمن منطقة معروفة بنشاطها الزلزالي الكبير، حيث أشار ان الدراسات التى يتوجب القيام بها تحتاج إلى امكانيات كبيرة تفوق التكلفة التى قدرتها اعمار، مشيرا الى ان الدراسة يجب ان تأخذ في الحسبان حالتين الاولى في حال ما إذا كان مركز الزلزال في البحر والثانى في حال ما إذا كان مركز الزلزال في البر، موضحا بأن الطاقة الكامنة التى تصاحب الزلزال تمر عبر وسطين مائي وبري، مما يستوجب ان تتم عملية البناء وفق اقصى المعايير مما يزيد من تكلفة المشروع، واردف قائلا أن المجسمات التى قدمها العبار للرئيس شيء خيالي وغير واقعي لاتستطيع اعمار تنفيذه بتلك التكلفة، مشيرا الى انها عملية تسويق ليس الا.

من جهة اخرى، يعتبر الجانب المادي مشكلة اخرى، حيث اعتادت اعمار ان تقوم بعملية البيع على الخريطة وان تقوم الحكومة بتمويل المشروع، وهو المبدأ الذي ترفضه الحكومة الجزائرية على اعتبار ان من يريد الاستثمار عليه الاستثمار بماله وتقوم الحكومة بتتبع طريقة التسليم مع المفتاح فيما يخص هذه المشاريع Lump sum Trunkey.

تجدر الاشارة الى ان العراقيل التى تحدثت اعمار عنها هي عراقيل عادية وتواجهها في كل مكان، واشار ذات المصدر ان العديد من الاستثمارات العربية في الجزائر تسير بخطى واضحة على غرار استثمار شركة اوراسكوم المصرية او كيوتل، إضافة إلى مجموعة سهيل بهوان العمانية.