إستثمارات آمنة في المنطقة (السعودية) – شركة الخزف السعودية

20/06/2010 31
د. أحمد المزروعي

كما تم توضيحه في المقال السابق فإن البحث عن استثمار آمن في ظل الظروف المتقلبة هو أحد البدائل الاستثمارية التي يمكن أن يلجأ لها المستثمرون، وتتميز الفرص الآمنة بمحدودية الخسائر في حال تعرضت الاسواق لهزات كما حدث عدة مرات خلال السنوات الأربع الماضية وفي مقابل ذلك فإن هناك فرصا لتحقيق أرباح رأسمالية معقولة في حال تحسنت ظروف الأسواق، وحددنا استراتيجتين لتقييم الفرص الآمنة:

وأرغب هنا في التذكير مرة ثانية بأن كل إستراتيجية إستثمارية لها جوانبها السلبية فالشركات الآمنة في الغالب تكون شركات ذات أنشطة مستقرة  ولا يتوقع أن تحقق قفزات كبيرة في أسعارها ولكن مقابل ذلك فإن فرص تراجعها محدودة بحيث أن المستثمر قد يتعرض لخسائر محدودة في حال عاكسته الظروف...

شركة الخزف السعودية:

تعمل شركة الخزف السعودية في صناعة بلاط السيراميك والأدوات الصحية والسخانات وتتركز مبيعات الشركة في السوق السعودي الأكثر ربحية بينما تشكل الصادرات 13 % فقط من اجمالي المبيعات حسب أرقام 2009. وحققت الشركة نموا مضطردا في مبيعاتها وأرباحها خلال السنوات الـ 5 الماضية بفضل زيادة الطاقة الإنتاجية (زادت الشركة تدريجيا الطاقات الإنتاجية لجميع خطوط انتاجها السيراميك والأدوات الصحية والسخانات)، و زيادة الطلب المحلي ومن الواضح أن حصة الشركة من السوق قد ارتفعت خلال تلك الفترة:

زيادة المبيعات خلال السنوات الخمس الماضية جاءت بفضل الزيادات التدريجية لإنتاج بلاط السيراميك من حوالي 16 مليون متر مربع في عام 2005 إلى 33 مليون متر مربع حاليا ، وكذلك تم زيادة الطاقة الإنتاجية للأدوات الصحية ، كما بدأت توسعة مصنع السخانات في نهاية عام 2009 لتصل طاقتها إلى 1.5 مليون سخان سنويا مقارنة بـ 900 الف سخان سابقا..

يتوقع أن تستمر الشركة في تحقيق النمو في الإيرادات والأرباح خلال الأعوام 2010 و 2011 و 2012، وقد تبينت المؤشرات الأولى بالنسبة لعام 2010 بارتفاع إيرادات الشركة خلال الربع الأول 2010 بنسبة 16 % إلى 268 مليون ريال ، والأرباح الصافية إلى 58.1 مليون ريال بزيادة 41 % ، وهي إيرادات وأرباح فصلية تعد الأعلى في تاريخ الشركة.. وكان وراء هذه الزيادة دخول توسعة السخانات مرحلة الإنتاج التجاري وما تلاه من زيادة المبيعات وتحسن هامش الربح الخاص بقطاع السخانات.. و تدل المؤشرات الأولية إلى أن مبيعات الشركة ستتجاوز مستوى الـ 1000 مليون ريال خلال عام 2010 لأول مرة في تاريخ الشركة كما ينتظر ان تحقق نموا معتبرا في الربح الصافي بناءا على نتائج الربع الأول 2010..

وفيما يخص عام 2011 فإنه يتوقع أن تكون المرحلة الأولى من الخط الرابع لبلاط السيراميك قد بدأت الإنتاج مما يرفع مبيعات الشركة ، كما سيكون المصنع الجديد للأدوات الصحية قد بدأ انتاجه التجاري ، وفي هذا الجدول توضيح مقتضب للطاقات الإنتاجية المعلنة والتوسعات:

بلغ ربح السهم حوالي 7.9 ريال خلال عام 2009 ولكن ينتظر أن يرتفع ربح السهم إلى 10 ريال ريال تقريبا خلال عام 2010 أخذا في الإعتبار مستوى النمو المحقق خلال الربع الأول من العام وبحسب سعر السهم الحالي عند 122 ريال يكون مكرر الربح المتوقع حوالي 12 مرة... ومن المتوقع ان يستمر نمو الأرباح خلال عامي 2011 و 2012 بسبب زيادة الطاقة الانتاجية للشركة وهو ما سيقلل مكرر الربح المستقبلي...

وشهد سعر السهم للشركة تصحيحا منذ نهاية شهر أبريل الماضي وذلك مع موجة التصحيح التي شهدها السوق بشكل عام خلال هذه الفترة، لينخفض السعر من 141 ريال إلى 122 ريال حاليا أي بانخفاض قدره 13 %..

ليست زيادة الطاقة الإنتاجية هي العامل الوحيد الذي يلعب في صالح الشركة فهناك عامل آخر وهو المشاريع الحكومية الكبيرة التي يتم إنشاءها حاليا حيث تشكل المشاريع الحكومية جزءا كبيرا من قطاع الانشاء حاليا ، وكل هذه المشاريع ستتطلب الكثير من منتجات شركة الخزف السعودية عندما تصل هذه المشاريع لمراحلها النهائية (عام 2011 و مابعده) وذلك لأن الطلب على السيراميك والأدوات الصحية والسخانات يشكل المرحلة الأخيرة من عمليات البناء ، وكما هو معروف فإن المشاريع الحكومية تعطي أولوية للشراء من المصانع الوطنية ومن بينها شركة الخزف السعودية... وتتوافق توسعات الشركة التي بدأت (السخانات) والتوسعات المستقبلية القريبة (السيراميك والأدوات الصحية) مع زيادة الطلب المتوقعة على هذه المنتجات...

من أهم الأشياء التي يجب التركيز عليها عند تحليل الشركة هو هوامش الربح الإجمالية التي تحققها الشركة فما دامت الشركة تحافظ على مستويات هوامش الربح الإجمالية فإن ذلك يعني أن الأرباح الصافية ستنمو بمعدل يزيد على نمو الإيرادات وذلك بسبب أن زيادة المبيعات بسبب التوسعات لا يوافقها في العادة زيادة بنفس الحجم للمصاريف الإدارية والعمومية وحتى التسويقية.. ويمكن مقارنة الهوامش الإجمالية المستقبلية مع هوامش الربح الاجمالية التي دأبت الشركة على تحقيقها خلال السنوات الماضية كما يوضح الجدول التالي:

عندما تنظر إلى النتائج المستقبلية للشركة يجب ان تعطي إهتماما لهوامش الربح الإجمالية فمحافظة الشركة على مستوى الهوامش الموضح في الجدول أعلاه يعني أن وضع الشركة في السوق لايزال قويا... أما إذا زاد الهامش فيعني أن وضع الشركة أصبح أقوى من ناحية تسعير منتجاتها أو تقليل الكلفة وهذا سينعكس بزيادة نمو الارباح بمستوى يفوق زيادة الإيرادات ... أما في حالة تراجع هذه الهوامش بشكل واضح فإنه يعني أن الشركة بدأت تفقد قدرتها على تسعير منتجاتها كما تعودت إما بسبب منافسة أو تراجع في حجم الطلب أو تخفيضات للعملاء وسينعكس ذلك بانخفاض الارباح الصافية أو نموها بمستوى يقل عن مستوى نمو الإيرادات..

فيما يخص استثمارات الشركة في غير أنشطتها الرئيسية فهي محدودة وغير ذات أهمية وتشمل محفظة استثمارية صغيرة في الأسهم واستثمارات عقارية محدودة ايضا... ويعد استثمارها في شركة "الخزف للأنابيب" المتخصصة في إنتاج الأنابيب الفخارية المخصصة للصرف الصحي هو أهم هذه الاستثمارات حيث يبلغ رأسمال الشركة 100 مليون ريال وحصتها 50 % وكان المتوقع أن تبدأ الشركة انتاجها التجاري العام الماضي ولكن يبدو أن المشروع يواجه تاخيرات لم تفصح عنها الشركة وفي حال تم إكمال المشروع سينعكس ايجابا على نتائج الشركة مستقبلا..

في المقال القادم سنتطرق لبعض الأصول الرخيصة في المنطقة و سابدأ من دولة قطر بإذن الله ..