البتروكيماويات.. لماذا التذبذب؟

20/06/2010 2
سليمان المنديل

كثيراً ما يسأل المستثمرون، العاملون في صناعة البتروكيماويات، هذا السؤال، وقبل محاولة الإجابة دعوني أستعرض معكم بعض الإحصائيات حول أهمية صناعة البتروكيماويات لسوق الأسهم السعودية:

• مجموع الأسهم المصدرة في قطاع البتروكيماويات تبلغ (8,66) مليارات سهم، وتمثل نسبة 22,4% من مجموع الأسهم المصدرة في السوق السعودية.

• تمتلك الحكومة وصناديقها، نسبة 32% من مجموع أسهم البتروكيماويات، والباقي أغلب أسهمه مملوكة لعامة الجمهور.

• تبين إحصائيات تداول أن ذلك القطاع يأتي في المقام الأول، من حيث عدد الأسهم المتداولة، والتي عادة ما تعادل 25% من مجموع إحصائيات التداول.

ولنعد الآن إلى موضوع تذبذب أسعار البتروكيماويات، وتأثير ذلك على نتائج الشركات السعودية العاملة في ذلك القطاع. هناك نوعان من التذبذب، أحدهما طويل الأجل، ويتم على سنوات قد تتراوح بين (5 – 10) سنوات، وهناك التذبذبات التي تحدث خلال عام، أو أقل، ولكل منها العوامل المؤثرة فيها:-

أولاً: التذبذب في الدورات طويلة الأجل: وهذه أسهل للشرح والفهم، لأنها ترتبط بعملية العرض والطلب، الذي يمر به الاقتصاد العالمي، فالطلب العالمي ينمو تدريجياً بمتوسط يتراواح بين (2% و 4%) سنوياً، ولكن طبيعة الاستثمار في صناعة البتروكيماويات، هو عالي التكلفة، ويتطلب توفر المواد الخام، والقدرات المالية العالية، ولذلك تتم الاستثمارات على دفعات متباعدة، وكلما دخلت طاقات إنتاج كبيرة، فإنها تخفض الأسعار، حتى تتوقف تلك الاستثمارات لفترة، ويبدأ الطلب في التزايد، مما يدفع الأسعار للارتفاع، وتستمر في الارتفاع، حتى تدخل طاقات إنتاج جديدة، وهكذا دواليك.

ثانياً: التذبذب قصير الأجل: وأعني الذي يتم خلال العام، وهذا أصعب للشرح، لأن هناك عوامل عديدة، ومختلفة، وأحياناً متناقضة، تؤثر فيها، ومنها العوامل التالية:-

1– سعر البترول الخام يوجه أسعار هذه الصناعة، لأن أسعار الغاز تتبع بشكل عام توجهات أسعار البترول، وبالتأكيد هو الحال بالنسبة لصناعة البتروكيماويات القائمة على مادة النافثا.

2– صناعة البتروكيماويات بها عدد من المنتجات التي يمكن لأي منها أن يحل بديلاً لمنتج آخر، فإذا ارتفعت أسعار مادة البولي بروبلين، على سبيل المثال، استعاض عنها المستهلك بمادة البولي ستايرين، وهكذا.

3– لكل مصنع ظروفه الخاصة من حيث التقنية المطبقة، ونوعية، واستراتيجية برنامج الصيانة، والتي تؤثر على موثوقية عمل المصنع، أو توقفه المتكرر... إلخ.

4 – نوعية اللقيم قد تختلف من وقت لآخر، وفي مواسم معينة، مما يؤثر على كمية، ونوعية الإنتاج.

5 – نجاح صناعة البتروكيماويات السعودية خلق اختناقات موسمية في حركة النقل البحري، من وإلى ميناء الجبيل الصناعي. ختاماً: سألخص رأي المختصين حول مستقبل هذه الصناعة، وهو إن بقاء أسعار النفط الخام عند مستوى (70 – 90) دولار، يمثل مساحة مريحة لهذه الصناعة، وفي نفس الوقت هو النطاق السعري الذي أصبح العالم يقبله كسعر لبرميل النفط، ولذلك يعتقد أن عام 2010، سيبقى متأثراً ببقايا الأزمة المالية العالمية، ويفترض أن يكون عام 2011 ، بداية الانطلاق، وإن كانت متدرجة، وحذرة، خصوصاً في ظل الأزمة الأوروبية المستجدة، وإن كانت تلك الأزمة تعني ضرورة إغلاق طاقات إنتاج الصناعات البتروكيماوية غير المجدية في أوروبا.