منتجى البتروكيماويات فى الشرق الأوسط يواجهون تحديات جديدة فى العقد الحالى.

17/06/2010 5
ايهاب يحيى

تضاؤل كميات اللقيم (الغاز) و ضرورة تنوع منتجات البتروكيماويات أهم التحديات التى تواجه قطاع البتروكيماويات فى المنطقة.فى العقد الماضى كان النمو فى إنتاج كميات من الإيثيلين و مشتقاته من البولى إيثيلين و أحادى الإيثيلين الجلايكول هو الركيزة التى كانت تعتمد عليها المنطقة لتحسين إقتصاديتها الصناعية فى هذا القطاع.

حوالى 16 مليون طن من الإيثيلين تمت إضافتهم فى الفترة من 2000 حتى 2009 بالإضافة إلى 3.3 مليون طن فى عام 2010 مع توجه إلى إقامة مشاريع أخرى لزيادة كميات الإيثيلن المنتجة فى المنطقة و لكن هناك عقبات تواجه عمليات التخطيط للمشاريع الجديدة فى ظل التغييرات الحادثة فى إقتصاديات النظام المصرفى و الإستثمار.

أزمة اللقيم

مع النمو القوى الحادث فى إقتصاديات دول المنطقة و الذى نتج عنه زيادة فى الطلب على الغاز عن كميات الإنتاج المتوفرة بالإضافة إلى تقليل حجم إنتاج المنطقة من النفط على أثر الأزمة العالمية فى 2008 و الذى نتج عنه نقصاً فى إنتاج الغاز الطبيعى المصاحب للنفط.

بالنسبة للمشاريع الجديدة فإن الحصول على حصة من  الإيثان اللازم للعمليات الإنتاجية اصبح عقبة جديدة إذ لابد من الإنتظار حتى يتم توفيره عن طريق إضافة طاقات جديدة و مشروعات جديدة.

مثال دولة قطر:

ستتوافر كميات إضافية من الإيثان بعد 2014 أو حين الإنتهاء من  إقامة مشروعات جديدة لإستغلال الغاز و هناك فقط مشروع مشترك بين قطر للبترول و إكسون موبيل من المتوقع أن يبدأ إنتاجه فى 2015 كما أن شركات أخرى مثل شل و توتال تنتظر إعتماد مشروعاتهم المقترحة لإنتاج اللقيم.

و فى المملكة: سعر الإيثان يقدر ب0.75 دولار لكل وحدة حرارية كما أن الأسعار التفضيلية للبروبان و البيوتان سيتم مراجعتها العام القادم. و يظهر أن الموقف معقد بالنسبة للقيم حيث أن زيادة سعره و إستخدام خليط من الإيثان و البروبان و البيوتان فى العمليات الإنتاجية بالإضافة إلى إستخدام نسبة من النافتا كما هو الحال فى المرحلة الثانية فى مشروع بترورابغ بالمملكة الذى يستخدم 30 مليون متر مكعب من الإيثان و 3 مليون طن من النافتا لإنتاج الأوليفينات و العطريات و العديد من المشتقات الأخرى ذلك يقلل الفرص من تحقيق التنوع الأمثل فى المنتجات.

و فى مصر:

بالرغم من كونها خارج المنافسة من حيث حجم إنتاجها من البتروكيماويات مقارنة بدول الخليج و لكنها بلدى تعانى هى الأخرى من صعوبات فى توفير اللقيم اللازم لمشروعات جارية التنفيذ كمشروع البولى إستر (إستيرنكس) و الذى يتطلب لإتمام مرحلته الثانية توفير كميات من الإيثيلين عن طريق المشروع قيد التنفيذ للوصول بإنتاج الإيثيلين إلى 750 ألف طن من مجمع البتروكيماويات بالعامرية – الإسكندرية و المقرر البدء فى تنفيذه العام القادم. 

الطريق إلى التنوع هو الهدف:

هناك توجهات من الحكومات بالمنطقة للشركات العاملة فى المجال أن تسد النقص الحادث فى سلسلة الإمداد لمنتجات البتروكيماويات عن طريق التنوع فى سلة منتجاتها و العمل على إستثمار البوليمرات بالتخطيط للنمو فى الصناعات التحويلية و  تحقيق التكامل فى سلسلة الإمداد حيث أن إستهلاك الشرق الوسط لا يتعدى نسبة 20% من إنتاج البولى أوليفينات و الباقى يتم تصدير معظمه إلى الصين مما دفع شركات مثل سابك إلى عقد شراكات مع شركات صينية مثل سينوبك لإقامة مشروعات داخل الصين فى تيانجن و فى الطريق مشروعات أخرى للكويت للبترول و قطر للبترول.

التحكم فى تأخير تنفيذ المشروعات:

ديناميكية السوق و اللقيم ليسا فقط التحديات التى تواجه المنطقة حيث انه فى أعوام 2007 و 2008 بالأخص وجد أنه من الصعوبة الحفاظ على تنفيذ المشروعات فى مواعيدها المقررة فى ظل التغير الذى حدث فى الأسعار فى ذلك الوقت و الذى أدى زيادة تكلفتها عن الميزانية.

و فى الوقت الحالى نجد أن هناك صعوبات فى الطريق كنقص العمالة و سوء جودة الخامات و المشاكل التصميمية للمشروعات المخطط تنفيذها, هذه الصعوبات سوف تؤدى بدورها إلى التباطؤ فى تنفيذ المشروعات الواجب إقامتها لتحقيق التوازن بين العرض و الطلب و التكامل المنشود فى سلسة الإمداد لقطاع البتروكيماويات.