إنها ليست أزمة بل أزمات "النظرة الغربية لإقتصادية الخليج"

14/06/2010 3
سليمان العساف

كنت في لندن العام الماضي وكنت أتحدث إلى مديرة الفندق الذي أسكنه فشكرتها على حسن تعاملها معنا وتذليل بعض الصعاب، فقالت لي أنه واجبها ثم أضافت أن أبنها يعمل في بلدي فسألتها هل هو في الرياض أو جدة فقالت لا هو في دبي، لم تستطع أن تستوعب أننا بلدين لأنها في اليوم التالي سألتني عن أزمة الديون التي تعاني منها بلدي فأوضحت لها أنها دبي "كلنا خليج واحد".

القصة السابقة هي لإيضاح نظرة الغربيين إلى دول الخليج كدولة واحدة ولم يعلموا أنه قد تغرد دولة من دول الخليج طرباً بينما تئن الدولة الأخرى.

هم لم يعرفوا من الخليج إلا دبي سحرتهم بشمسها وانفتاحها وثورتها العمرانية وسهولة الحياة والعمل والإستثمار فيها، كانت دبي هي المحطة التي تنطلق منها الأعمال إلى باقي دول الخليج، عندما تتحدث إلى أحدهم عن السعودية يقول لك نعم هناك عمل وفرص ولكني أريد أن أعيش في دبي ولكن حين وقعت الأزمة المالية العالمية وتأثرت دبي بها بشكل كبير (ديون كبيره، مغادرة مستثمرين عرب وأجانب لها) بدأ وهج أسطورة دبي يخف كثيراً ولكن لسوء الحظ أنهم أشركونا معها "في الفرح منسيين وفي الهم مذكورين" فأصبح من يعرف دبي يقول أن كل الخليج تأثر وبداءوا يقلقون من الاستثمار وضخ الاموال إلى السعودية أو دول الخليج الاخرى " وأن كنت أرى تغيرا ايجابيا حيث أنهم بدؤا يدركون الفوارق بين تلك الدول" فالكويت كان درة الخليج ومركز أعمالها في الخمسينات والستينات ثم البحرين في السبعينات وبداية الثمانينات فالإمارت حتى قريب وأرى أن السعودية الآن بداءت تأخذ القيادة الإقتصادية والإستقطاب لرؤس الأموال التي أتمنى أن نحسن التعامل معها كتسهيل الإجراءات والشفافية وزيادة تفعيل محاربة الفساد  فالفرصه كما يقولون لاتاتي الا مرة واحده.

ختاما اتمنى ان لا نجعلها ازمات فعندما ازدهرت دبي اجدنا موقف المتفرج وحينما لاحت لنا الفرصه لاقتطاع نصيبا من كعكة الاستثمارات العالميه اتمنى ان لايكون موقفنا هو موقف التوجس والتردد فغيرنا "انظر حولك" يغني للعالم من اجل ان يكون محطة الاموال القادمه في الخليج.